التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

الوقود الحيوي في سلطنة عمان.. تفاصيل مشروع هو الأول عالميًا

سامر أبووردة

يشهد قطاع الوقود الحيوي في سلطنة عمان تحولًا جذريًا يُبرز التزام الدولة الخليجية بالاستدامة ومواجهة تحديات البيئة.

ومن خلال أول مصفاة تعمل بالكامل بالطاقة الشمسية في مدينة خزائن الاقتصادية، أصبح إنتاج وقود الديزل الحيوي واقعًا يفتح آفاقًا واعدة في الصناعات الخضراء من خلال مشروع طموح يعكس رؤية متجددة تعيد تعريف مفهوم الطاقة النظيفة في المنطقة.

ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يعزز المشروع -الذي تقوده شركة وقود- مكانة سلطنة عمان بصفتها لاعبًا رئيسًا في سوق الوقود الحيوي العالمية، مع تصدير منتجاته إلى أوروبا وآسيا، ويؤكد جدارتها في الريادة البيئية.

كما يُثبت التحول نحو استعمال زيت الطهي المستعمل، بصفته مصدرًا رئيسًا لإنتاج الديزل الحيوي، قدرة سلطنة عمان على الاستفادة من الموارد المتاحة بطرق مبتكرة.

وفي ظل الدعم الحكومي المتزايد والتطورات التكنولوجية المبتكرة، تسعى سلطنة عمان لتحقيق أهدافها الطموحة ضمن رؤية 2040، التي تعكس التزامًا واضحًا نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، مع تعزيز مكانتها بصفتها مركزًا للصناعات الخضراء.

وعلى الرغم من التحديات المرتبطة بإنتاج الوقود الحيوي، تبقى قصة نجاح شركة وقود نموذجًا ملهمًا للصمود والابتكار، إذ تعكس هذه التجربة كيف يمكن لتحويل الأفكار البسيطة إلى مشروعات كبرى أن يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية.

أول مصفاة تعمل بالطاقة الشمسية

حققت سلطنة عمان إنجازًا فريدًا يتمثل في إنشاء أول مصفاة للديزل الحيوي في مدينة خزائن الاقتصادية، تعتمد بالكامل على الطاقة الشمسية.

ووفقًا للرئيس التنفيذي لشركة وقود، ماهر بن محمد الحبسي، يُحوّل زيت الطهي المستعمل إلى وقود حيوي عالي الجودة، مما يُقلل من النفايات والبصمة الكربونية، ويضع سلطنة عمان بموقع ريادي في الصناعات الخضراء.

الرئيس التنفيذي لشركة وقود ماهر بن محمد الحبسي
الرئيس التنفيذي لشركة وقود، ماهر بن محمد الحبسي - الصورة من "omanobserver"

ويُعدّ هذا المصنع الأول من نوعه على مستوى العالم، ليس فقط لاعتماده على مصادر الطاقة المتجددة، بل أيضًا لتصدير منتجاته إلى الأسواق العالمية مثل أوروبا وآسيا.

كما يعزز المشروع مكانة سلطنة عمان بصفتها مركزًا للابتكار المستدام، مع التركيز على معالجة التحديات البيئية الملحّة.

رحلة المشروع

رحلة "الحبسي" نحو قيادة هذا المشروع الطموح كانت مليئة بالتحديات والدروس، إذ بدأ جمع زيت الطهي المستعمل في عام 2005، واليوم، تُنتج شركة وقود وقودًا حيويًا يسهم في تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي.

وتُجسّد هذه الرحلة فلسفة القيادة القائمة على المثابرة والتعلم من الأخطاء، وفي هذ السياق يقول الحبسي: "إن العمل في مجال الوقود الحيوي يتطلب التضحية والصبر والقدرة على التكيف، ومع ذلك، فإن هذه التحديات كانت دافعًا لتطوير رؤية واضحة للابتكار المستدام".

تحديات صناعة الوقود الحيوي في سلطنة عمان

على الرغم من النجاحات، يواجه قطاع الوقود الحيوي في سلطنة عمان تحديات كبيرة، منها نقص المواد الخام وارتفاع تكاليف الإنتاج.

ويشير تقرير لوكالة الطاقة الدولية إلى أن الوقود الحيوي في المنطقة يتطلب دعمًا حكوميًا لتطوير البنية التحتية وتحفيز الاستثمار.

على سبيل المثال، تعاني شركة وقود من مشكلات في تأمين زيت الطهي المستعمل، إذ يُهرَّب نحو 90% منه خارج البلاد، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ومن أجل تجاوز هذه العقبة، اتجهت الشركة لاستيراد الزيت، ما أدّى إلى رفع تكاليف الإنتاج إلى مستويات قياسية.

كما أن سعر الديزل الحيوي يظل مرتفعًا مقارنة بنظيره التقليدي، وهو ما يحدّ من قدرته على المنافسة، لذلك، يرى الخبراء أن تقديم دعم حكومي أو إعفاءات ضريبية قد يكون حلًا لتشجيع القطاع.

فرص النمو

على الرغم من التحديات، فإن آفاق الوقود الحيوي في سلطنة عمان واعدة للغاية، إذ تُعدّ منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من الأسواق المهمة، ومن المتوقع أن تنمو بنحو 10% سنويًا حتى عام 2030.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية زيادة الطلب العالمي على الوقود الحيوي بمقدار 38 مليار لتر في المدة بين عامي 2023 و2028، ما يفتح الباب أمام فرص تصدير جديدة.

حافلة تعمل بالديزل الحيوي المستخرج من نوى التمور في مسقط بسلطنة عمان
حافلة تعمل بالديزل الحيوي المستخرج من نوى التمور في مسقط بسلطنة عمان – الصورة من وكالة الأنباء العمانية

واستثمرت شركة وقود نحو 18 مليون دولار لتوسيع قدراتها الإنتاجية، بما في ذلك إنشاء المصنع الثاني في مدينة خزائن الاقتصادية، بهدف زيادة الإنتاج اليومي من 17 طنًا إلى 70 طنًا، مع استهداف أسواق رئيسة في أوروبا وآسيا.

ويُعدّ قطاع الشحن الدولي أحد أبرز مستهلكي الوقود الحيوي في سلطنة عمان المحتملين، إذ تبحث دول مثل سنغافورة وماليزيا عن مصادر مستدامة للطاقة.

الصناعات الخضراء

يشير الحبسي إلى أن رؤية عمان 2040 تضع الصناعات الخضراء في صميم إستراتيجياتها التنموية، ويؤكد: "لا توجد حدود لما يمكننا تحقيقه، نعمل على مشروعات مبتكرة ستجعل من سلطنة عمان مركزًا عالميًا للصناعات الخضراء".

ومع استمرار التزام الحكومة بتطوير هذا القطاع الواعد، يمكن أن يصبح الوقود الحيوي في سلطنة عمان ركيزة أساسية لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

  1. إنتاج الوقود الحيوي في سلطنة عمان باستعمال الطاقة الشمسية من "عُمان أوبزرفر".
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق