ترمب يدعم شركات النفط والغاز في بحر الشمال.. أوقفوا مزارع الرياح
محمد عبد السند
طالب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب شركات النفط والغاز في بحر الشمال بإعادة فتح عملياتها في المنطقة، داعيًا إلى إزالة مزارع الرياح البحرية، في خطوة أشعلت الجدل مجددًا بشأن سياسات الطاقة.
ويأتي طلب ترمب في الوقت الذي يُسرع فيه منتجو النفط والغاز وتيرة تخارجهم من عمليات بحر الشمال؛ ما أدى إلى هبوط الإنتاج من المنطقة من ذروة لامست 4.4 مليون برميل من النفط المكافئ يوميًا في بداية الألفية الحالية إلى معدل حالي يبلغ نحو 1.3 مليون برميل من النفط المكافئ.
ويُثير التصريح تساؤلات حول مستقبل الطاقة في المنطقة، في ظل التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة وجهود الاستدامة؛ إذ يشير خبراء إلى أن إعادة عمليات التنقيب أمام شركات النفط والغاز في بحر الشمال قد تتعارض مع أهداف المناخ.
ووفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تشهد إنتاجية حقول النفط والغاز في بحر الشمال تراجعًا حادًا، ففي العام الماضي، لامس إنتاج النفط من الحوض 34 مليون طن، مسجلًا أدنى مستوى له منذ بدء الإنتاج في بحر الشمال خلال سبعينيات القرن الماضي.
حجر في المياه الراكدة
ألقى دونالد ترمب حجرًا في المياه الراكدة، بعدما طالب شركات النفط والغاز في بحر الشمال بإعادة فتح عملياتها في المنطقة والتخلص من مزارع الرياح في تغريدة له على حسابه الشخصي على موقع تروث سوشيال (Truth Social).
وقال ترمب إن المملكة المتحدة ترتكب خطأ جسيمًا، مطالبًا إياها بفتح المجال أمام شركات النفط والغاز في بحر الشمال لمزاولة نشاطها، والتخلص من مزارع الرياح البحرية الموجودة في المنطقة، وفق منشور طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتتخارج شركات النفط بقوة من عملياتها في بحر الشمال خلال العقود الأخيرة، في ظلّ تراجع إنتاجها خلال العقود الأخيرة نتيجة عوامل عدة، بما في ذلك اختناق سلاسل الإمدادات وتشديد اللوائح المنظمة لعمليات التنقيب في المنطقة.
ويأتي منشور ترمب في إطار رده على تقرير تناول خٌطط أباتشي (Apache)، وهي الوحدة التابعة لشركة إنتاج النفط والغاز الأميركية إيه بي إيه كورب (APA Corp) بشأن التخارج من عملياتها في بحر الشمال بحلول نهاية عام 2029.
وتتوقع أباتشي أن ينخفض إنتاجها من بحر الشمال بنسبة 20% على أساس سنوي خلال العام الجاري (2025)، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
زيادة ضرائب الأرباح
خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي قالت الحكومة البريطانية إنها ستعمل على زيادة ضريبة الأرباح المفروضة على شركات النفط والغاز في بحر الشمال من 35% إلى 38%، وستمدد الضريبية بواقع عام واحد.
وترغب الحكومة البريطانية في استعمال الإيرادات من قطاع النفط والغاز في بحر الشمال لجمع الأموال وتوجيهها لصالح تطوير مشروعات الطاقة المتجددة.
وتستهدف بريطانيا إزالة الانبعاثات الكربونية من قطاع الطاقة لديها بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، ما سيعني خفض اعتمادها على محطات الكهرباء العاملة بالغاز وتسريع زيادة سعة الطاقة المتجددة.
ولطالما حذّرت شركات النفط والغاز في بحر الشمال من أن ارتفاع ضريبة الأرباح المفروضة عليها من شأنها أن تؤدي إلى هبوط حاد في الاستثمارات، قائلة إنها تُسهم في تسريع وتيرة تخارجهم من حوض بحر الشمال قبل تطبيق الزيادات الجديدة المرتقبة.
وترغب شركة هاربر إنرجي، وهي أكبر منتج للنفط والغاز في بحر الشمال، في بيع حصصها بحقول النفط المنتشرة بالمنطقة، وهي تحيي خُططًا بشأن إدراجها في الولايات المتحدة الأميركية.
وسبق أن أنهت شركة الطاقة الأميركية إكسون موبيل تخارجها من منطقة بحر الشمال خلال يوليو/تموز (2024)، وفق تقارير رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
تطوير مزرعة رياح
شهد بحر الشمال تطوير مزرعة رياح ضخمة بوساطة بريطانيا وبلدان أوروبية أخرى، غير أن قطاع الرياح البحرية المتسارع النمو قد مر بسنوات قليلة غاية في الصعوبة، نتيجة التكاليف المرتفعة بسبب مشكلات تقنية وأخرى متعلقة بسلاسل الإمدادات إلى جانب أسعار الفائدة المرتفعة؛ ما دفع العديد من الدول إلى مراجعة استثماراتها في تلك الصناعة النظيفة.
وتُعيد شركات النفط والغاز في بحر الشمال النظر في استثماراتها بطاقة الرياح البحرية، أو التعرض لانخفاض قيمتها نتيجة ارتفاع تكلفة تطوير مزارع الرياح التي قد تبعد أكثر من 100 كيلومتر (62 ميلاً) عن الشاطئ.
وقلّصت شركة الطاقة الدنماركية أورستد، وهي أكبر مطور لمزارع الرياح البحرية في العالم، مستهدفاتها بشأن استثماراتها وسعتها في العام الماضي.
موضوعات متعلقة..
- منصات النفط والغاز في بحر الشمال تشهد أكبر إضراب في تاريخها
- حقول النفط والغاز في بحر الشمال تترقب خطوات حاسمة خلال 2023
- تحديات تهدد مشروعات النفط والغاز في بحر الشمال
اقرأ أيضًا..
- حقل أبو جابرة في السودان.. حكاية اكتشاف نفطي عمره 46 عامًا
- حصاد وحدة أبحاث الطاقة.. تغطية عربية وعالمية لأحداث 2024 وتوقعات 2025
- محطة طاقة شمسية ضخمة تدعم إنتاج الكهرباء في مصر.. قريبًا
المصادر: