أعلنت شركة الطاقة النرويجية المملوكة للدولة، إكوينور، خطوة جديدة على طريق خفض الانبعاثات الناتجة عن عمليات الاستخراج والإنتاج.
وإلى ذلك، منحت شركة الهندسة والاستشارات النرويجية "مالتي كونسلت نورغ" (Multiconsult Norge) عقدًا لكهربة عدد من منصات النفط والغاز البحرية في الجرف القاري النرويجي (NCS).
وتستهدف الشركة تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 50% بحلول عام 2030، وصولًا إلى الحياد الكربوني في 2050، عبر استبدال توربينات الغاز بالكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة، بحسب تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
يؤكد ذلك دراسة أجرتها شركة الأبحاث ريستاد إنرجي، إذ قالت، إن كهربة قطاع التنقيب قادرة على الحيلولة دون إطلاق أكثر من 80% من انبعاثات مرحلة الإنتاج.
شركة إكوينور النرويجية
تقول شركة إكوينور، إن الكهربة تقلل الانبعاثات بصورة كبيرة وتعزز التنافسية عبر خفض تكاليف الكربون وتطيل عمر الحقول المنتجة، بما يؤدي إلى استدامة تدفقات الطاقة ذات الانبعاثات المنخفضة من الجرف القاري النرويجي "الحاسم" لأمن الطاقة في أوروبا.
وتطلق عمليات الاستخراج وحرق الغاز وتنفيسه كميات كبيرة من انبعاثات غازي الكربون والميثان دون استعماله لأغراض مفيدة مثل احتجاز الغاز قبل بيعه.
وينصّ العقد بين إكوينور و"مالتي كونسلت نورغ" على أن تُقدِّم الأخيرة الخدمات الهندسية اللازمة لكهربة منصات إنتاج النفط والغاز البحرية في 4 حقول هي: هالتن (Halten) وتامبين (Tampen) وغراني (Grane) وبلادر (Balder).
وتفصيليًا، تشمل قائمة المهام أعمال المرحلة التمهيدية للتصميم الهندسي والتصميم الهندسي التفصيلي، كما يتضمن العقد خيارات تنفيذ أعمال المتابعة والمساعدة في المشتريات والإشراف على البناء.
وستتولى "مالتي نورغ" ومعها شركتا المقاولات من الباطن "آكر سوليوشنز" (Aker Solutions) و"لينك أركتيتكر" (LINK Arkitektur)، هندسة محطة كهرباء كاملة على البر، بما يشمل الربط بالشبكة وإقامة خطوط النقل والتوصيل بالبر و3 محطات فرعية.
وتصل قيمة العقد -مع الخيارات- إلى 600 مليون كرونة نرويجية (52.56 مليون دولار أميركي)، تبلغ حصة شركة "مالتي كونسلت" منها 66 مليون كرونة (5.76 مليون دولار).
* (الكرونة النرويجية = 0.087 دولارًا أميركيًا).
ومن المقرر إكمال أعمال التصميم الهندسي خلال العام الجاري (2025)، والعقد كاملًا مع الخيارات في 2030.
وما زال المشروع في مراحله الأولية، ولم يصل إلى اتخاذ قرار الاستثمار النهائي، كما يتطلب استصدار التراخيص من الجهات المعنية.
كهربة استخراج النفط والغاز البحري
شهدت أعمال كهربة استخراج النفط والغاز البحري تطورات لافتة مؤخرًا كانت بطلتها شركة إكوينور، وفق التقارير اليومية التي ترصدها منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلنت أكوينور إتمام أعمال الكهربة الجزئية لمنصتي حقل سليبنر (Sleipner) وحقل "غودرون" (Gudrun) في بحر الشمال قبالة سواحل النرويج، بما يُسهم في خفض انبعاثات الكربون من الجرف القاري النرويجي بمقدار 160 ألف طن سنويًا.
وفي مارس/آذار من العام الماضي (2024)، أبرمت الشركة عقدًا هندسيًا بقيمة 18 مليون دولار مع "مالتي كونسلت نورغ" أيضًا لكهربة أكبر محطة غاز مسال في غرب أوروبا "هامرفست" (Hammerfest) بوساطة الكهرباء المولدة من طاقة الرياح البرية.
واتهمت المحطة بأنها ثاني أكبر مصادر الانبعاثات في النرويج؛ إذ تنتج 850 مليون طن متري سنويًا من ثاني أكسيد الكربون، بما يمثّل 2% من الانبعاثات السنوية للبلاد.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، اتفقت شركات "أمبلوس إنرجي" (Amplus Energy) و"فيري إنرجي" (Veri Energy) و"أوشن باور" (Ocean-Power) على كهربة عمليات إنتاج النفط والغاز البحرية في كل من المملكة المتحدة والنرويج.
تشمل الخطة إدراج تقنيات احتجاز الكربون لتقليل البصمة الكربونية للمنصات العاملة بالغاز الطبيعي بما يوفر مصدر كهرباء موثوقًا وتنافسيًا من حيث التكلفة ومنخفض كثافة الكربون.
وشهد عام 2022 كهربة 6 منصات بحرية لإنتاج النفط والغاز، كما انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الصناعة من 13 مليون طن في 2018 إلى 10 ملايين طن في 2021، بحسب تقديرات شركة الأبحاث "ويستوود غلوبال إنرجي".
وفي السياق نفسه، تقول شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، إن حجم الانبعاثات من المواقع العاملة بالكهربة النظيفة انخفض إلى 1.2 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل برميل من النفط المكافئ في الجرف القاري النرويجي.
وفي المقابل، يزيد حجم الانبعاثات في المنصات نفسها قبل الكهربة بنسبة 86% إلى 8.4 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل برميل من النفط المكافئ.
موضوعات متعلقة..
- قصة تخارج إكوينور النرويجية من دولتين بعد 32 عامًا.. قيمتها مليارا دولار
- إكوينور النرويجية تنتهي من بيع أصولها في نيجيريا
- اندماج شل وإكوينور في المملكة المتحدة.. أكبر مشروع مستقل ببحر الشمال
اقرأ أيضًا..
- متى ينتهي النفط في سوريا؟.. 3 سيناريوهات تحدد موعد نفاد الاحتياطيات
- حقول النفط والغاز في السودان.. رصد موثق للاحتياطيات والإنتاج (ملف خاص)
- أسعار خامات النفط العربية في 2024.. الجزائر تواصل الصدارة (تقرير)
- ما دور الذكاء الاصطناعي بقطاع الطاقة.. وكيف يتحول إلى "غباء"؟ خبير يجيب
المصدر: