الهيدروجين المسال في سلطنة عمان أقل تكلفة من أوروبا.. ودولة عربية تنافس
دينا قدري
![الهيدروجين المسال في سلطنة عمان](https://attaqa.net/wp-content/uploads/2025/02/3e178892a35e79fe2c5b34d06a8186b8.png)
يستعد الهيدروجين المسال في سلطنة عمان لاقتحام الأسواق الأوروبية في النصف الأول من العام المقبل (2026)، في ظل التكلفة الجذابة من الوقود المنتج في القارة العجوز.
ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تخطط شركة إيكولوغ العالمية (EcoLog) لإنشاء مصنع لتسييل الهيدروجين بقدرة 200 ألف طن متري سنويًا في سلطنة عمان.
وتتوقع الشركة اتخاذ قرار استثمار نهائي بشأن المصنع المقترح بحلول النصف الأول من عام 2026، للتسليم إلى أوروبا وآسيا، على غرار الطريقة التي يجري بها يُوزَّع الغاز الطبيعي في صورة غاز مسال عن طريق السفن.
جاءت هذه التصريحات على لسان رئيسة قطاع الهيدروجين في إيكولوغ، إلين روهوتاس، خلال مشاركتها في المؤتمر العالمي للهيدروجين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المنعقد في دبي، يوم 5 فبراير/شباط 2025.
إنتاج الهيدروجين المسال في سلطنة عمان
أوضحت رئيسة قطاع الهيدروجين في إيكولوغ، إلين روهوتاس، أن سعر إنتاج الهيدروجين المسال في سلطنة عمان، ووضعه على متن سفينة وتسليمه إلى أوروبا، "أرخص بكثير" من إنتاجه في القارة العجوز.
وأضافت روهوتاس أن الهيدروجين الأخضر يُختَبَر لاستعماله بتحميص القهوة في أمستردام، ليحلّ محلّ الغاز الطبيعي.
وقيّم مؤشر "بلاتس" التحليل الكهربائي القلوي للهيدروجين في سلطنة عمان عند 5.22 دولارًا للكيلوغرام في 5 فبراير/شباط 2025، وفق بيانات "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" (S&P Global Commodity Insights).
وفي سياقٍ متصل، خصصت سلطنة عمان 50 ألف كيلومتر مربع من الأراضي لمشروعات الهيدروجين الأخضر في الدقم والجازر وظفار، بهدف الوصول إلى 1.4 مليون طن متري سنويًا من الإنتاج بحلول عام 2030 باستعمال طاقة الرياح والطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء.
الهيدروجين الطبيعي في الإمارات
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة غاز رأس الخيمة كريس وود، خلال حلقة نقاشية على هامش المؤتمر العالمي للهيدروجين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن تكلفة إنتاج الهيدروجين الطبيعي في إمارة رأس الخيمة بالإمارات من المتوقع أن تكون "أقل من دولارين للكيلوغرام".
ويعادل الهيدروجين بسعر دولارين للكيلوغرام نحو 20 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مقارنةً بـ15 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية لسعر الغاز في أوروبا، بحسب الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف وود أن شركة سيراميك رأس الخيمة -وهي عميلة لشركة غاز رأس الخيمة- قد تنتقل إلى الهيدروجين بوصفه مادة خامًا بدلًا من الغاز.
قال وود: "نحن الآن ننظر إلى الهيدروجين على نطاق المرافق"، مؤكدًا أن الحياد الكربوني لا يعني تحولًا بنسبة 100% بعيدًا عن الوقود الأحفوري، ويجب أن يكون الهيدروجين الطبيعي جزءًا من المزيج.
وأكد رئيس شركة غاز رأس الخيمة أن استكشاف المرحلة الثانية للآبار الفعلية لاكتشاف مصائد الهيدروجين في جبال رأس الخيمة سيبدأ قريبًا، بحسب ما نقلته منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).
وقال وود: "نحن لا نتطلع إلى التصدير.. لدينا طلب كبير في رأس الخيمة"، مضيفًا أن "سلطنة عمان تتمتع بالموقع الجغرافي نفسه الذي نتمتع به في رأس الخيمة".
ومع ذلك، لن تتخلى شركة غاز رأس الخيمة عن الغاز؛ إذ قال وود: "سنستمر في تطوير الغاز، لأن بعض العملاء سيظلون بحاجة إلى الغاز، وبعض العملاء مهتمون بالهيدروجين، مثل عملائنا الذين يعملون في الزجاج والسيراميك".
مزايدة الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان
قالت مديرة تطوير الأعمال في شركة هيدروجين عُمان (هايدروم)، رميثاء البوسعيدي، على هامش المؤتمر، إن سلطنة عمان تخطط لعقد جولتها الثالثة من مزايدات الهيدروجين الأخضر بحلول نهاية مارس/آذار 2025، أو بعد عطلة عيد الفطر في أوائل أبريل/نيسان 2025، للمساعدة في تحقيق هذا الهدف.
وقالت، إن المزايدة الثالثة قد تعرض تخصيص الأراضي على تحالفات للتطوير، كما حدث في الجولتين الأولى والثانية، أو تسمح أيضًا للمطورين -مثل شركات الأمونيا أو صنّاع الصلب- بالتقدم بعطاءات، أو السماح بمزيج من الاثنين.
وتركّز هذه الجولة على جذب المستثمرين العالميين والمحليين، مع إعطاء الأولوية لتعزيز المحتوى المحلي، وضمان جاهزية البنية الأساسية، والتوافق مع متطلبات الأسواق العالمية، ما يدعم تطور منظومة الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، ويعزّز مكانتها على خريطة قطاع الطاقة المتجددة، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال وزير الطاقة والمعادن، رئيس مجلس إدارة هايدروم، المهندس سالم بن ناصر العوفي، إن إعلان خطط الجولة الثالثة من المزادات يُظهر التزام سلطنة عمان بمواصلة تطوير هذا القطاع الواعد، وفق خطوات مدروسة ورؤية إستراتيجية.
وأوضح أنه سيجري التركيز على تعزيز القيمة الحقيقية لكل مشروع، سواء من حيث الاستدامة أو الابتكار التكنولوجي أو الأثر الاقتصادي، من خلال استثمار موارد سلطنة عمان المتجددة وموقعها الجغرافي.
موضوعات متعلقة..
- أحدث ناقلات الهيدروجين المسال تُبصر النور بدعم 4 شركات عالمية
- هايدروم تطلق مزايدة ثالثة لمشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان
- هيدروجين عمان.. 8 اتفاقيات باستثمارات 49 مليار دولار في عامين
اقرأ أيضًا..
- واردات النفط الأميركية من 5 دول عربية تتجاوز 17 مليار دولار عام 2024
- اكتشاف كينغ مريوط.. احتياطيات النفط والغاز في مصر تترقب إضافات كبيرة
- ترمب يفك أغلال الطاقة.. هل تتبعه أوروبا بعد فشل سياسات الحياد الكربوني؟ (تقرير)
- مبيعات السيارات الكهربائية تكبد فورد خسارة 5 مليارات دولار