التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير السياراترئيسيةسيارات

مسؤولة بريطانية تنسى شحن سيارتها الكهربائية.. ماذا حدث لها؟

هبة مصطفى

أعادت تجربة خاضتها مسؤولة بريطانية، وهي رئيسة لجنة تغير المناخ وأسرتها، طرح تساؤلًا عن "فاقد الشيء هل يعطيه؟"، ورغم أن السؤال يبدو مباشرًا؛ فإن الإجابة عنه تتطلب إدراكًا لحجم الفجوة بين أهداف الحياد الكربوني في المملكة المتحدة والواقع.

وتعرّضت رئيسة اللجنة "إيما بينشبك" لموقف لا تُحسد عليه، بعدما نسيت الأسرة شحن سيارتها الكهربائية خلال الأيام الأولى من امتلاكها، ما ترتب عليه مغامرات وأحداث صعبة انتهت بطلب المساعدة.

وربما لا يُعَد ما مرت به رئيسة اللجنة المعنية بتقديم النصح والاستشارات البيئية والمناخية وتقييم أهدافها للبرلمان في بريطانيا "تناقضًا"، بقدر ما هو انعكاس لـ"العجلة" التي يتوارثها المسؤولون والحكومات وهيئاتهم في تنفيذ أهداف منفصلة عن الواقع إلى حد كبير.

فطبقًا لتحديثات مستهدفات خفض الانبعاثات العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تتبنى المملكة المتحدة هدفًا رئيسًا لتحقيق الحياد الكربوني في 2050.

وتندرج تحت هذا المستهدف أهداف مرحلية أكثر تعقيدًا، مثل: خفض الانبعاثات بنسبة 68% بحلول نهاية العقد الجاري، و81% مع بلوغ منتصف العقد المقبل في 2035.

تقنيات الطاقة النظيفة

الدرس المستفاد من تجربة "إيما بينشبك" أن تقنيات الطاقة النظيفة الداعمة لمرحلة التحول تتطلب وقتًا حتى تصبح عادة يومية لدى المستهلك؛ ما يسهّل تغيير القناعات.

فخلال الأسبوع الأول من اقتناء أسرة "بينشبك" لسيارة كهربائية نسوا شحنها، وأحضرت أطفالها من مؤسساتهم التعليمية سيرًا على الأقدام.

ولا يعني هذا أن المسؤولة ستتخلى عن سيارتها صديقة البيئة، لكن يبدو أن تجربة نسيان الشحن التي أدت إلى اضطراب البرنامج اليومي المعتاد للأسرة أعادت ترتيب المراحل الواقعية لكيفية تحقيق الحياد الكربوني في ذهن "بينشبك".

رجل يشحن سيارة كهربائية بجوار منزل
رجل يشحن سيارة كهربائية بجوار منزل - الصورة من PHPD Online

وأدركت رئيسة لجنة تغير المناخ البريطانية أن هناك تحديات تعزز قلق المستهلكين حيال استعمال تقنيات الطاقة النظيفة؛ أبرزها "الاعتياد" على استعمال هذه التقنيات حتى تتحول إلى عادة سلوكية.

وشرحت "بينشبك" لأعضاء البرلمان البريطاني أن المنحازين للتقنيات الجديدة يتعرضون لتغييرات كبيرة في عاداتهم.

وهو منطق له تفسيره في علم النفس؛ إذ لا يؤدي إلى النتيجة نفسها مع الأشخاص كافة؛ فهناك من يتأقلم بوتيرة سريعة مع التغييرات التي تطرأ عليه، وهناك من يقف محلك سر، وهناك من يخشى مواصلة المغامرة ويفضّل العودة لما هو معتاد.

أدوات مكافحة تغير المناخ

عدّدت إيما بينشبك أدوات مكافحة تغير المناخ، وضربت مثالين على ذلك بـالسيارات الكهربائية والمضخات الحرارية.

ورغم الصعوبات التي واجهتها مع استعمال السيارة الكهربائية وأقرّت بها؛ فإنها ترى في السيارات والمضخات بداية ضرورية لتحقيق الحياد الكربوني في المملكة المتحدة.

وربما يرجع ذلك إلى استحواذ قطاع النقل على 25% من الانبعاثات الإجمالية، مقابل 14% لوسائل التدفئة المنزلية، وفق بيانات نقلتها صحيفة ذا تيليغراف.

وقالت "بينشبك" إن التغيير الذي يحتاج إليه المستهلك لا يُعَد تغييرًا بالمعنى الكبير؛ إذ تستمر قيادة السيارات وفق المعتاد لكن مع بعض التغيير في التقنيات.

وأضافت أن ما يتعين على الحكومة والهيئات المعنية هو دعم سد هذه الفجوة، بين رغبة المستهلك في خفض الانبعاثات ومخاوف التعرض لمغامرات وتحديات نتيجة عدم الاعتياد الكافي على التقنيات النظيفة.

وفيما يتعلق بتدفئة المنازل سوف تستمر أيضًا لكن بالمضخات الحرارية بدلًا من الغلايات والسخانات العاملة بالغاز، مع تأكيد رئيسة لجنة تغير المناخ البريطانية أن هذه المضخات يمكنها العمل بكفاءة أكبر مقارنة بالوسائل التقليدية للتدفئة.

مضخة حرارية
مضخة حرارية - الصورة من ميتسوبيشي إليكتريك

تحديات الحياد الكربوني في بريطانيا

لكل تغيير ضريبة ولكل مرحلة صعوباتها.. لكن هل تؤدي تحديات الحياد الكربوني في بريطانيا إلى تنحية أهدافه جانبًا والتخلي عنها تمامًا؟

هذا ما حاولت "إيما بينشبك" طرحه على أعضاء لجنة أمن الطاقة والحياد الكربوني في برلمان المملكة المتحدة؛ فالأمر ليس يمينًا أو يسارًا فقط؛ فهناك مرحلة رمادية وجسر بين رغبة المستهلك في التغيير واحتواء مخاوفه.

واستندت في ذلك إلى مظاهر عدة رصدتها؛ أبرزها تراجع الإقبال على شراء واستعمال السيارات الكهربائية والمضخات الحرارية، إثر اعتبارات (التكلفة المرتفعة، ومخاوف التشغيل، وضعف التعامل مع التقنيات الحديثة).

وشككت رئيسة لجنة تغير المناخ البريطانية في السياسات التي تتبعها بريطانيا لتلبية أهداف الحياد الكربوني وخفض الانبعاثات.

ورغم هذه التحديات؛ فما زالت رئيسة لجنة تغير المناخ البريطانية متمسكة بإمكان تحقيق الأهداف المرحلية في 2030 و2035.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. تحديات واقعية للحياد الكربوني مستنبطة من تجربة رئيسة لجنة تغير المناخ البريطانية مع السيارات الكهربائية، من ذا تيليغراف.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق