تواجه أقدم محطة رياح في المغرب بعض التحديات التي حالت دون الاستفادة من قدراتها لدعم شبكة الكهرباء في المملكة، في وقت تتطلع فيه البلاد للتوسع بمشروعات الطاقة المتجددة.
وكشف مصدر مطّلع في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) أن محطة رياح الكودية البيضاء التي تمّت أعمال تطويرها قبل نحو عام، ودخلت حيز التشغيل التجريبي في مارس/آذار (2024)، لم تبدأ التشغيل التجاري بعد.
وأرجع المصدر تأخُّر ربط أقدم محطة رياح في المغرب -بعد تجديدها- بشبكة الكهرباء، إلى عوائق وتحديات إدارية فقط، متوقعًا التشغيل التجاري للمحطة التي تبلغ سعتها 100 ميغاواط خلال أيام.
وتعمل المحطة حاليًا بكامل طاقتها، وكان من المفترض تشغيلها تجاريًا في يونيو/حزيران 2024، إلّا أن مباحثات تجارية وإدارية بين شركة سيمنس جاميسا وشركة الكودية البيضاء للطاقة حالت دون التشغيل.
مزرعة رياح الكودية البيضاء
توقّع المصدر في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، تشغيل مزرعة رياح الكودية البيضاء (أقدم محطة رياح في المغرب) خلال أسبوعين، في ظل تقدُّم المحادثات.
وشدد على أنّ تأخُّر تشغيل محطة الرياح ليس بسبب مشكلات فنية تعوق التشغيل التجاري، ولكن "بسبب أمور إدارية فقط".
ومن المتوقع أن تسهم أقدم محطة رياح في المغرب في دعم المساعي الحكومية الرامية إلى زيادة قدرات الطاقة المتجددة ورفع مساهمتها إلى 52% بحلول 2030.
ودعا تقرير للمجلس الأعلى للحسابات، مؤخرًا، الحكومة إلى تسريع وتيرة إنجاز عدد من المشروعات المتعلقة بإنتاج الطاقة المتجددة في المغرب من أجل تحقيق الأهداف الرامية إلى رفع مساهمة القطاع إلى 52% بحلول 2030.
وكشف التقرير أنّ حصة الطاقة المتجددة في المغرب بمزيج الكهرباء ارتفعت من 32% عام 2009 إلى 40% نهاية عام 2023، وبلغت 44.3% بحلول أغسطس/آب 2024.
وأشار التقرير إلى التأخّر في منح الترخيص لعدد من مشروعات قطاع الطاقة المتجددة في المغرب، نظرًا لنقص القدرة الاستيعابية لشبكة نقل الكهرباء.
ويخطط المغرب لاستثمار نحو 30 مليار درهم (3 مليارات دولار) لتطوير شبكة الكهرباء خلال المدة ما بين 2024 و 2030، لاستيعاب القدرات المتزايدة من الطاقة المتجددة.
أقدم محطة رياح في المغرب
تعدّ الكودية البيضاء أقدم مزرعة رياح في المغرب بصفة خاصة، وفي أفريقيا بصفة عامة، إذ انطلقت رسميًا عام 2000 بمدينة طنجة، في خطوة هي الأولى من نوعها ذلك الوقت بالقارة السمراء.
وبدأت أعمال بناء الكودية البيضاء التي تبعُد عن العاصمة الرباط 260 كيلومترًا تقريبًا في عام 1997، وكانت تضم 90 توربينًا بطاقة إجمالية تبلغ 50 ميغاواط.
وفي نهاية عام 2021، استقرت شركة الكودية البيضاء للطاقة (مشروع مشترك بين الوكالة المغربية للطاقات المستدامة "مازن" وشركة إي دي إف بنسبة 50% لكل منهما) على أهمية خضوع المحطة لعملية تجديد من أجل مضاعفة قدرتها الإنتاجية والاستعانة بتوربينات ذات قدرة توليدية أعلى، من خلال تفكيك التوربينات القديمة وتركيب أخرى حديثة.
وبدأت الشركة في فبراير/شباط من عام 2022 أعمال تفكيك التوربينات القديمة وإزالتها، والتجديد في الموقع نفسه، إذ بلغت تكلفة تجديد أقدم مزرعة رياح في المغرب 1.45 مليار درهم مغربي (155 مليون دولار أميركي تقريبًا)، شملت تركيب 20 توربينًا، بطاقة إجمالية تبلغ 100 ميغاواط، أي ضعف القدرة السابقة للمحطة القديمة.
وفي يوليو/تموز من عام 2022، بدأت أعمال تجديد مزرعة رياح الكودية البيضاء، التي تبلغ مساحتها 265 هكتارًا (3 كيلومترات مربعة تقريبًا)، من خلال تفكيك الـ90 توربينًا، وتركيب التوربينات الجديدة المصنعة لدى شركة سيمنس جاميسا، التي أُنجزت شفراتها محليًا بمصنعها في طنجة المغربية.
ويبلغ قُطر الشفرات الجديدة للتوربينات نحو 65 مترًا تقريبًا، وارتفاع التوربين مع الشفرات 150 مترًا، إذ شُيّدت في إطار المشروع وحدة تحويل جديدة بقدرة 225 ألف فولت، مع إنشاء خطَّي كهرباء للربط بين المحطة والشبكة الوطنية التي تبعد نحو 10 كيلومترات من مدينة الفنيدق.
وبدأت محطة الكودية البيضاء في 2 مارس/آذار 2024 عملية التشغيل التجريبي، وكان من المقرر تشغيلها تجاريًا بحدّ أقصى في يونيو/حزيران 2924، إذ تسهم في الحدّ من انبعاثات الكربون بنحو 308 آلاف طن سنويًا في المغرب.
وكانت منصة الطاقة المتخصصة قد زارت محطة الكودية البيضاء في مايو/أيار 2024، واطّلعت عن قرب على عمليات التطوير والتشغيل التجريبي لأعمال المحطة، وهو ما يمكن مشاهدته في الفيديو التالي:
- تطورات أقدم مزرعة رياح في المغرب.. مفاوضات 4 أشهر لم تحسم التشغيل
- المغرب يطور أقدم مزرعة رياح في أفريقيا.. فيديو لأول مرة من ارتفاع 900 متر
اقرأ أيضًا..
- ارتفاع صادرات النفط العراقي في 2024.. ودولتان تستحوذان على 60%
- اكتشافات نفط وغاز ضخمة في 3 دول عربية خلال 24 ساعة
- أرامكو السعودية تتوقع نمو الطلب على النفط في 2025.. وتتطلع إلى الغاز المسال