التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير دوريةرئيسيةوحدة أبحاث الطاقة

3 محاور تدعم التبريد المستدام وتسهم في حل مشكلة المناخ

وحدة أبحاث الطاقة

اقرأ في هذا المقال

  • التبريد المستدام يحلّ المعادلة الصعبة لخفض الحرارة وتقليل الانبعاثات
  • كوكب الأرض أكثر عرضة لموجات ارتفاع درجات الحرارة الشديدة
  • التقنية تسهم في طرح حلول عديدة للتبريد المستدام

من بين الحلول المطروحة لمواجهة التحديات المناخية، يبرز التبريد المستدام أداة فاعلة للحدّ من الانبعاثات الكربونية وتوفير بديل أكثر كفاءة وصديقًا للبيئة لأساليب التبريد التقليدية.

فمع الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة خلال فصول الصيف الأخيرة، تزايد الاعتماد على أجهزة التكييف التي غالبًا ما تتسبب في زيادة الانبعاثات الكربونية.

ويعمّق هذا التحول المستمر في عادات البشر آثار تغير المناخ؛ ما يضاعف من أهمية إيجاد حلول لمواجهة هذه التحديات المتزايدة.

ووفقًا لتقرير اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، قد يؤدي التبريد المستدام دورًا محوريًا في الحدّ من الأثر البيئي لأساليب التبريد التقليدية التي تستهلك كميات ضخمة من الطاقة.

وحدّد التقرير 3 محاور يمكن من خلالها تحقيق التبريد المستدام:

  1. التصميم
  2. الابتكار
  3. السياسات والتمويل

ما التبريد المستدام؟

يشير مصطلح التبريد المستدام إلى عمليات تبريد أكثر صداقة للبيئة مقارنة بالحلول التقليدية، مع التركيز على تحسين كفاءة حلول التبريد وتنفيذ تدابير لخفض درجات الحرارة في المباني والمناطق الحضرية.

وعادةً ما تحتوي أجهزة التكييف التقليدية والمبردات على غاز الفريون الذي يؤدي تسرّبه إلى استنزاف طبقة الأوزون والإضرار بالبيئة، بحسب تقرير نشره المنتدى الاقتصادي العالمي.

أمّا في عمليات التبريد المستدامة فالأمر مختلف، إذ تعتمد على بدائل صديقة للمناخ، وتعمل -أيضًا- على الحدّ من الانبعاثات، سواء بطريقة مباشرة عبر وقف تسرب تلك الغازات المضرة للبيئة، أو غير مباشرة بتقليل استهلاك الكهرباء عند تشغيلها.

ووفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، كان عام 2023 هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق، متجاوزًا الأرقام القياسية السابقة بهامش كبير.

ويتجه عام 2024 ليصبح الأكثر دفئًا على الإطلاق، بعد الارتفاعات الشهرية الاستثنائية في درجة الحرارة.

لذا؛ فليس من المستغرب أن يتصدر تغير المناخ والتدهور البيئي قائمة أكبر 5 تهديدات طويلة الأجل رصدَها تقرير المخاطر العالمية لعام 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.

أجهزة التبريد المستدام على سطح أحد المباني
أجهزة تبريد على سطح أحد المباني - صورة من موقع الأمم المتحدة

3 وسائل تدعم التبريد المستدام

حاليًا، تمثّل تقنيات التبريد ما يقرب من 3.4% من الانبعاثات العالمية، ويمكن للتبريد المستدام أن يمنع إطلاق أكثر من 460 مليار طن من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وطرح تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي 3 محاور فاعلة يمكنها أن تزيد من التوسع في تطبيق تلك التقنية بهدف مواجهة المخاطر المناخية التي تهدد كوكب الأرض، وشملت تلك المحاور:

التصميم

يعدّ التصميم أمرًا أساسيًا لتحقيق التبريد المستدام، إذ يمكن للعديد من الحلول الطبيعية أن تسهم في تقليل تأثير أشعة الشمس وامتصاص الحرارة، من بينها:

  1. إعادة التفكير بشأن تصميمات المباني وتخطيط المدن
  2. يتضمن التبريد المحيط حلولًا تسمح للطبيعة بتقليل تأثير أشعة الشمس، مثل:
  • تغطية أسطح المباني والشرفات بالنباتات لامتصاص الحرارة.
  • تركيب العوازل والزجاج المزدوج لمنع تسرب حرارة الشمس داخل المبنى.

3. تحسين المناطق الحضرية للحدّ من امتصاص الحرارة، من خلال:

  • إضافة المساحات الخضراء
  • هياكل التظليل
  • تخطيط الشوارع الحضرية الواسعة
  • المباني منخفضة الارتفاع لزيادة تدفّق الرياح.

الابتكار

كما يعزز الابتكار كفاءة حلول التبريد المستدام على النحو الآتي:

  • الاعتماد على التقنيات القائمة على الطبيعة أو التقنيات السلبية (Passive Technologies) التي تعتمد على الاستفادة من القوى الطبيعية مثل الشمس والرياح، دون الحاجة إلى استهلاك الطاقة أو مبردات.

على سبيل المثال: تقوم شركة "دابليو إيه في أي إن" بتوفير أسطح خضراء تلتقط مياه الأمطار وتخزّنها، ومن ثم تعيد تدويرها للاستفادة منها في ريّ النباتات وعمليات التنظيف وتبريد المباني في أثناء الطقس الحار.

كما تستغل شركة "بايوشاد" تقنيات الزراعة المائية والذكاء الاصطناعي لإيجاد ظلال طبيعية، لتصبح الأسطح والجدران والمساحات الحضرية أكثر برودة.

  • تطوير مبردات أكثر كفاءة تعتمد على مصادر الطاقة النظيفة، ومزودة بمميزات خاصة تحسّن تبريد الهواء لتوفير الطاقة.
  • تطوير التقنيات الجديدة، مثل المواد الحرارية المرنة التي تنبعث منها الحرارة عند تطبيق الضغط الميكانيكي والتبريد عند تخفيف الضغط، وجاءت من بين "أفضل 10 تقنيات ناشئة لعام 2024".

فالمضخات الحرارية التي تعتمد على مواد حرارية مرنة مثل النيكل والتيتانيوم، أثبتت أنها أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة مقارنة بأنظمة التدفئة والتبريد التقليدية.

جانب من الإعلان عن تعهد التبريد المستدام
جانب من إعلان تعهُّد التبريد المستدام - الصورة من "وام"

الأطر السياسية والتمويل

الوسيلة الثالثة والأخيرة التي يذكر التقرير أنها تمكّن من انتشار التبريد المستدام هي الأطر السياسية والتمويل.

فإدراك ضرورة سرعة انتشار مثل هذه التقنية يظهر جليًا مع الإحصاءات التي تذكر أن المبردات وأجهزة التكييف ستشكّل ما يقرب من خُمسَي الطلب على الكهرباء في جنوب شرق آسيا بحلول عام 2040، بسبب النمو الاقتصادي السريع والثروة والكثافة السكانية والهجرة الحضرية.

لذا، يتطلب ذلك العديد من الخطوات، منها:

  • سياسات داعمة تحفّز الناس والشركات والحكومات على تبنّي حلول تراعي البيئة، مثل قواعد البناء المستدامة والحوافز الضريبية والمنح والإعانات
  • تحفيز الشركات على إنشاء منتجات تبريد موفّرة للطاقة، مع العمل على دمج التبريد المستدام في تعهدات المناخ وضمان أخذه في الحسبان خلال التخطيط وتصميم المشروعات بمختلف القطاعات

وفي العام الماضي، أسفر التعاون بين الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" ومنظمة الطاقة المستدامة للجميع الدولية عن إطلاق مبادرة تعهد التبريد العالمي، قبل انعقاد مؤتمر كوب 28، تهدف لتوفير التبريد للمجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.

الخلاصة..

يسهم التبريد المستدام في مواجهة تحديات تغير المناخ من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق كفاءة في استهلاك الطاقة، ويعتمد نجاح هذه الحلول على الابتكار التقني، وإعادة تصميم المدن، وتفعيل الأطر السياسية الداعمة للتحول البيئي.

موضوعات متعلقة ..

اقرأ أيضًا ..

المصادر..

  1. حلول التبريد المستدام من المنتدى الاقتصادي العالمي
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق