أسعار النفط في الشرق الأوسط تلامس مستويات نادرة.. 3 دول عربية أبرز الرابحين
محمد عبد السند
قفزت أسعار النفط في الشرق الأوسط بدعم من شُح إمدادات الخام الآتية من روسيا وإيران، وفق آخر تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ولامست أسعار بعض أنواع الخام الشرق أوسطية مستوياتٍ نادرةً تجاوزت نظيراتها الخاصة بمزيج خام برنت القياسي العالمي.
فقد تخطت أسعار العقود الآجلة لخام مربان الإماراتي -على سبيل المثال- خام برنت خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول (2024)، وهو ما انطبق كذلك على الخام العماني.
واستعادت السعودية بعضًا من الحصة السوقية التي كثيرًا ما هيمنت عليها موسكو بدعم من ارتفاع صادرات المملكة من الخام، كما هبطت مبيعات الخام الروسية في الشرق الأوسط، وهي أهم منطقة مستوردة للنفط الخام في العالم، وسط تراجع المشتريات من قِيل السوقين الرئيستين لموسكو، وهما الصين والهند.
طلب قوي
شكّل ارتفاع أسعار النفط في الشرق الأوسط قفزة، خلال الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر/كانون الأول المنصرم، مدعومًا بالطلب القوي من مصافي التكرير الآسيوية، بعدما تراجعت إمدادات الخام الآتية من إيران وروسيا، وأصبحت أعلى تكلفة.
وارتفع سعر خام عمان ودبي، كما تجاوزت أسعار العقود الآجلة لخام مربان، نظيرتها الخاصة بخام برنت خلال الشهرين الأخيرين من العام المنصرم.
وارتفعت أسعار النفط في الشرق الأوسط بفضل الزيادة في الطلب من الصين والهند، والعطاءات النشطة المقدمة بوساطة شركات كبرى مثل توتال إنرجي، وفقًا لتصريحات تجار، تابعتهم منصة الطاقة المتخصصة.
وبينما بدأت السوق على ارتفاع هادئ خلال شهر يناير/كانون الثاني الحالي، قال تجار إنه لا يزال من المبكر جدًا الحكم على أسعار النفط في الشرق الأوسط، مشيرين إلى أنه من الممكن تكثيف وتيرة العطاءات المقدمة خلال الشهر الحالي.
كما ينتظر التجار أسعار البيع الرسمية المحددة بوساطة كبار منتجي الخام في المنطقة أمثال أرامكو السعودية، والتي سترسم، إلى حد كبير، ملامح شراء الوقود الإستراتيجي.
النفط الروسي والإيراني
تعطّلت تدفقات النفط الروسي والإيراني جراء سلسلة من العقوبات الموسعة المفروضة على موسكو وطهران بوساطة الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، في حين واجهت موسكو ضغوطًا متزايدة لدفعها إلى الالتزام بمستهدفات الإنتاج المحددة بوساطة تحالف أوبك+.
وانخفضت إمدادات النفط الروسية في ضوء تراجع صادرات الخام الآتية بحرًا من موسكو التي تعرضت لضغوط متنامية للالتزام بحصتها في أوبك+ بوصفها عضوة في التحالف الذي يستهدف دعم أسعار النفط وتحقيق الاستقرار في معادلة العرض والطلب العالمية.
إلى جانب ذلك كان للعقوبات المغلظة التي استهدفت أسطول ناقلات الظل الروسي دور في تقليص حجم الإمدادات الآتية من موسكو.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأت الولايات المتحدة في تشديد العقوبات على الكيانات والسفن التي تنقل النفط الإيراني.
وقبل شهرين، حددت وزارة الخزانة ووزارة الخارجية الأميركية عدة شركات مقرها سورينام والهند وماليزيا والصين، بسبب "انخراطها عن قصد في معاملات ضخمة شمات شراء أو اقتناء أو بيع أو نقل أو حتى تسويق النفط أو المنتجات النفطية من إيران".
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إن العقوبات الجديدة التي تفرضها واشنطن على إيران "تشتمل على إجراءات تستهدف ما يُطلق عليه أسطول الشبح الذي يحمل النفط الإيراني غير المشروع إلى المشترين في جميع أنحاء العالم"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
خاما عمان والإمارات
أحيانًا كان من الممكن أن تشهد أسعار خامي عمان ومربان الإماراتي تذبذبًا دراماتيكيًا خلال الجلسات الأخيرة من تداولات كل شهر نتيجة انخفاض الأحجام، على الرغم من أنها كانت تمضي في مسار صعودي قبل هذا التوقيت؛ ما يسلط الضوء على قوة السوق.
وفي أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول (2024)، جرى تسعير العقود الآجلة لخام عمان في بورصة الخليج التجارية والكميات الجزئية من خام دبي عند دولار واحد أو أكثر فوق خام برنت، مقارنة بالخصم المعتاد للنفط الخفيف والحلو.
ويُتَداول خام إسبو الروسي المنقول إلى الصين مؤخرًا عند سعر أعلى من خام برنت بواقع دولارين أساس التسليم، صعودًا من سعر يتراوح بين 80 سنتًا و1.50 دولارًا للبرميل خلال الشهرين الماضيين.
في الوقت نفسه أعربت شركات التكرير الهندية عن مخاوفها إزاء قلة العروض المقدمة لشراء خام الأورال الروسي؛ ما دفع مصفاة واحدة على الأقل من البلد الآسيوي إلى البحث عن بدائل.
كما انخفض مستوى توافر إمدادات الخام الإيرانية الواصلة إلى مشترين صينيين خلال الأسابيع الأخيرة، مع تسعير شحنات الخام الإيراني الخفيف عند خصم يصل إلى 1.50 دولارًا للبرميل، فوق مستوى خام برنت، مقارنة بخصم تراوح بين دولارين و3 دولارات في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
موضوعات متعلقة..
- أسعار النفط ترتفع 2%.. وخام برنت لشهر مارس قرب 76 دولارًا - (تحديث)
- أسعار النفط في 2024.. تقلبات محدودة وسط تباطؤ الطلب وتخفيضات أوبك+
- أوبك+ يتصدر أبرز الرابحين في عام 2024.. والجزائر ومصر بالقائمة
اقرأ أيضًا..
- حقل أبو جابرة في السودان.. حكاية اكتشاف نفطي عمره 46 عامًا
- حصاد وحدة أبحاث الطاقة.. تغطية عربية وعالمية لأحداث 2024 وتوقعات 2025
- محطة طاقة شمسية ضخمة تدعم إنتاج الكهرباء في مصر.. قريبًا
المصدر:
1.ارتفاع أسعار النفط في الشرق الأوسط بدعم من خفض الإمدادات الروسية والإيرانية من بلومبرغ.