حزب: إلغاء أهداف الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي شرط لنمو الاقتصاد
محمد عبد السند
رُهِن حزب الشعب الأوروبي (المجموعة السياسية الأكثر نفوذًا داخل الاتحاد الأوروبي) بين إنعاش الاقتصاد المتعثر في دول التكتل وبين إلغاء أهداف الطاقة المتجددة ووقف العمل بقواعد الإبلاغ عن سلسلة الإمدادات.
ووفق متابعات قطاع الطاقة المتجددة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، رجّح تقييم متخصص إخفاق الاتحاد الأوروبي في الوصول إلى الأهداف المحدّثة للطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
وفي عام 2020، أعلن الاتحاد استهدافه الوصول بحصّة الطاقة المتجددة إلى 32% من إجمالي استهلاك الكهرباء بحلول 2030، قياسًا بخط الأساس البالغ 21% في عام 2020.
وأجرى الاتحاد الأوروبي تعديلات إلزامية على تلك الأهداف، لتصل إلى 42.5%، بحسب آخر اتفاق توصلت إليه الدول الأعضاء في 30 مارس/آذار عام 2023، مع الاحتفاظ بإمكان الوصول إلى 45%، وإن لم يكن ملزِمًا.
قمة القيادات
في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، توجَّه قادة حزب الشعب الأوروبي إلى العاصمة الألمانية برلين لحضور قمة قيادية.
ومع اقتراب حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي من استعادة منصب المستشار الألماني، فإنهم يرغبون في إعادة تشكيل الاتحاد الأوروبي عبر خطة صارمة وطموحة ومبسّطة وخالية من اللوائح التنظيمية.
وفي ورقتهم المشتركة، يقترح حزب الشعب الأوروبي الذي يضم أعضاء مثل رئيسة المفوضية الأوروبية (الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي) أورسولا فون دير لاين، والمستشار الألماني الأوفر حظًا فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، ونظيره الفنلندي بيتيري أوربو، العودة إلى سياسات "الموجة الخضراء" التي اقتُرِحت قبل عام 2019.
وهذا يعني تعليق العمل بقواعد إعداد التقارير المتعلقة بالاستدامة للشركات في الاتحاد الأوروبي لمدّة عامين على الأقل، وهي القواعد التي تُلزم الشركات بتتبُّع القضايا والإبلاغ عنها والقضاء عليها، مثل عمالة الأطفال في سلاسل الإمدادات الخاصة بها، وتصنيف التمويل الأخضر في الاتحاد الأوروبي، والتعرفات الجمركية الجديدة على غاز ثاني أكسيد الكربون.
ويوضح الإنفوغرافيك أدناه-الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تاريخ تطور الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي على مدار 32 عامًا حتى 2023:
تعرفة الكربون
ينبغي فرض تعرفة الكربون داخل الاتحاد الأوروبي، أو ما يُسمى بآلية تعديل حدود الكربون سي بي إيه إم CBAM)) على مستوردي الصلب والإسمنت الملوثَين للبيئة، غير أن تلك التعرفات تعرضت لانتقادات حادّة بسبب ما تنطوي عليه من قواعد بيروقراطية صارمة.
و"سي بي إيه إم" هي أداة تنظيمية تطبّق سعرًا على حدود الاتحاد الأوروبي على محتوى الغازات المسببة للاحتباس الحراري في المنتجات المستوردة، ويتطابق هذا السعر مع سعر الكربون المدفوع نظير المنتجات المماثلة المنتَجة في دول التكتل.
وتمرّ تعرفة الكربون حاليًا بمرحلة جمع البيانات، ومن المقرر أن تدخل تلك التعرفات حيز التنفيذ بدءًا من عام 2026.
ومع ذلك، فإنه وفقًا لقادة حزب الشعب الأوروبي، ينبغي أن تكون تلك القوانين مقتصرة على الشركات الكبيرة التي يزيد فيها عدد العمال على ألف شخص، مع إزالة التأثير غير المباشر في الشركات الصغيرة والمتوسطة.
كما يرغب قادة حزب الشعب الأوروبي في إلغاء الالتزامات بالنسبة للشركات الكبيرة بنسبة لا تقل عن 50%، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
إلغاء أهداف الطاقة المتجددة
يقول حزب الشعب الأوروبي، إنه يرغب في التمسك بأهداف المناخ المحددة بوساطة الاتحاد الأوروبي، والالتزام بآلية تسعير الكربون إي تي إس (ETS) المطبّقة داخل التكتل، وينوي الحزب إلغاء آلية قوية أخرى، وهي أهداف الطاقة المتجددة.
وتتيح "إي تي إس"، أو ما يُطلَق عليه كذلك ائتمان الكربون، للبلدان أو الشركات بتعويض انبعاثاتها التي تتسبب فيها من خلال الاستثمار في مشروعات منخفضة الكربون، أو دفع رسوم تعادل تكلفة طن من الكربون.
وتعارض مجموعة حزب الشعب الأوروبي كذلك هدفًا منفصلًا لحصّة الطاقة المتجددة، مضيفةً أنه ينبغي أن يكون الأمر متروكًا برمّته للدول الأعضاء، لتقرر ما هي التقنيات التي تريد استعمالها لتحقيق أهدافها المناخية.
ويُعدّ هذا تغييرًا سريعًا في المسار بالنسبة لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي كلفت في 1 ديسمبر/كانون الأول الماضي مفوض شؤون الطاقة في الاتحاد الأوروبي، غونتر أوتينغر، باقتراح هذا الهدف.
كما يمثّل الهدف المنفصل المذكور انتصارًا للدول المؤيدة للطاقة النووية بمعركتها المستمرة في بروكسل مع الدول المؤيدة للطاقة المتجددة، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
ويقف حزب الشعب الأوروبي –على الأقل ضمنًا- مع فرنسا وحلفائها المعارضين لأهداف الطاقة المتجددة بحلول عام 2040.
ومنذ عام 2001، حدّد الاتحاد الأوروبي مستهدفًا لنشر الطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد.
موضوعات متعلقة..
- تعهدات طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي مبالغ فيها وبعيدة المنال (تحليل)
- تقرير صادم.. أهداف المناخ في الاتحاد الأوروبي قد تتأخر 10 سنوات على الأقل
- فجوة استثمارات المناخ في الاتحاد الأوروبي قد تؤخر أهداف 2030
اقرأ أيضًا..
- أهم مشروعات طاقة متجددة في أفريقيا.. 3 بلدان عربية بقائمة الـ10 الكبار
- اكتشافات نفط وغاز ضخمة في 3 دول عربية خلال 24 ساعة
- احتياطيات الصخر النفطي في المغرب.. "كنز" بـ53 مليار برميل (تقرير)
المصادر:
