حريق في مصفاة نفط روسية إثر هجوم بـ49 مسيّرة أوكرانية
سامر أبووردة
اندلع حريق في مصفاة نفط روسية بمنطقة فولغوغراد جنوب البلاد، عقب هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية خلال الليل، ما أسفر عن إصابة أحد العاملين في المنشأة.
ووفقًا لتقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أوضح حاكم منطقة فولغوغراد، أندريه بوتشاروف، اليوم الجمعة 31 يناير/كانون الثاني 2025، أن الدفاعات الجوية الروسية تمكّنت من التصدي للهجوم الذي نُفّذ بـ8 طائرات مسيّرة، غير أن سقوط حطام إحدى الطائرات تسبب في اندلاع الحريق.
ويُعد الهجوم جزءًا من سلسلة عمليات جوية مكثفة تشنّها كييف ضد المنشآت النفطية والبنية التحتية الروسية، إذ تستهدف تعطيل الإمدادات التي تدعم المجهود الحربي لموسكو.
وتشير التقارير إلى أن مصفاة فولغوغراد تُعد من بين أكبر 10 منشآت تكرير في روسيا، وتؤدّي دورًا رئيسًا في توفير الوقود للقوات الروسية.
وفي سياق متصل، زعمت أوكرانيا أنها شنّت هجومًا على مصفاة أخرى تابعة لشركة لوك أويل، وهي رابع أكبر مصفاة في روسيا، والواقعة في منطقة نيجني نوفغورود شرق موسكو.
ومع ذلك، نفت مصادر في الشركة تعرّض المنشأة لأي أضرار، مؤكدة استمرار عملياتها دون تأثير يُذكر على الإنتاج.
تصعيد الضربات الجوية الأوكرانية
وفقًا لبيان وزارة الدفاع الروسية، فإن القوات الأوكرانية نفّذت خلال الليلة الماضية هجمات بطائرات دون طيار في مناطق متفرقة من البلاد؛ إذ أسقطت 49 طائرة مسيّرة، من بينها 25 طائرة فوق منطقة روستوف، و8 في فولغوغراد، بالإضافة إلى هجمات مماثلة في كورسك، وياروسلافل، وبيلغورود، وفورونيج، وكراسنودار.
ويؤكد التصعيد تزايد اعتماد أوكرانيا على الضربات الجويّة المركّزة ضد منشآت الطاقة الروسية الحيوية، في محاولة لإضعاف الاقتصاد الروسي وعرقلة الإمدادات اللوجستية للجيش.
ومنذ بداية الحرب، تعرّضت مصفاة النفط الروسية في فولغوغراد لهجمات متكرّرة، إذ استُهدفت في فبراير/شباط، يوليو/تموز، وسبتمبر/أيلول عام 2023.
مصفاة فولغوغراد
تُعد مصفاة فولغوغراد المستهدفة واحدة من أهم المنشآت النفطية في روسيا، وتُشغلها شركة لوك أويل، إحدى كبرى شركات النفط في البلاد، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتؤدّي المصفاة دورًا إستراتيجيًا في إنتاج الوقود المخصص للاستهلاك المحلي والتصدير، وتقع على بُعد نحو 500 كيلومتر من خط المواجهة في أوكرانيا.
ويعتقد المحللون أن هذه الهجمات تهدف إلى تقويض قدرة روسيا على تمويل الحرب من خلال ضرب قطاعاتها الحيوية، ولا سيما قطاع الطاقة.
تداعيات الهجمات على الاقتصاد الروسي
مع تشديد العقوبات الغربية وتزايد استهداف البنية التحتية، تواجه روسيا تحديات متزايدة في قطاع النفط؛ إذ تسعى موسكو إلى ضخ مزيد من الخام عبر مصافيها لتعويض التراجع في صادرات النفط الخام نتيجة القيود الأميركية الجديدة المفروضة على الناقلات والتجار الروس.
وتأتي هذه الإجراءات بعد أن أصبح تصدير النفط الخام أكثر تعقيدًا، بفعل العقوبات المفروضة على القطاعَيْن المالي والنقل البحري الروسيين.
ورغم تأكيد المسؤولين الروس أن الإنتاج لم يتأثر، فإن هذه الهجمات قد تخلق ضغوطًا إضافية على السوق الداخلية، لا سيما إذا ما استمرت وتيرة الضربات خلال الأشهر المقبلة.
كما أن أي تراجع في الإنتاج أو تعطيل في سلاسل التوريد قد يؤثر في أسعار الوقود محليًا وعالميًا، لا سيما مع محاولات الدول الغربية خفض الاعتماد على النفط الروسي.
#Rostov tonight 💥 pic.twitter.com/PWwj3YXdGV
— Aurora Borealis 🤫 (@aborealis940) January 31, 2025
الهجمات الأوكرانية على منشآت الطاقة الروسية
في ظل استمرار النزاع، تبدو الهجمات الجوية الأوكرانية على منشآت الطاقة الروسية جزءًا من إستراتيجية طويلة المدى تهدف إلى إنهاك القدرات اللوجستية لموسكو.
ويرى المراقبون أن كييف ستواصل استهداف المصافي ومستودعات الوقود لتعطيل الإمدادات، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد مضاد من الجانب الروسي، سواء عبر تكثيف الضربات الجوية أو تشديد الإجراءات الدفاعية حول البنى التحتية الحيوية.
ومع عدم وجود مؤشرات على انتهاء الصراع في المدى القريب، فإن أي مصفاة نفط روسية أو منشأة نفطية ستظل عرضة لمزيد من الهجمات، ما يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي والاقتصادي في المنطقة.
موضوعات متعلقة..
- مصفاة نفط روسية تتعرض لهجوم بـ30 طائرة مسيرة أوكرانية (فيديو)
- مصفاة نفط روسية ضخمة تتعرّض لهجوم بطائرات أوكرانية
- نيران روسيا تستهدف منشآت الطاقة الأوكرانية في هجوم عنيف
اقرأ أيضًا..
- أسعار البنزين في الأردن لشهر فبراير 2025 تسجل زيادة جديدة
- توقعات وكالة الطاقة الدولية حول ذروة الطلب على النفط خاطئة.. تفنيد 23 ادعاء لـ"بيرول"
- أسعار الذهب ترتفع 5 دولارات مع ترقب بيانات التضخم في أميركا
المصادر: