التقاريرتقارير الكهرباءتقارير دوريةرئيسيةكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

مبادرة لسد فجوة الكهرباء في أفريقيا.. و3 إجراءات رئيسة لإنارة القارة

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • 600 مليون شخص في قارة أفريقيا يفتقرون إلى الكهرباء
  • أكثر من 60% من أفضل مواقع الطاقة الشمسية عالميًا يقع في أفريقيا
  • مبادرة "ميشن 300" تهدف لتوفير الكهرباء إلى 300 مليون شخص بحلول 2030
  • انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة يتيح تحقيق أهداف مبادرة "ميشن 300"

هل بالإمكان سدّ فجوة الكهرباء في أفريقيا؟.. هذا السؤال يلخّص تحديًا كبيرًا يواجه القارة، حيث يعيش ملايين الأشخاص دون كهرباء، وتُثقل أزمات القطاع كاهل الاقتصادات الناشئة.

فالقارة السمراء تعاني من فقر الطاقة، حيث يفتقر قرابة 600 مليون شخص إلى الكهرباء، ويعتمد نحو 800 مليون آخرين على الوقود الحيوي التقليدي للطهي والتدفئة.

هذه المعضلة لا تعوق مسيرة التنمية فحسب، بل تعرّض حياة الأشخاص للخطر، وتؤدي إلى تدهور البيئة، وتكمن المفارقة في أن أكثر من 60% من أفضل مواقع الطاقة الشمسية عالميًا تقع في القارة، إلى جانب إمكانات طاقة الرياح، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ومن هذا المنطلق، تسعى مبادرة "ميشن 300"، التي أطلقها البنك الدولي، إلى توفير الكهرباء لـ300 مليون شخص في أفريقيا بحلول 2030.

ولتحقيق هذا الهدف، لا بدّ من التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الدولية لخلق بيئة استثمارية تشجع على تقديم الحلول المستدامة.

ما هي مبادرة ميشن 300؟

من أجل سد فجوة الكهرباء في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، أطلقت مجموعة البنك الدولي والبنك الأفريقي للتنمية، بالتعاون مع عدد من الشركاء، مبادرة ميشن 300، لتقليص عدد الأشخاص الذين يفتقرون إلى الكهرباء بحلول 2030 إلى النصف.

وستركّز المبادرة على 3 مهام رئيسة:

  • توسيع شبكة الكهرباء.
  • توفير الكهرباء للمجتمعات النائية وخارج الشبكة.
  • تحديث قطاع الطاقة في أفريقيا من خلال تشجيع استثمارات البنية التحتية، وتنفيذ إصلاحات في السياسات، وزيادة دور القطاع الخاص.

وتسعى هذه المبادرة إلى تسريع عملية سدّ فجوة الكهرباء في أفريقيا، مع ضمان التحول إلى مصادر طاقة نظيفة وأكثر تنوعًا تلبي ارتفاع الطلب، وتسهم في تحقيق النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة.

وتركّز المبادرة على الاستثمار في مجالات توليد الكهرباء والنقل والتوزيع والربط الإقليمي، إضافة إلى إصلاح القطاع لضمان توفير إمدادات موثوقة وعالية الجودة وبأسعار معقولة.

ويوضح الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، قدرة توليد الكهرباء النظيفة في أفريقيا خلال عام 2023:

قدرة توليد الكهرباء المتجددة في أفريقيا عام 2023

كيف يمكن سد فجوة الكهرباء في أفريقيا؟

أشار تقرير حديث صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن الطاقة المتجددة يمكنها سدّ فجوة الكهرباء في أفريقيا.

وأوضح أن انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة، خلال العقد الماضي، جعل تحقيق هدف مبادرة "ميشن 300" ممكنًا.

ومع ذلك، أكد التقرير ضرورة التعاون الدولي بين الحكومات والقطاع الخاص وبنوك التنمية والمنظمات الخيرية، وسيتطلب ذلك مجموعة من الإجراءات، أبرزها:

  • الإصلاحات السياسية الجريئة لإنهاء الاعتماد المستمر على الدعم الحكومي، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
  1. تنفيذ مناقصات شفافة وتنافسية خاصة بمشروعات توليد الكهرباء الجديدة.
  2. تعديل التعرفات والإعانات بما يتيح التشغيل التجاري.
  3. حماية أكثر الفئات تضررًا عبر توفير الكهرباء بأسعار معقولة وتعزيز الربط الإقليمي.
  4. تعزيز حلول الطاقة المتجددة خارج الشبكة للمناطق النائية.
  • تعبئة المزيد من التمويلات الميسّرة لتعزيز الإمدادات داخل الشبكة وخارجها، من خلال:
  1. حشد نحو 30 مليار دولار من التمويل العام و10 مليارات دولار من الاستثمارات الخاصة.
  2. زيادة التمويل السنوي من البنك الدولي من 3 مليارات دولار إلى أكثر من 5 مليارات دولار سنويًا لدعم قطاع الطاقة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
  • بناء القدرات وتعزيز التعاون بين الجهات الفاعلة المختلفة، إذ يمكن للمؤسسات الخيرية المساعدة في الحدّ من المخاطر المرتبطة بالمشروعات، وبناء القدرات اللازمة لضمان نجاحها على المدى الطويل.

ويستعرض الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، تطور توليد الكهرباء في أفريقيا بين عامي 2013 و2023:

تطور قدرة توليد الكهرباء في أفريقيا (2013-2023)

قمة الطاقة الأفريقية

في الوقت نفسه، سلّط تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي الضوء على قمة الطاقة الأفريقية، التي عُقدت خلال المدة من 27-28 يناير/كانون الثاني (2025) تحت عنوان "ميشن 300"، ودورها بسدّ فجوة الكهرباء في أفريقيا.

وأوضح أن القمة -التي استضافتها حكومة تنزانيا بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي والبنك الأفريقي للتنمية ومجموعة البنك الدولي- تعدّ منصة حاسمة لتوحيد الجهود وتحديد خطوات ملموسة لإحداث تغييرات جذرية في قطاع الطاقة.

وأشار إلى قصص النجاح في العديد من الدول التي تبعث الأمل، على سبيل المثال:

  • نجحت تنزانيا في تعزيز شبكة الكهرباء لتغطي جميع القرى تقريبًا.
  • أطلقت سيراليون وتشاد وتوغو وليبيريا أول مناقصة تنافسية للطاقة الشمسية المتصلة بالشبكة تشمل عدّة بلدان في القارة، وأسهم ذلك في خفض التكاليف بنسبة تتجاوز 70% وزيادة القدرة الإنتاجية بأكثر من 25%.
  • زادت رواندا نسبة توصيل الكهرباء من 6% في 2009 إلى 75%.
  • أسهم استكمال محطة ناختيغال للطاقة الكهرومائية في الكاميرون بسعة 420 ميغاواط خلال 2024، بزيادة قدرة إنتاج الكهرباء النظيفة بنسبة 30%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

  1. أهمية مبادرة ميشن 300 لسد فجوة الكهرباء بأفريقيا من المنتدى الاقتصادي العالمي
  2. أهداف مبادرة ميشن 300 من البنك الدولي
  3. قمة الطاقة الأفريقية من ميشن 300
  4. رسم يوضح قدرة توليد الكهرباء النظيفة في أفريقيا من وحدة أبحاث الطاقة
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق