
كشفت شركة بريطانية للتنقيب عن الهيدروكربونات النقاب عن اكتشاف غاز طبيعي كبير قبالة سواحل لينكولنشاير في شرق إنجلترا.
وتشير التقديرات إلى أن الاحتياطيات القابلة للاستخراج تبلغ 480 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، بحسب آخر تحديثات قطاع الغاز الطبيعي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويمكن للاكتشاف الجديد أن يوفر إمدادات غاز طبيعي تكفي المملكة المتحدة لمدة 10 سنوات وتقلل فاتورة الاستيراد الباهظة والانبعاثات الناتجة عنه، وتوفر 250 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، علاوة على الإيرادات الضريبية.
وفي رد صادم على الأنباء، رفض وزير الطاقة إيد ميليباند، السماح باستغلال احتياطيات الغاز بسبب الحظر الحالي لتراخيص النفط والغاز الجديدة وحظر التكسير المائي قريبًا بعدما تسبّب في حدوث زلازل سابقًا.
اكتشاف غاز جديد في بريطانيا
أعلنت شركة "إيدغون ريسورسيز" المتخصصة في أعمال التنقيب البرية في بريطانيا (Egdon Resources) اكتشاف غاز جديدًا بالقرب من مدينة غاينسبوروغ في لينكولنشاير.
وبحسب تقديرات الشركة، ربما يفوق حقل غاز غاينسبوروغ حقل جاكداو الذي تعتزم شركة النفط متعددة الجنسيات شل تطويره في بحر الشمال (Jackdaw) والذي يحتضن احتياطيات تصل إلى 38 مليار متر مكعب من الغاز.

ومن المتوقع أن يدعم اكتشاف الغاز الاقتصاد البريطاني بأكثر من 100 مليار جنيه إسترليني (125.95 مليار دولار)، علاوة على توفير الآلاف من فرص العمل وتقليل واردات الغاز من الخارج.
(الجنيه الإسترليني يعادل 1.26 دولارًا أميركيًا).
وعلاوة على ذلك، تقول شركة الاستشارات "ديلويت" (Deloitte) التي تولّت تحليل نتائج الحفر التجريبية إن التأثيرات البيئية لحقل الغاز الجديد أقل كثيرًا من الانبعاثات الناتجة عن الاستيراد.
ويحتضن الحقل الجديد 480 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، بما يعادل 7 أضعاف استهلاك الغاز في بريطانيا خلال عام.
وتستهلك بريطانيا نحو 75 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا بمعدل ألف و100 متر مكعب للمواطن الواحد.
وحاليًا، يُشكِّل الغاز ثُلث مزيج الكهرباء في بريطانيا، كما تعتمد عليه 25 مليون منزل لتشغيل الغلايات المستعملة في التدفئة وإنتاج الماء الساخن.
وبالنظر إلى توقعات بتراجع حجم الاستهلاك المستقبلي، من المتوقع أن تكفي تلك الموارد المكتشفة احتياجات بريطانيا من الغاز على مدار 10 سنوات.
ويتزامن الاكتشاف مع تراجع إنتاج حقول الغاز في بحر الشمال التي كانت تعتمد عليها بريطانيا لسد كل احتياجاتها قبل عقدين من الزمان.
كما تستورد لندن 30 مليار متر مكعب من الغاز النرويجي بالإضافة إلى 15 مليار متر مكعب من الغاز المسال الأميركي والقطري.
رد الحكومة البريطانية
قلل متحدث باسم الحكومة البريطانية من فرص تطوير أحدث اكتشاف غاز في بريطانيا وسط اتجاه لحظر استعمال الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء والتدفئة تحقيقًا لأهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ولفت المتحدث إلى الحظر المرتقب لعملية التكسير المائي (الهيدروليكي) وهي عملية استخراج الغاز بضخ سوائل تحت ضغط عالٍ لتكسير الصخور وإطلاق العنان للغاز، بعدما تسبّبت في وقوع زلازل.
وبحسب المتحدث، سيؤدي تطوير اكتشاف الغاز الجديد إلى إنهاء العمل بقرار الحظر، وقرار آخر اتخذته حكومة حزب العمال بقيادة اللورد كير ستارمر بحظر تراخيص النفط والغاز الجديدة.
ولفت إلى أن الحظر سيكون دائمًا؛ إذ تسعى الحكومة لجعل بريطانيا قوة عظمى في قطاع الطاقة النظيفة لحماية الأجيال الحالية والمستقبلية، بحسب المتحدث.
وأضاف أن أكبر المخاطر أمام أمن الطاقة هو استمرار الاعتماد على أسواق الوقود الأحفوري، ولن تكون بالإمكان استعادة السيطرة على الطاقة وحماية أموال العائلات والوطن من ارتفاع الأسعار إلا من خلال تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة بحلول عام 2030.
ورصدت منصة الطاقة المتخصصة قبل نهاية يناير/كانون الثاني (2025) قرار هيئة بحر الشمال الانتقالية بإغلاق آخر آبار التكسير المائي بالأسمنت.
كما ألغت الحكومة ترخيصين لتطوير حقلَي "روزبانك" (Rosebank) و"جاكداو" (Jackdaw) في بحر الشمال قبالة سواحل إسكتلندا بعد دعوى قضائية أقامها نشطاء مدافعون عن البيئة، وهو ما أشعل خلافًا سياسيًا.
بدوره، توعّد وزير الطاقة إيد ميليباند، بفرض حظر دائم على تقنية التكسير المائي بعد إعلان أحدث اكتشاف غاز في بريطانيا.
وأكد الوزير المناصر لمصادر الطاقة المتجددة أنه لن يغير المسار بعيدًا عن الالتزام الذي ورد في البرنامج الانتخابي لحزب العمال الحاكم.
لكن خبراء يقولون إن الغاز الطبيعي مصدر طاقة أساسيًا كونه وقودًا انتقاليًا ضروريًا وسط مساعي كهربة كل شيء من النقل إلى التدفئة حتى توسع مصادر الطاقة المتجددة.
كما تحذّر لجنة تغير المناخ التابعة للحكومة من عجز بحجم أكثر من تريليون متر مكعب من الغاز منذ الآن حتى عام 2050، ولأن بحر الشمال الذي تراجع إنتاجه لا يُلبي سوى خُمس ذلك، ستضطر المملكة المتحدة إلى الاعتماد على الواردات.
موضوعات متعلقة..
- اكتشاف غاز في مصر باحتياطيات 75 مليار قدم مكعبة
- "فالاريس دي إس 9".. سفينة حفر عملاقة قادت إلى أحدث اكتشاف غاز في مصر
- اكتشاف غاز في النرويج يخيب آمال 4 شركات طاقة
اقرأ أيضًا..
- خفض انبعاثات غازات الدفيئة في الإمارات.. خريطة الشركات الأكثر تحولًا للطاقة
- اكتشاف نفطي جديد على يد شركة بتروبراس البرازيلية
- عاصفة إقالات تضرب وزارة الطاقة الأميركية بأمر "ترمب"
- قطع الكهرباء في الكويت لمدة أسبوع.. تفاصيل المناطق وساعات فصل التيار
المصدر: