خفض استثمارات إكوينور للطاقة النظيفة يهدد مشروعات الرياح والهيدروجين
هبة مصطفى
![استثمارات إكوينور](https://attaqa.net/wp-content/uploads/2025/02/dc1c6a7dbb7fbe7aa4b4a79a63d9c1cf.jpg)
تأثرت استثمارات إكوينور النرويجية سلبًا بنتائج أعمال الشركة السنوية والفصلية؛ إذ كشف التقرير الصادر مطلع شهر فبراير/شباط الجاري (2025) عن هبوط في أرباح العام الماضي بنسبة 26% والربع الرابع بنسبة 23%؛ ما تطلّب وقفة حازمة.
وترجمت عملاقة الطاقة النرويجية لاحقًا النتائج في صورة تعديلات جوهرية وإستراتيجيات جديدة، لكنها تحمل دلالات مثيرة للتساؤلات حول "واقعية" أهداف الشركات للحياد الكربوني.
وكشف الرئيس التنفيذي للشركة أندرس أوبيدال، عن أن استثمارات الطاقة المتجددة والنظيفة ستتراجع لصالح المزيد من التركيز على القطاعات الأكثر ربحًا وتعزيز التدفق النقدي الحر.
وحاول أوبيدال توضيح أسباب تغيير حصص الإنفاق على الطاقة النظيفة والهيدروكربونات ضمن خريطة استثمارات إكوينور، موضحًا أن وتيرة التحول في غالبية الأسواق تتسم بالفعل بالتراجع، حسب تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) خلال مقابلة عقدها مع المستثمرين.
استثمارات إكوينور
قال أندرس أوبيدال إن استثمارات إكوينور في الطاقة المتجددة والتقنيات منخفضة الكربون ستتراجع، حتى عام 2027.
وتدريجيًا، اتخذت الشركة قرارات تتناغم مع الإستراتيجية الجديدة المستهدفة للربح والتدفق النقدي، عبر خفض استثمارات الطاقة المتجددة والنظيفة، وإلغاء وإرجاء مشروعات هيدروجين كبيرة.
وقلّصت قدرة الرياح البحرية المتوقعة إلى ما يتراوح بين 10 و12 غيغاواط، انخفاضًا من نطاق 12 إلى 16 غيغاواط كانت تستهدفها الشركة سابقًا.
![جانب من مزرعة بحرية تطورها إكوينور](https://attaqa.net/wp-content/uploads/2025/02/fe5abdaaa04b4f14f8a23bd26bcc0518.png)
ومقابل ذلك، تعتزم الشركة زيادة إنتاج النفط والغاز بنسبة تفوق 10% بحلول 2027، مستهدفة إنتاج 2.2 مليون برميل من النفط المكافئ يوميًا من الهيدروكربونات بحلول نهاية العقد، ارتفاعًا من مليوني برميل كانت قد أعلنتها سابقًا في نتائج أعمال 2023.
وهناك عدة عوامل ساعدت في تغيير مستهدفات الشركة يمكن استخلاصها من مقابلة أندرس مع المستثمرين:
- قرارات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وتأثيرها في حالة عدم اليقين بقطاع الطاقة.
- ارتفاع أسعار المواد الخام وتعطل سلاسل التوريد.
- العزوف عن توقيع اتفاقيات طويلة الأجل.
مصير مشروعات الرياح والهيدروجين
تواجه مشروعات الرياح والهيدروجين التي تطورها الشركة النرويجية مصيرًا غامضًا الآن، في ظل خفض الاستثمارات.
وتُسهِم عائدات أصول الطاقة المتجددة النشطة للشركة بما يزيد على 10% من عائدات الأسهم، وأكد "أندرس أوبيدال" أن ضمان استمرار هذه العائدات أمر ضروري.
وأشار إلى أهمية الدور المستقبلي لإنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة ومنخفضة الكربون.
وتشارك إكوينور في تطوير أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم "دوغر بنك"، وتتوسع في مشروعات أخرى بإسكتلندا وأميركا وغيرهما لم يوضح الرئيس التنفيذي للشركة مصيرها حاليًا مع الخفض المعلن مؤخرًا للاستثمارات ومستهدفات الإنتاج.
ونظرًا إلى دور الشركة في تطوير الطاقة المتجددة والحلول منخفضة الكربون، ستلقي تصريحات "أوبيدال" وتعديل مستهدفات وتوقعات الإنتاج "الأحفوري والمتجدد" بظلالها على أسواق عدة.
أما الهيدروجين، فألغت الشركة بعض المشروعات وأجّلت البعض الآخر؛ ما سبّب حالة من عدم اليقين في طموح ومستهدفات استعمال الوقود الأزرق.
ومع توضيح "أوبيدال" أولوية استثمارات إكوينور وإنعاش العائدات، قد يتراجع الهيدروجين من الأهمية التي حظي بها مسبقًا خلال منح الدعم الحكومي.
![مقر الشركة النرويجية](https://attaqa.net/wp-content/uploads/2025/02/0de95629f8faacd3fa1695c6bdb5e019.jpg)
سوق الهيدروجين في أوروبا
لم تكن التغييرات التي طرأت على تغيير معدل إنفاق استثمارات إكوينور منفصلة عن سوق الهيدروجين في أوروبا، إذ تنخرط بمشروعات في النرويج وبلجيكا وألمانيا وبريطانيا وغيرها.
وترصد الشركة استعداد سوق الهيدروجين منخفض الكربون الإقليمية والصناعة الأوروبية للنمو من خلال تتبع المشروعات المشتركة القائمة حاليًا، لتحسم مستهدفاتها.
وكانت الشركة قد انسحبت -العام الماضي- من مشروع تصدير الهيدروجين إلى ألمانيا، على خلفية تراجع الطلب والعجز عن تأمين عقود شراء طويلة الأجل، وترتب على ذلك إلغاء مشروع الإنتاج في النرويج.
وسعت الشركة لتطوير 2 غيغاواط من إنتاج الهيدروجين الأزرق في النرويج، تمهيدًا لرفعها بحلول 2038 إلى 10 غيغاواط، لكن يبدو أن الشركة ستعلن قريبًا خفضًا في هذه المستهدفات -مثلما فعلت مع الرياح البحرية- لصالح زيادة إنتاج النفط والغاز.
وحظي احتجاز الكربون وتخزينه بنصيب أفضل حالًا من الرياح والهيدروجين في تعديلات مستهدفات الشركة؛ إذ ما زالت تحتفظ بهدف طاقة تخزين سنوية تصل إلى 60 طنًا متريًا من ثاني أكسيد الكربون.
ورأى "أوبيدال" أن مشروعات الكربون قريبة الصلة من صناعة النفط والغاز، حسب تصريحاته التي نشرها موقع هيدروجين إيكونوميست.
ورغم نبرة التفاؤل الملموسة في حديثه عن هذه المشروعات؛ فإن الرئيس التنفيذي للشركة النرويجية ربطها بالنجاح في تأمين عقود طويلة الأجل أيضًا.
موضوعات متعلقة..
- إكوينور النرويجية تنسف جدوى مشروع نقل الهيدروجين إلى ألمانيا
- إكوينور النرويجية تتقدم بمشروع كهربة منصات النفط والغاز البحرية
- سوق الهيدروجين الأوروبية في 2024.. خطط ومشروعات 5 شركات ترجع للخلف
اقرأ أيضًا..
- هل تناور إسرائيل بوقف إمدادات الغاز لمصر؟.. 3 خبراء يتحدثون
- قيمة صادرات النفط العربية تنخفض 23 مليار دولار في 3 أشهر
- أسعار خامات النفط العربية في يناير.. السعودية تتصدر والجزائر تتراجع
المصدر: