تلقّت صادرات النفط الليبي صدمة جديدة مع عودة الاحتجاجات من جديد، ما يهدد المصدر الرئيس للدخل في البلاد، في إطار الصراعات المستمرة منذ عدّة سنوات.
وتوقفت شحنات النفط من اثنين من المواني الليبية الرئيسة، إذ تعوق الاحتجاجات نحو ثلث صادرات النفط الخام لعضو أوبك، ما يهدد مخاطر العرض العالمي الناجمة عن التوترات المستمرة في الدولة الواقعة شمال أفريقيا.
وبدأت الإضرابات -وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- اليوم الثلاثاء في ميناءي راس لانوف والسدرة – اللذين يتعاملان مع أكثر من 400 ألف برميل يوميًا، في إطار الاحتجاجات التي تقودها حركة منطقة الهلال النفطي.
وكان الحراك قد هدّد منذ أسبوع بإغلاق حقول النفط الليبية مطالبةً لنقل مقارّ الشركات النفطية من العاصمة طرابلس إلى المنطقة الشرقية، للعمل على التنمية المكانية في المناطق المحيطة بالمواني والحقول.
وقف تحميل ناقلات النفط
قال أحد الأشخاص، إن إحدى الناقلات في ميناء السدرة توقفت عن التحميل، إذ منع المحتجّون دخول الناقلة "ألفا فينلانديا" ميناء السدرة لشحن 600 ألف برميل، ما يؤثّر بحركة التصدير من المواني النفطية.
وطالب المحتجّون بوقف عمليات التحميل والتصدير من ميناءي راس لانوف والسدرة، ما أدى لتوقُّف الناقلة الموجودة في ميناء السدرة عن تحميل النفط.
وتعدّ عمليات وقف تصدير النفط الليبي الأحدث في الصراع الممتد منذ مدة طويلة، إذ كان القطاع هدفًا متكررًا في النزاع على الهيمنة في البلاد التي انزلقت إلى الاضطرابات منذ الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي عام 2011.
وفي 5 يناير/كانون الثاني، هدّد ما يُسمى بحراك منطقة الهلال النفطي -ومقرّه في الشرق- بمنع الإنتاج والصادرات، إذا لم تنقل المؤسسة الوطنية للنفط -التي تديرها الحكومة- مقارّ 5 شركات إلى المنطقة من الغرب.
ويستهدف الحراك شركات "الواحة" و"الزويتينة" و"الهروج" و"السرير" و"المبروك"، التي تدير حقولًا ومرافئ في الشرق، ويعرّض للخطر نحو مليون برميل يوميًا من إنتاج ليبيا.
بالإضافة إلى راس لانوف والسدرة، يوجد في شرق ليبيا 3 موانٍ نفطية أخرى، إذ تشمل منطقة الهلال النفطي الليبي عدّة موانٍ مثل السدرة والزويتينة وراس لانوف والبريقة يمكن رصد إمكاناتها في التالي:
- ميناء السدرة سعته التخزينية 6 ملايين برميل، بطاقة إنتاج وتحميل تصل إلى 400 ألف برميل يوميًا.
- ميناء راس لانوف 6 ملايين برميل سعة تخزين، و220 ألف برميل يوميًا من الإنتاج والتحميل.
- ميناء الزويتينة 6.5 مليون برميل تخزين، و100 ألف برميل يوميًا إنتاج وتحميل.
- ميناء البريقة 4.5 مليون برميل تخزين، و120 ألف برميل يوميًا إنتاج وتحميل.
وأكد الحراك أن المنطقة تمثّل ركيزة للاقتصاد الوطني، لكنها تعاني من الإهمال والتهميش، داعيًا إلى تحقيق العدالة في توزيع الموارد وتحسين الظروف المعيشية لسكان الهلال النفطي.
الخريطة التالية، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، تستعرض أبرز حقول ومواني النفط في ليبيا:
إنتاج ليبيا من النفط
بلغت معدلات إنتاج ليبيا من النفط خلال المدة الماضية معدلات قياسية، بمتوسط مليون و404 آلاف و736 برميلًا من النفط الخام، و50 ألفًا و258 من المكثفات، و207 آلاف و138 من الغاز الطبيعي.
وقبل أيام، قال وزير النفط المكلف في ليبيا خليفة عبدالصادق، إن بلاده بحاجة إلى ما يتراوح بين 3 و4 مليارات دولار للوصول إلى معدل إنتاج نفطي يبلغ 1.6 مليون برميل يوميًا.
وذكر عبدالصادق أن الاقتصاد الليبي يعتمد بشكل كبير على النفط، إذ يمثّل أكثر من 95% من ناتجه الاقتصادي، مضيفًا: "هناك زخم في إعادة بناء، وهذا لا يتأتى إلّا بزيادة الإنتاج"، موضحًا أن الهدف ليس الوصول إلى 1.6 مليون برميل يوميًا فحسب، بل زيادته إلى مليوني برميل.
ويشكّل قطاع النفط والغاز في ليبيا 95% من ميزانية الدولة، وهو ما يجعل أطراف الصراع على السلطة، المحتدم منذ عام 2011، تلجأ إلى سلاح غلق حقول النفط من وقت لآخر، وسيلة ضغط لتحقيق أهدافها.
وعانى قطاع النفط الليبي مرارًا من توقفات نتيجة إعلان حالة القوة القاهرة على الحقول والمواني، بفعل ضغط بعض الأطراف لتحقيق مكاسب معينة، أو للضغط في أزمات أخرى، التي كان آخرها وأبرزها توقّفه لأسابيع العام الماضي، عقب أزمة تغيير قيادات المصرف المركزي التي اختلفت حولها مؤسسات في شرق وغرب ليبيا.
وتُصنَّف ليبيا خامس أكبر دولة في قارة أفريقيا من حيث المساحة (1.76 مليون كيلومتر مربع)، وتمتلك 5 أحواض رسوبية، 4 منها تنتج النفط الخام، وهي سرت ومرزق وغدامس والكفرة.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج النفط الليبي يسجل مستويات قياسية جديدة
- إيرادات النفط الليبي في 2024.. أين ذهب فارق الـ6 مليارات دولار؟
اقرأ أيضًا..
- كم تبلغ نسبة مصر في حقل ظهر؟
- أكبر 5 محطات كهرباء في سوريا.. تفاصيل القدرات وتحديات التطوير
- تطورات 7 من مشروعات الطاقة الأفريقية.. المغرب والجزائر أبرزها
المصادر..