تلميذة ترمب الألمانية تهاجم طاقة الرياح.. "سنمزق عنفات العار"
أسماء السعداوي
كشفت زعيمة حزب سياسي شهير في ألمانيا موقفها المناهض لإقامة مزارع طاقة الرياح حال فوزها بالانتخابات المقرر عقدها خلال شهر فبراير/شباط المقبل (2025).
وهدّدت رئيسة حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) أليس فايدل، المرشحة لمنصب المستشار، بتمزيق كل توربينات الرياح التي وصفتها بـ"عنفات العار"، وفق آخر تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتسير فايدل على خطى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الذي توعّد بوقف بناء مزارع الرياح في بلاده، كما حثّ بريطانيا على القيام بالمثل.
وكان تحوُّل الطاقة والتعافي الاقتصادي أحد أسباب سقوط حكومة المستشار أولاف شولتس من تيار يسار الوسط بعد إقالته وزير المالية كريستيان ليندنر، إثر خلافات حول الميزانية ومسار النمو المستقبلي لأكبر اقتصاد أوروبي المتعثر حاليًا.
طاقة الرياح في ألمانيا
خلال مؤتمر في ريزا يوم السبت (11 يناير/كانون الثاني 2025)، توعدت زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا أليس فايدل بتمزيق كل توربينات الرياح إذا اعتلى حزبها عرش السلطة في الانتخابات الوشيكة.
وفي معاداة صريحة لطاقة الرياح التي تعول عليها الحكومة لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول 2045، قالت: "فلتسقط عنفات العار تلك".
وبعدما أثارت الانتقادات، حاولت فيدل التراجع عن تصريحها المثير للجدل، قائلة، إنها كانت تقصد أمرًا آخر يخصّ ولاية هيسن.
لكن المنصة الانتخابية للحزب اليميني المتطرف تؤكد "رفضها لمزيد من التوسع في طاقة الرياح"، بل وتدعو إلى خفض الإعانات الحكومية لمصادر الطاقة المتجددة.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، وضعت ألمانيا هدف زيادة قدرات توليد الكهرباء من طاقة الرياح البحرية إلى 40 غيغاواط بحلول 2035 و70 غيغاواط في 2045.
كما تستهدف مضاعفة قدرات طاقة الرياح الرية إلى 115 غيغاواط بحلول 2030 من 62 غيغاواط حاليًا، لتحقيق هدف توليد 80% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول نهاية العقد الجاري.
ورغم التوسع بالبناء مؤخرًا، حذّر المركز الإعلامي للعلوم (SMC) قبل نهاية أغسطس/آب (2024) من أن الأهداف قصيرة الأجل قد لا تتحقق وفق الوتيرة الحالية لأسباب، منها التأخر في تنفيذ المشروعات الحاصلة على تراخيص البناء ومتطلبات الترخيص نفسه وتخصيص الأراضي من بين أخرى.
وبحسب المركز، تعرضت طاقة الرياح لهبوط حادّ بعد عام 2017، لم تعالجه الحكومات المتعاقبة بصورة كافية، وإذا تدخلت الحكومة الحالية (المنهارة الآن) لإصلاح الوضع، فإن نهوض القطاع مجددًا سيستغرق وقتًا، وسيتجلى تأثيرها الكامل بعد سنوات.
مزارع الرياح في ألمانيا 2025
استدعت تصريحات زعيمة حزب البديل بشأن مستقبل مزارع الرياح في ألمانيا ردًا من وزارة الاقتصاد، إذ قال متحدث اليوم الإثنين (13 يناير/كانون الثاني)، إن الحقوق الأساسية وحقوق الملكية تُطبَّق على مشروعات الرياح.
كما انتقدت رئيسة الجمعية الألمانية لصناعات الطاقة والمياه (BDEW) كريستين أندري التصريحات المعادية للقطاع، واصفةً إياها بالهجمات المدمرة.
وانضمت إليها الجمعية الفيدرالية لطاقة الرياح البحرية (BWO)، قائلة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون المستفيد الرئيس من السياسة المعادية لطاقة الرياح.
وبحسب الجمعية، يدعم موقف زعيمة حزب البديل اليميني الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري الملوث.
وكانت ألمانيا أكبر مستوردي الغاز الروسي قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا خلال فبراير/شباط (2022)، وأدى انفجار خطَّي أنابيب نورد ستريم القادمين من روسيا إلى توقُّف الإمدادات للقارة العجوز.
وحاليًا، لا تستورد برلين الغاز المسال الروسي مباشرة، ورفضت وزارة الاقتصاد استلام شحنة نادرة في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (2024).
لكن الغاز الروسي المنقول عبر الأنابيب يصلها بوساطة بلجيكا التي حلّت ضمن أكبر مستوردي الغاز المسال الروسي في 2024، بحسب تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024"، الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أكبر الدول المستوردة للغاز المسال الروسي خلال عام 2024:
دونالد ترمب
تسير زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا، أليس فايدل، على خطى الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي عادى جهرًا طاقة الرياح، ووعد بعدم بناء مزارع رياح جديدة خلال مدّته الرئاسية الثانية.
وفي تدوينة مثير للجدل عبر حسابه بموقع تروث سوشيال (Truth Social)، دعا الحكومة البريطانية إلى وقف بناء مزارع الرياح البحرية ودعم إنتاج النفط والغاز الطبيعي في بحر الشمال.
وتتضاءل فرص فوز حزب البديل بالانتخابات، إذ جاء في المركز الثاني باستطلاعات الرأي بعد حزب المحافظين، كما استبعدت الأحزاب الديمقراطية فرص تشكيل تحالف معه.
لكن الحزب اليميني يسبق الحزب الديمقراطي الاجتماعي المنتمي له المستشار أولاف شولتس، وحزب الخضر المنتمي له وزير الاقتصاد الداعم بشدة للتحول الأخضر روبيرت هابيك.
وتحمل فايدل موقفًا مواليًا لروسيا، إذ تعهدت بعودة خط أنابيب نورد ستريم، وإقامة علاقة أوثق مع إدارة الرئيس ترمب، رغم أنها ترى ألمانيا "عبدة" لأميركا.
لكن قادة الحزب يرون أن ترمب قادر على إعادة تعريف دور أميركا في العالم، وأن يصبح حليفًا وثيقًا لألمانيا.
موضوعات متعلقة..
- 5 اتجاهات تقود صناعة طاقة الرياح في 2025 (تقرير)
- مخاوف من انقطاع الكهرباء في بريطانيا.. وطاقة الرياح تخيب الآمال
- طاقة الرياح البحرية معرضة لانتكاسة.. ومطالب باستمرار محطات الفحم والغاز
اقرأ أيضًا..
- أسعار ألواح الطاقة الشمسية في سوريا للمنازل والمصانع (خاص)
- شحنة غاز مسال في البحر المتوسط تبحث عن مشترين
- العقوبات تحاصر النفط الروسي.. مليونا برميل عالقة في عرض البحر
- الاستدامة والوعي البيئي.. كيف تتحول إلى أسلوب حياة؟ (مقال)
المصادر: