التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير دوريةرئيسيةوحدة أبحاث الطاقة

من المسؤول عن حرائق الغابات في كاليفورنيا؟.. صناعة النفط وتغير المناخ خارج قفص الاتهام

موسم حرائق واحد قد يتسبب في إطلاق 100 مليون طن من مكافئ الكربون

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • موسم واحد من حرائق الغابات قد يسبب إطلاق 100 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
  • الرئيس المنتخب دونالد ترمب يُلقي باللوم على المسؤولين في الولاية.
  • حرائق الغابات تُسفر عن مصرع 5 أشخاص وتدمير مئات المنازل.

تمثّل حرائق الغابات في كاليفورنيا واحدة من أبرز الأزمات البيئية التي تعصف بالولاية؛ حيث تجتاح هذه الكوارث الطبيعية المساحات الشاسعة من الأراضي الجافة، لتتحول إلى تهديد حقيقي لحياة السكان وتدمير للممتلكات والبنية التحتية.

وفي كل موسم، يعود الجدل حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الكوارث: هل هي نتيجة لتغير المناخ، أم انبعاثات صناعة النفط والغاز، أم هي نتيجة لإخفاقات سياسية وإدارية؟

ووسط تصاعد الأزمات، بدأ السياسيون في توجيه اللوم إلى بعضهم بعضًا؛ حيث ألقى الرئيس المنتخب دونالد ترمب، المسؤولية على السياسيين الديمقراطيين في الولاية.

في المقابل، رفض حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم، تلك الاتهامات قائلًا إنه يتعين التركيز على إنقاذ الأرواح بدلًا من تسييس الكارثة.

بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت أصوات سكان لوس أنجلوس؛ بمن فيهم بعض الشخصيات الشهيرة، مطالبين بتوضيح أسباب العجز في التعامل مع الحرائق رغم التحذيرات المبكرة من خدمة الطقس الوطنية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

كيف تفاقمت حرائق الغابات في كاليفورنيا؟

شهدت ولاية كاليفورنيا انخفاضًا غير مسبوق في هطول الأمطار خلال فصلي الخريف والشتاء.

فبينما كان من المفترض أن تشهد منطقة وسط مدينة لوس أنجلوس قرابة 4.64 بوصة من الأمطار في هذا الوقت من العام، سجلت المدينة أقل من ربع بوصة فقط منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول، وفقًا لتقرير لوس أنجلوس تايمز.

وعندما تتزامن الرياح القوية مع الجفاف يوفران ظروفًا مثالية لاندلاع حرائق هائلة، كما أوضح الباحث في المسح الجيولوجي الأميركي وأستاذ مشارك بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، جون كيلي.

وأشار إلى أنه من الصعب ربط حدوث حريق معين بتغير المناخ؛ لأن هذا الأخير يتعلق بالاتجاهات المناخية على المدى الطويل، لكن لا شك في أن تغير المناخ يؤجج من شدة الحرائق.

في حين أوضح بعض العلماء أن التقلبات المناخية السريعة بين أوقات الجفاف والأمطار أدت إلى تكوين مخزون هائل من النباتات الجافة، التي تغذي حرائق الغابات في كاليفورنيا.

جانب من حرائق الغابات في كاليفورنيا
جانب من حرائق الغابات في كاليفورنيا - الصورة من مجلة بيبول

وتفاقمت المشكلة بعد عقود من الجفاف الطويلة التي شهدتها ولاية كاليفورنيا، والتي تخللها هطول أمطار غزيرة خلال عامي 2022 و2023، إلا أن حالة الجفاف في خريف وشتاء عام 2024 تفاقمت؛ ما أسهم في زيادة حدة الحرائق.

واندلعت حرائق الغابات في كاليفورنيا في 7 يناير/كانون الثاني (2025)، وتسببت في مصرع 11 شخصًا على الأقل، بالإضافة إلى تدمير مئات المنازل في مناطق متعددة.

ورغم جهود فرق الإطفاء، يبقى الوضع صعبًا مع استمرار التهام النيران المستعرة مناطق جنوب كاليفورنيا، خاصةً في محيط لوس أنجلوس.

وفي الوقت نفسه، تأثرت شبكة الكهرباء؛ إذ تجاوز عدد المشتركين المتأثرين بانقطاع الكهرباء 421 ألف مشترك، بينما أُجبر أكثر من 100 ألف شخص في المناطق المتضررة على الإخلاء.

هل تغير المناخ وصناعة النفط كبش فداء؟

على الرغم من أن حرائق الغابات في كاليفورنيا كانت نتيجة عدة عوامل طبيعية كالجفاف والرياح العاتية؛ فإن بعض التقارير أشارت إلى وجود أخطاء فادحة في التخطيط والإعداد لتلك الكوارث، ولا يمكن تحميل صناعة النفط والغاز وتغير المناخ وحدهما مسؤولية تفاقم حرائق الغابات في كاليفورنيا.

ويتزامن ذلك مع تزايد التلميحات من بعض وسائل الإعلام والساسة والعلماء إلى أن الأزمة المناخية والوقود الأحفوري هما المسؤولان عن تفاقم هذه الحرائق.

ومع ذلك، يصر العديد من الخبراء على أن الأمر يعود إلى الفشل في إدارة الأزمات من قبل المسؤولين المحليين، مثل حاكم ولاية كاليفورنيا غافن نيوسوم، ورئيسة إدارة إطفاء لوس أنجلوس كريستين كرولي، وعمدة لوس أنجلوس كارين باس.

حرائق الغابات في كاليفورنيا
جانب من حرائق الغابات في كاليفورنيا - الصورة من The Associated Press

وصرح الباحث في المسح الجيولوجي الأميركي جون كيلي، بأن "هذه الحرائق ليست نتيجة لتغير المناخ"، موضحًا أن السرد الإعلامي السائد الذي غالبًا ما يُلصق اللوم بالتغير المناخي، هو محاولة لتوجيه الأنظار بعيدًا عن تقصير السياسات الحكومية.

وفي تغريدة عبر موقع "إكس"، أشار رجل الأعمال في قطاع الطاقة مايك أمبرو، إلى التأثير البيئي الكارثي لمواسم الحرائق.

وقال إن موسمًا واحدًا من الحرائق يمكن أن يؤدي إلى إطلاق 100 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، ما يمثل نحو 30% من إجمالي الانبعاثات السنوية في الولاية.

وأوضح أن هذه الانبعاثات توازي تأثير 10 سنوات من إنتاج النفط، رغم أن صناعة النفط والغاز، التي تدر 200 مليار دولار سنويًا لسكان كاليفورنيا، تسهم بنسبة ضئيلة جدًا (1.5%) من الانبعاثات.

ومؤخرًا، أشار تقرير إلى أن شركات النفط والغاز تستفيد من ثغرة ضريبية تكلف الولاية ما يصل إلى 146 مليون دولار سنويًا من الإيرادات الضريبية، وهي أموال كان من الممكن الاستعانة بها لمكافحة حرائق الغابات المتفاقمة بفعل تغير المناخ.

على الجانب الآخر، يرى الخبير السياسي والعسكري الأميركي تشاك ديفور، أن تغير المناخ يعد حجة مناسبة تبرر سياسات المسؤولين، وبات تعويذة سحرية تعفيهم من المسؤولية وتمنحهم ذريعة لفرض المزيد من السيطرة الحكومية على قطاع الطاقة وحياة المواطنين.

ويزعم أنه بغض النظر عما إذا كان تغير المناخ هو السبب الرئيس لحرائق الغابات في كاليفورنيا؛ فإن حلول الأزمة تظل واحدة، وتكمن في الحد من العناصر التي تغذي هذه الحرائق، وإزالة الشجيرات والأحراش المحيطة بالمنازل، إلى جانب صيانة خطوط نقل الكهرباء أو دفنها.

الخلاصة..

باتت أصابع الاتهام في حرائق الغابات في كاليفورنيا تشير إلى المسؤولين، في ظل الإخفاقات الجسيمة المتعلقة بالتخطيط والإدارة.
موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

  1. ترمب يلقي باللوم على مسؤولي كاليفورنيا في تفاقم الجرائق من واشنطن بوست
  2. تغير المناخ حجة مناسبة تعفي المسؤولين من مسؤولية تفاقم الحرائق من كانون أونلاين
  3. أسباب تفاقم حرائق الغابات في كاليفورنيا من ماذر جونز
  4. تغير المناخ تسبب في نمو العشب والشجيرات القابلة للاشتعال من بي بي سي
  5. شركات النفط والغاز تستفيد من ثغرة ضريبية في كاليفورنيا من تروث أوت
  6. نقص الأمطار في كاليفورنيا من لوس أنجلوس تايمز
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق