في خطوة بارزة نحو تعزيز الاستدامة، تشهد الطاقة الشمسية في فلسطين تقدمًا ملموسًا يضعها على مسار تحقيق أهداف الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
ووفقًا لبيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، منحت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية أول رخصة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية مع التخزين لشركة "العصر الآتي"، ما يمثل تطورًا مهمًا في قطاع الطاقة.
وتقع محطة التوليد في محافظة طوباس، بقدرة إنتاجية تصل إلى 5.36 ميغاواط، وسعة تخزين تبلغ 12.2 ميغاواط/ساعة يوميًا.
وتهدف هذه المبادرة إلى تقديم نموذج ريادي للاستثمار في الطاقة المتجددة، إذ تُدمج تقنية التخزين التي تتيح الاستفادة القصوى من الطاقة المنتجة دون التأثير في استقرار الشبكة الكهربائية.
تحسين كفاءة الشبكات
يُتوقع أن تُسهم هذه التقنية في تحسين كفاءة الشبكات من خلال تخزين الكهرباء وضخها خلال فترات ذروة الطلب، وهو ما يعزّز الجهود نحو تحقيق استقلالية طاقية أكبر وتقليل الاعتماد على الواردات.
وأعرب رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية بالوكالة، المهندس أيمن إسماعيل، عن أمله في تنفيذ المشروع في الوقت المحدد ليصبح قدوة للمستثمرين.
ومن جانبه، أكد ممثل الشركة المطورة حنا جدعون، أن المشروع سيكتمل خلال 6 أشهر، مما يبرز الجدية في تحقيق الأهداف الطاقية الطموحة.
قطاع الطاقة الشمسية في فلسطين
بحلول ديسمبر/كانون الأول 2024، وصلت القدرة الإجمالية لألواح الطاقة الشمسية في الضفة الغربية إلى 300 ميغاواط، ما يعادل نحو 5% من استهلاك الكهرباء في فلسطين، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويُعد هذا الرقم جزءًا من خطة أكبر تهدف إلى الوصول لـ1000 ميغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
ويُتوقع أن يُسهم هذا التطور في تخفيف الأعباء المالية الناتجة عن استيراد الكهرباء، إذ تُنتج هذه القدرة نحو 500 ألف ميغاواط/ساعة سنويًا.
لكن التحديات التي تواجه مشروعات الطاقة الشمسية في فلسطين لا تزال كبيرة، إذ يتمثّل أبرز هذه العقبات في محدودية الأراضي المناسبة لإقامة المشروعات، وصعوبة استغلال المناطق المصنفة "ج" التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
بالإضافة إلى ذلك، تعوق القيود المفروضة على استيراد الموارد والمعدات الخاصة بالطاقة المتجددة تنويع المصادر وإطلاق المزيد من المشروعات الكبرى.
الإطار التنظيمي
بدأت فلسطين تعزيز بنيتها التشريعية والتنظيمية لدعم الطاقة المتجددة منذ إقرار أول إستراتيجية وطنية للطاقة المتجددة في عام 2012، وهدفت الخطة إلى إنتاج 130 ميغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2020، تحقق منها 121 ميغاواط.
كما صدر قانون الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة عام 2015، ليشكل الأساس التشريعي للقطاع، ما دفع عجلة الاستثمارات والمبادرات الوطنية في هذا المجال.
وتضمنت الخطة الوطنية للطاقة المتجددة 2021-2030 إضافة 500 ميغاواط من الطاقة المتجددة عبر آليات استثمارية مدروسة.
وتشير البيانات إلى أن نحو 87% من الكهرباء في الضفة الغربية وقطاع غزة تُستورد من إسرائيل، ما يجعل تحقيق الاكتفاء الذاتي الطاقي أولوية قصوى، إذ وضعت الحكومة الفلسطينية هدفًا طموحًا يتمثل في تقليص استيراد الكهرباء بنسبة 50% بحلول عام 2030.
مشروعات الطاقة الشمسية في فلسطين
تُعد الطاقة الشمسية في فلسطين بمثابة بارقة أمل لتعزيز الاستقلال الطاقي، لا سيما في ظل التوجه العالمي نحو مصادر الطاقة المستدامة.
ومع أن القطاع يواجه تحديات سياسية وفنية، فإن الجهود المستمرة لتعزيز البنية التحتية وتطوير الأطر التنظيمية تُسهم في تحقيق تقدم ملحوظ.
ويشكّل إنشاء مشروعات ريادية كتلك التي أعلنتها سلطة الطاقة في طوباس دافعًا إضافيًا نحو تحسين كفاءة استعمال الموارد المتاحة، كما أن تطوير الشبكات المحلية وتعزيز القدرة الاستيعابية لشركات التوزيع والبلديات يُعدان جزءًا من الحلول الممكنة لتجاوز العقبات الحالية.
وعلى ذلك، يعكس التقدم في قطاع الطاقة الشمسية في فلسطين التزامًا بالتحول إلى اقتصاد أكثر استدامة واستقلالية، وهو ما يُسهم في تحقيق مستقبل أفضل وأكثر استقرارًا للطاقة في البلاد.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- توتال إنرجي تؤجل مشروع غاز مسال ضخمًا في أفريقيا.. ما القصة؟
- مشروع تورتو أحميم يقترب من تصدير أول شحنة غاز مسال
- موريتانيا توقع غدًا صفقة مع المغرب.. ومشروع الأنابيب الجزائري يتعثر (خاص)
- إنتاج مصر من الغاز الطبيعي ينخفض لأقل مستوى في 8 سنوات
المصادر..