رئيسيةأخبار الطاقة المتجددةطاقة متجددة

الإمارات تطلق أكبر مشروع في العالم يجمع بين الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات (تحديث)

أطلقت الإمارات اليوم الثلاثاء (14 يناير/كانون الثاني 2025) أول وأكبر مشروع من نوعه على مستوى العالم يجمع بين الطاقة الشمسية وبطاريات تخزين الكهرباء باستثمارات تصل إلى 6 مليارات دولار.

وأعلن رئيس مجلس إدارة "مصدر"، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الدكتور سلطان بن أحمد الجابر ووزير الاستثمار العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة القابضة (ADQ) محمد حسن السويدي، خلال افتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة، إطلاق أول منشأة للطاقة المتجددة في العالم قادرة على توفير الطاقة النظيفة على نطاق واسع بشكل مستقر ومستمر في كافة الأوقات، بالشراكة بين شركتا أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" و"مياه وكهرباء الإمارات".

ويعد المشروع خطوة مهمة تسهم في تحقيق نقلة نوعية في نظم الطاقة، إذ يوفر الطاقة المتجددة على مدار الساعة بما يكرس ريادة الإمارات عالميًا في نشر حلول الطاقة المتجددة، ويسهم في توفير نحو 1 غيغاواط يوميًا من الحمل الأساسي من الطاقة المتجددة، ليشكل أكبر محطة للطاقة الشمسية مزودة بنظم بطاريات لتخزين الكهرباء على مستوى العالم.

ويقع المشروع، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) في أبوظبي، ويضم محطة للطاقة شمسية بقدرة 5.2 غيغاواك "تيار مستمر"، إضافة إلى أنظمة بطاريات لتخزين الكهرباء بقدرة 19 غيغاواط/ساعة، ليرسي معيارًا عالميًا جديدًا في ابتكارات الطاقة النظيفة.

وتواجه شبكات الكهرباء حول العالم تحديًا كبيرًا في توفير كميات هائلة من البطاريات لتخزين الفائض من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ليُتاح استعمالها على مدار الساعة.

إمدادات الطاقة المتجددة

قال الجابر إنه من خلال المشروع الرائد استطعنا معالجة تحدي عدم استقرار إمدادات الطاقة المتجددة، التي كانت تشكل لعقود من الزمن أكبر عائق أمام تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه المصادر.

وأضاف: "أننا في الإمارات تمكنا من إيجاد حل عملي حيث ستعمل مصدر بالتعاون مع شركة مياه وكهرباء الإمارات على تطوير منشأة قادرة على توفير إمدادات موثوقة ومستمرة من الطاقة النظيفة على مدار الساعة".

وأشار إلى أنه للمرة الأولى على الاطلاق، سيوفر المشروع الرائد عالميُا ( 1 غيغاواط من طاقة الحمل الأساسي المستمرة)، وهي خطوة أولى تشكل بداية لنقلة نوعية في هذا المجال على مستوى العالم".

وأوضح أن المشروع يجسد تطلعات الإمارات الرامية إلى تحقيق نقلة نوعية في قطاع الطاقة، وتوفير الطاقة النظيفة اللازمة لمواكبة النمو في الطلب على الطاقة من قبل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة.

وقال، إن من أهم التحديات التي يواجهها القطاع كيفية توفير الطاقة لعالم يشهد حركةً مستمرة من خلال مصادر غير مستقرة، وكيفية تحويل المصادر المتجددة إلى طاقة موثوقة يمكن الاعتماد عليها، واليوم... أصبحت لدينا إجابة".

وأضاف أن تخزين الكهرباء باستعمال البطاريات هو أسرع تقنيات الطاقة نموًا في العالم حاليًا، إذ ستُضاف سعة تخزين قياسية تبلغ 100 غيغاواط إلى الشبكة الكهربائية هذا العام.

من جانبه قال وزير الاستثمار والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة "القابضة"، محمد حسن السويدي إن العمل على تسريع التكامل بين الطاقة الشمسية والأنظمة المتقدمة لبطاريات تخزين الكهرباء يسهم في إرساء معايير جديدة في قطاع الطاقة النظيفة، وتعزيز الاستدامة والحدّ من الانبعاثات الكربونية.

وأضاف أنه من خلال تطوير البنية التحتية اللازمة، فإننا ندعم المساعي الرامية إلى توليد طاقة متجددة بطرق مجدية من حيث التكلفة وقابلة للتوسيع والتطوير، مشيراً إلى أن الجهود المشتركة التي نقوم بها سيكون لها أثر كبير في تعزيز التقدم التكنولوجي في الدولة، والتمهيد لعصر جديد قادر على التعامل مع المتغيرات وتوفير الفرص التجارية بجانب ضمان إمدادات مستدامة وموثوقة من الطاقة التي يمكن توسيعها لتلبية الاحتياجات المستقبلية.

جانب من فعاليات افتتاح قمة طاقة المستقبلجانب من فعاليات افتتاح قمة طاقة المستقبل- الصورة من حساب مصدر في إكس

أكبر مشروع للطاقة الشمسية وأنظمة التخزين في العالم

من جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة مياه وكهرباء الإمارات، عثمان آل علي إن أبوظبي تسجل معيارًا عالميًا جديدًا لتطوير الطاقة المستدامة والابتكار من خلال إطلاق أكبر مشروع للطاقة الشمسية وأنظمة تخزين البطاريات في العالم.

وأضاف أن المشروع الإستراتيجي يجسد التزام شركة مياه وكهرباء الإمارات بتحقيق أهداف إزالة الكربون من قطاع الطاقة، والقيام بدور رئيس في دفع عجلة النمو الاجتماعي والاقتصادي في الإمارات.

وأشار إلى أن كونها تمثل العمود الفقري للانتقال إلى الطاقة النظيفة في الدولة، فإن المشروع سيسهم في دعم الصناعات الحيوية مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، لضمان تلبية احتياجاتها من الطاقة بشكل مستدام وموثوق.

كما يؤكد المشروع دور أبوظبي في مجال ابتكار الطاقة المتجددة على مستوى المرافق، إذ سيسهم بشكل أساسي في تعزيز دور شركة مياه وكهرباء الإمارات في ضمان أمن الطاقة للأجيال القادمة".

وقال إن التعاون مع شركائنا في المشروع "مصدر"، و"طاقة للنقل" لتطوير البنية التحتية اللازمة للشبكة، من شأنه تمكيننا من تحقيق أهداف انتقال الطاقة على نحو يسهم في دعم مبادرة الدولة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.

من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة مصدر، محمد جميل الرمحي: " تفخر مصدر بتطوير المشروع الإستراتيجي الرائد على مستوى العالم، والذي سيوفر أكثر من 10 آلاف فرصة عمل جديدة، ويسهم في تعزيز الابتكار ودفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام في الدولة.

وأضاف: "أنه يعد أكبر مشروعات مصدر حتى الآن، وسيوفر طاقة شمسية بقدرة 5.2 غيغاواط وهو مزود بنظم بطاريات لتخزين الكهرباء بقدرة 19 غيغاواط/ساعة ".

وأشار إلى أن مصدر وشركة مياه وكهرباء الإمارات وشركاءهما يقدمون من خلال تطوير المشروع نموذجًا عالميًا غير مسبوق في توظيف الابتكار التكنولوجي بما يسهم في التغلب على تحدي عدم استقرار إمدادات الطاقة المتجددة، من خلال ( توليد 1 غيغاواط) من الطاقة النظيفة على مدار الساعة.

وستعمل محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية وأنظمة بطاريات تخزين الكهرباء على تحقيق الاستقرار والكفاءة اللازمين لمواجهة تحديات عدم استقرار إمدادات الطاقة المتجددة، فيما ستسهم مُنشأة تخزين الكهرباء بسعة 19 غيغاواط/ساعة، الأكبر من نوعها في العالم في تحقيق التكامل السلس للطاقة الشمسية في الشبكة على نحو يضمن توفير الإمداد على مدار الساعة.

ومن خلال دمج أحدث التقنيات المتجددة مع حلول تخزين الكهرباء، يؤكد المشروع التزام الإمارات بتوسعة نطاق حلول الطاقة النظيفة المبتكرة لتلبية الطلب المتنامي على الطاقة، إضافة إلى دعم إستراتيجية الإمارات للطاقة 2050.

الطلب على الكهرباء

قال الجابر، خلال كلمته في افتتاح فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامه أنه قبل بدء استعمال أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي، كان الطلب على الكهرباء في طريقه إلى الارتفاع من 9 آلاف غيغاواط إلى أكثر من 15 آلاف غيغاواط بحلول عام 2035، ولكن مع نمو تطبيقات مثل ChatGPT بمقدار نصف مليار زيارة كل شهر، واستعمالها طاقةً تعادل 10 أضعاف ما يستعمله البحث لمرة واحدة في غوغل، فقد يصل الطلب بحلول 2050 إلى 35 ألف غيغاواط، وهو ما يمثّل زيادة تُقدَّر بأكثر من 250%.

وذكر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي أنه مع بداية الربع الثاني من القرن الـ21، "نشهد مرحلة مِفصلية نقف فيها بين عالَمين، أحدهما نعرفه، وآخر نستكشف ملامحه واحتمالاته، هذه المرحلة التي أسميها: نقلة نوعية من الحاضر إلى المستقبل".

وأضاف الجابر أن هناك 3 عوامل قوية ومؤثرة تتضافر معًا لإعادة صياغة وتشكيل مستقبلنا بطرق لم نكن لنتخيّلها، وهي:

  • نهوض الأسواق الناشئة المسؤولة حاليًا عن أكثر من نصف معدلات النمو والازدهار في العالم.
  • النقلة النوعية في منظومة الطاقة، التي تسهم في توسيع مزيج الطاقة وخلق قطاعات جديدة بالكامل.
  • التطور الكبير في الذكاء الاصطناعي ودوره في تسريع وتيرة التغيير.

وأكد أن الإمارات تقدّم العديد من النماذج العملية لمفهوم النقلة النوعية من الحاضر إلى المستقبل، إذ تتميز بنجاحها في الجمع بين الإرث والتقاليد، والريادة في تبنّي أفضل وأحدث الابتكارات النوعية".

وذكر الجابر أن بلاده حققت إنجازات غير مسبوقة في مجال الطاقة الشمسية، بدءًا من تطوير أكبر محطة شمسية في موقع واحد بالعالم، وصولًا إلى تطوير محطة رائدة عالميًا في مجال تحلية المياه.

وقال: "في طاقة الرياح.. رسّخنا ريادتنا عبر تطوير محطات قادرة على التكيف مع رياح البحار المضطربة، وكذلك مع الرياح منخفضة السرعات، كما انتقلنا إلى مرحلة جديدة في مجال الطاقة النووية، مع تشغيل 4 وحدات ضمن محطة براكة".

جانب من فعاليات افتتاح قمة طاقة المستقبل
جانب من فعاليات افتتاح قمة طاقة المستقبل- الصورة من حساب مصدر في إكس

خيارات متنوعة للطاقة

أكد الجابر أنه لا يوجد مصدر واحد للطاقة بإمكانه تلبية هذا الطلب غير المسبوق، خاصةً أنه ما يزال هناك مليار شخص في العالم يفتقرون إلى الكهرباء، لذا، "نحتاج إلى أن يكون لدينا خيارات متنوعة في مصادرها".

وقال: "بكل وضوح، فإن السياسات واللوائح التنظيمية التي تستبعد بعض المصادر بشكل سابق للأوان لن تكون في مصلحة أحد، إننا نحتاج إلى تطبيق نهج يعتمد على مزيج متنوع من المصادر".

وأضاف: "هذه هي الذهنية التي قادتنا إلى إنجاز أحدث إضافة لمحفظة أبوظبي المتنوعة من الطاقة، "إكس إنرجي" (EXERGY) وهي شركة استثمارية دولية في مجال الطاقة، ذات هيكل تنظيمي فريد للتكيف مع احتياجات الطاقة الإضافية".

وتسعى الشركة الجديدة إلى تحقيق أقصى إمكانات عبر الاستثمار في مختلف مجالات القطاع، من الغاز إلى الكيماويات والوقود منخفض الكربون، والبنية التحتية للطاقة، لتكون شركة طاقة مصممة لمواكبة المستقبل.

القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025

انطلقت، اليوم الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني (2025)، فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 التي تستضيفها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" في مركز "أدنيك" أبوظبي، ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة لرسم ملامح مستقبل أكثر استدامة.

وتبحث القمة، التي تستمر على مدار 3 أيام، سبل التعاون العالمي والابتكار والعمل، بحضور ومشاركة قادة دول ورؤساء حكومات ومجموعة من الوزراء وصنّاع السياسات في قطاع الطاقة، الذين يستعرضون خططهم نحو التحول في قطاع الطاقة والاقتصاد الدائري.

جانب من فعاليات افتتاح قمة طاقة المستقبل
جانب من فعاليات افتتاح قمة طاقة المستقبل- الصورة من حساب مصدر في إكس

وتمثّل القمة الحدث الرئيس ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة، إذ تستقطب مشاركة 13 من قادة الدول وما يزيد عن 140 وزيرًا ومسؤولًا حكوميًا، بهدف دفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي واستكشاف الفرص المرتبطة بالتحوّل الاقتصادي، التي تُقدَّر قيمتها بأكثر من 10 تريليونات دولار.

وتقام دورة هذا العام تحت عنوان "تكامل القطاعات لمستقبل مستدام"، وتشمل برنامج فعاليات متنوعًا يتضمن إلقاء عدّة كلمات رئيسة، و34 جلسة نقاشية يشارك فيها أكثر من 70 متحدثًا، مع التركيز على تعزيز الحوار البنّاء والتعاون وإيجاد حلول مجدية وملموسة.

وتسلّط القمة الضوء على أهمية تحقيق الترابط بين التكنولوجيا المتقدمة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، والخبرات البشرية، لدفع عجلة التنمية المستدامة وبناء مستقبل مزدهر يشمل الجميع.

وتجمع القمة أكثر من 30 ألف مشارك، من بينهم مسؤولون حكوميون وقادة القطاع ورواد الاستدامة من جميع أنحاء العالم، لتشكّل منصة دولية لعرض أحدث التطورات في مجالات الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا المناخ، ومبادئ الاقتصاد الدائري، والتمويل الأخضر، والمدن المستدامة.

وتقدّم القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 برنامًجا حافلًا يتضمن معارض تفاعلية وفرصًا للتواصل، وذلك بمشاركة ما يزيد على 400 جهة عارضة تستعرض كلٌ منها حلولًا مبتكرة في قطاعات الطاقة والمياه وإدارة النفايات.

وتضمّ القمة 7 مسارات رئيسة تغطي جميع جوانب منظومة الطاقة، وتتيح للزوّار والوفود والجهات العارضة فرصة التعرف على رؤى معمّقة حول آخر المستجدات والتطورات التي تؤثّر في عدّة مجالات، وهي معرض ومؤتمر الطاقة الشمسية والنظيفة، ومؤتمر المياه، ومعرض إيكو ويست، ومؤتمر المدن المستدامة، ومؤتمر التمويل المستدام، ومنتدى مستقبل النقل، إضافة إلى مؤتمر الطريق إلى 1.5 درجة مئوية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق