تقارير الغازرئيسيةروسيا وأوكرانياغاز

الغاز المسال الروسي.. تقرير يكشف ألاعيب ألمانيا لاستيراده وتوصيله لأوروبا

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • ألمانيا تتحدى مستهدف أوروبا للتخلص من الوقود الأحفوري
  • استوردت ألمانيا كميات غاز مسال كبيرة جدًا في عام 2024
  • استورد الاتحاد الأوروبي 20 مليار متر مكعب من الغام المسال العام الماضي
  • سوق الغاز في الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى الشفافية
  • تتبُّع مصدر الغاز الذي يدخل الاتحاد الأوروبي مسألة ممكنة

تواصل ألمانيا استيراد الغاز المسال الروسي عبر أطراف أوروبية ثالثة؛ ما يمثّل انحرافًا من قِبل أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي عن مستهدف التكتل بشأن فطم نفسه عن الوقود الأحفوري المستورد من موسكو.

واستوردت شركة الطاقة الألمانية الحكومية سيفي (Sefe) في عام 2024 غازًا طبيعيًا مسالًا يزيد بواقع 6 مرات على الكمية المستوردة في العام السابق (2023).

ووفق تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024" الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، ارتفع إجمالي واردات دول الاتحاد الأوروبي الـ27 من الغاز الروسي المسال إلى 17.36 مليون طن في عام 2024، قياسًا بنحو 15.54 مليون طن في عام 2023.

وكانت وزارة الاقتصاد الألمانية قد أصدرت، خلال الشهور الأخيرة، توجيهاتها إلى محطات الغاز الطبيعي المسال المحلية المنتشرة على ساحل بحر الشمال بعدم تفريغ الغاز المسال القادم من روسيا.

خطة ألمانية

ما تزال ألمانيا تشتري كميات كبيرة من الغاز المسال الروسي عبر بلدان أخرى في الاتحاد الأوروبي، على الرغم من رفض برلين استيراد شحنات مباشرة من الوقود الروسي، وفق ما خلص إليه تقرير حديث صادر عن منظمات حكومية بلجيكية وألمانية وأوكرانية.

وفي عام 2024، اشترت شركة سيفي 58 شحنة من الغاز المسال الروسي عبر ميناء دنكيرك الفرنسي؛ ما يزيد بواقع 6 أضعاف على الرقم المسجل في عام 2023.

وأصبح التحدي المتمثل في تتبّع الغاز الروسي عبر نظام الطاقة في أوروبا قضية بالغة الأهمية، في حين يحاول الاتحاد الأوروبي التخلص من الوقود الأحفوري الروسي.

وفي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا قبل قرابة 3 سنوات، الذي رفع أسعار الطاقة في الاتحاد الأوروبي إلى مستويات قياسية، حددت بروكسل مستهدفًا بفطم دول التكتل عن جميع أشكال الوقود المستورد من موسكو بحلول عام 2027.

ولامست واردات الغاز الروسي المنقول بحرًا -الذي لم يُحظَر بعد- مستويات قياسية في العام الفائت، بينما لم تتجاوز واردات الغاز الروسي الواصلة عبر خطوط الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي 10% خلال المدة نفسها، وفق أرقام المفوضية الأوروبية.

مشروع يامال الروسي للغاز المسال
مشروع يامال الروسي للغاز المسال - الصورة من LNG Prime

تأكيدات أوروبية

أكّد وزراء الطاقة في بلجيكا وفرنسا وإسبانيا الذين تستقبل مواني بلادهم شحنات من ناقلات الغاز المسال الروسي، أن القليل جدًا من الغاز الواصل يُستعمَل محليًا، وأن معظم هذا الوقود يُنقَل عبر خطوط الأنابيب إلى بلدان أخرى في الاتحاد الأوروبي.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أصدرت ألمانيا تعليماتها إلى محطات الاستيراد الحكومية لديها برفض تسلُّم أيّ شحنات من الغاز الروسي المسال، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت مسؤول سياسة الطاقة في مؤسسة بوند بيتر ليفميليو (Bond Beter Leefmilieu) البلجيكية للأبحاث أنغيلوس كوتسيس، التي ساعدت في إعداد التقرير: "حظرت ألمانيا استيراد الغاز المسال الروسي في موانيها، لكن الواردات الآتية رسميًا من فرنسا وبلجيكا تتألف جزئيًا من الغاز الطبيعي المسال الروسي؛ ما يتسبب بتبييض صورة الغاز".

ويوضح التقرير الذي أصدرته مجموعتا البيئة الألمانيتين دويتشه أومويلثيلف (Deutsche Umwelthilfe) وأورغفالد (Urgewald) بالتعاون مع المنظمة الحكومية الأوكرانية رازوم وي ستاند (Razom We Stand)، أن البلد ما يزال يستقبل ما يتراوح بين 3% و 9.2% من إمدادات الغاز الخاصة بها من روسيا عبر بلدان أوروبية أخرى.

غياب الشفافية

أدّى غياب الشفافية في سوق الغاز الداخلية في الاتحاد الأوروبي إلى تبادل الاتهامات بين دول التكتل؛ ما أدى -بدوره- إلى التقاعس عن اتخاذ إجراء حيال الغاز المسال الروسي؛ إذ لا يشعر أيٌّ من الدول الأعضاء في التكتل بالمسؤولية الكاملة.

ويحمل اسم الغاز المنقول من المواني البلجيكية -على سبيل المثال- اسم "الغاز البلجيكي" في قواعد البيانات الألمانية الرسمية، على الرغم من أن البلد الأوروبي ليس لديه إنتاج غاز محلّي على الإطلاق.

وترتبط سيفي -التي كانت مملوكة لشركة الغاز الروسية الحكومية غازبروم حتى تأميمها في عام 2022- بعقد طويل الأمد مع محطة الغاز المسال الروسية يامال التي تديرها شركة نوفاتيك الروسية الحكومية الخاصة.

وقالت سيفي: "ما إن يُسلَّم إلى شبكة الغاز الأوروبية، لا يمكن تعقُّب جزيئات الغاز، ومن ثم فإنه من المستحيل معرفة الوجهة التي ينتهي إليها الغاز المسلَّم في دنكيرك"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز المسال الروسي في 2024 على أساس ربع سنوي:

واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز المسال الروسي في 2024

غياب القيود القانونية

قال متحدث باسم وزارة الاقتصاد الألماني: "لا توجد قيود قانونية على تسليمات الغاز المسال الروسي في الاتحاد الأوروبي، غير أن الغاز المسال الروسي لا يؤدي سوى دور صغير، ويمكنه دخول شبكة الغاز الألمانية عبر الخلط، إذ يحصل تجّار الغاز الأوروبيون عادةً على الغاز من مصادر مختلفة".

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، طالبت فرنسا و9 دول أخرى في الاتحاد الأوروبي بنشر معلومات بشأن المورّدين الذين يستوردون الغاز الطبيعي المسال من روسيا، وأحجام الغاز الداخلة إلى المواني في دول التكتل".

وقال محلل الغاز المستقل توم مارزيك مانسر، إنّ تتبُّع مصدر الغاز الذي يدخل الاتحاد الأوروبي أمر ممكن من خلال بيانات الشفافية المطلوبة قانونًا.

وأضاف مانسر: "لكن الغاز أو الغاز الطبيعي المسال المعاد تحويله إلى غاز، ما إن يبدأ رحلته بالسوق الداخلية، حتى يصبح من الصعب تحديد المكان الذي يُسلّم إليه تجاريًا".

وتابع: "سيتطلب هذا من كل شركة شحن كشف تلك المعلومات في كل ساعة من ساعات اليوم لكل شبكة، وهو الأمر الذي سيكون مرهقًا بشكل لا يُصدَّق".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

1.ألمانيا تستورد الغاز المسال الروسي عبر بلدان أوروبية من فايينشال تايمز.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق