استمرار توقف صادرات نفط جنوب السودان.. والخرطوم تخسر 320 مليون دولار
أسماء السعداوي
ما زالت صادرات نفط جنوب السودان حبيسة الحدود في ظل الحرب المحتدمة في أراضي الجارة الشمالية السودان، وفق آخر تحديثات قطاع النفط لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويأتي استمرار توقُّف صادرات مزيج دار بالرغم من مرور أكثر من 20 يومًا على إعلان جوبا والخرطوم رفع حالة القوة القاهرة على خط أنابيب ينقل النفط الخام من جنوب السودان وحتى مواني التصدير المطلة على البحر الأحمر في السودان.
ونفط جنوب السودان شريان حياة لاقتصاد الدولة؛ إذ تعتمد عليه جوبا لجلب 90% من الإيرادات إلى خزينتها.
ولأن جنوب السودان دولة حبيسة، فإنها تعتمد على السودان لتصدير النفط من خلال استعمال شبكة خطوط الأنابيب ومصافي التكرير والمواني؛ وهو ما يعود بالنفع على كلا البلدين.
وبذلك، فإن نفط جنوب السودان مصدر رئيس للإيرادات في الجارتين، حيث كان لانهيار الصادرات بالجنوب تبعات اقتصادية وإنسانية واسعة النطاق.
وشمالًا، خسرت السودان 320 مليون دولار قيمة رسوم عبور نفط جنوب السودان عبر أراضيها، كما تدين الخرطوم بمبلغ يزيد على 650 مليون دولار إلى جوبا هي قيمة مستحقات واجبة السداد نظير مشترياتها من النفط.
صادرات نفط جنوب السودان
لم تُستأنف بعد صادرات نفط جنوب السودان من مزيج دار، بسبب القتال الدائر حاليًا في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وانخفضت صادرات النفط في جنوب السودان بأكثر من النصف منذ توقُّفها في فبراير/شباط من العام الماضي (2024).
جاء ذلك على خلفية "تمزّق كبير" في خط أنابيب بترودار (Petrodar) الذي يربط الحقول المنتجة لـ"مزيج دار" داخل المربعات رقم 3 و7 في جنوب السودان بمحطة التصدير "البشاير 2" في السودان على ساحل البحر الأحمر.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج النفط والمكثفات والسوائل الغازية في جنوب السودان من 2012 حتى 2023:
وفي آخر تحديثات أزمة صادرات نفط جنوب السودان، رصدت منصة الطاقة المتخصصة في 6 يناير/كانون الثاني الجاري (2025) إعلان رفع حالة القوة القاهرة، الذي صدر في مارس/آذار (2024)، على الصادرات.
و"القوة القاهرة" أحد بنود العقد التي تعفي المستورد والمصدّر من الالتزامات الواجبة بعد حدوث قوة قاهرة خارج نطاق سيطرتهما مثل الحرب.
وفي ذلك الوقت، أعلنت حكومتا السودان وجنوب السودان اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة، إضافة إلى تدابير أخرى أعلنتها شركة خطوط الأنابيب "البشائر" لضمان تدفُّق المواد والمعدّات إلى المرافق على طول خط الأنابيب المتضرر.
وكان من المقرر استئناف صادرات نفط جنوب السودان في أكتوبر/تشرين الثاني (2024)، بعدما عمل السودان على إصلاح الخط على مدار شهور.
وعندما حصل جنوب السودان على استقلاله في عام 2011، اتفق البلَدان على أن ترسل جوبا نحو 150 ألف برميل يوميًا من النفط الخام عبر أراضي السودان للتصدير.
لكن صادرات نفط جنوب السودان انهارت إلى 50 ألف برميل يوميًا مؤخرًا، من 150 ألفًا قبل الحادث.
أكبر مصفاة نفط في السودان
لم تطل الحرب الأهلية بالشمال خط الأنابيب الناقل لنفط جنوب السودان فحسب، بل وأحرقت أكبر مصفاة لتكرير الخام في السودان أيضًا.
ومن شأن الحريق أن يؤجّج أزمة نفط جنوب السودان، كون خط أنابيب بترودار يمرّ بالقرب من المصفاة.
ويوم الخميس (23 يناير/كانون الثاني الجاري 2025)، التهمت النيران مصفاة "الجيلي" بقدرة تكرير 100 ألف برميل يوميًا، الواقعة على بعد 60 كيلومترًا إلى الشمال من العاصمة السودانية الخرطوم.
واتّهم الجيش قوّات الدعم السريع بإشعال النيران عمدًا في المصفاة التي كانت تحت سيطرتها منذ أبريل/نيسان (2023)، وذلك في "محاولة يائسة" لتدمير مرافق البنى الأساسية للبلاد، وفق ما جاء في بيان صحفي.
وسيطرت القوات المسلّحة بقيادة عبد الفتاح البرهان على المصفاة المملوكة للحكومة السودانية وشركة النفط الصينية المملوكة للحكومة (CNPC)، في نصر كبير طال انتظاره على قوات الدعم السريع.
موضوعات متعلقة..
- صادرات نفط جنوب السودان تعود للأسواق العالمية بعد توقف 10 أشهر
- الطاقة المتجددة في أوغندا تترقب طفرة.. وتدرس التصدير لجنوب السودان (خاص)
- نفط جنوب السودان يعود للأسواق العالمية خلال أيام
اقرأ أيضًا..
- انخفاض إنتاج الغاز الطبيعي بـ4 دول عربية.. وزيادة في الجزائر (رسوم بيانية)
- الهيدروجين الأخضر في أفريقيا ينتعش بـ41 مشروعًا.. 4 دول عربية بالقائمة
- إنتاج أكبر حقل نفط في العراق ينخفض 300 ألف برميل يوميًا.. ما الأسباب؟
- مبيعات السيارات في كوريا الجنوبية تسجل أضعف أداء محلي منذ 2013
المصدر:
- توقّف صادرات نفط جنوب السودان عبر خط بترودار من مجلة ميس الاقتصادية
- حريق مصفاة الجيلي من وكالة أسوشيتد برس