التغير المناخيأخبار التغير المناخيرئيسية

محارق المخلفات في المملكة المتحدة تثير الغضب ضد حكومة ستارمر

التلوث الناجم عن توليد الطاقة منها يعادل محطات الفحم

حياة حسين

أثارت محارق المخلفات في المملكة المتحدة ثورة احتجاجات هائلة ضد حكومة حزب العمال بقيادة كير ستارمر، بسبب مخاوف من ارتفاع مستويات التلويث الناجم عنها، إضافة إلى أنها تقوّض واحدًا من أهم الأهداف المناخية، وهو التحول إلى الاقتصاد الدائري.

وترتمي حكومة ستارمر، التي فازت بالسلطة هذا العام، بكل ثقلها في أحضان الطاقة المتجددة؛ كونها الطريق الأهم إلى تحقيق أهداف الحياد الكربوني وحماية المناخ، ما يثير الدهشة حول هذا العدد الضخم من محارق النفايات، التي حصلت على ترخيصات جديدة ببدء البناء.

ويبلغ عدد محارق المخلّفات في المملكة المتحدة حاليًا 50 محرقة، في حين أشارت بيانات إلى أن هناك 41 محرقة جديدة حصلت على تراخيص تخطيط، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتعمل تلك المحارق على حرق مخلّفات المنازل والأنشطة التجارية؛ ما يعني كميات هائلة من البلاستيك التي تُصدر كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكربون عند حرقها.

27 محرقة تحصل على موافقة بيئية

حصلت 27 محرقة مخلّفات من بين 41 محرقة مخطط بناؤها في المملكة المتحدة لتوليد الطاقة على ترخيص بيئي، وبدأ بعضها بتنفيذ المنشآت الخاصة، في أكثر المناطق المحرومة من الكهرباء، ومن المتوقع أن تعمل محارق المخلّفات الجديدة على حرق أكثر من 500 ألف طن سنويًا.

ونظرًا إلى أن هذا النوع من الطاقة الأكثر تلويثًا للبيئة، ثارت احتجاجات عارمة من المجتمعات المحيطة، ويريد قادة الحملات المعارضة من حكومة كير ستارمر إلغاء تراخيص المحارق التي لم تبدأ العمل، ومنع أيّ مشروعات جديدة.

وقال عضو شبكة "يو كيه ويزوت إنسينراشن" التي أحصت الترخيصات الجديدة لمحارق المخلّفات، شلومو دوين: "هناك عدد كبير من محارق المخلّفات في المملكة المتحدة تنتشر في أنحاء البلاد، ما يعني أن هناك كميات كبيرة من المخلّفات تُحرَق، بدلًا من إعادة تدويرها أو تحويلها إلى سماد".

وأضاف: "كل طن من مخلّفات البلاستيك سيُحرَق يُصدر أكثر من طنَّين من ثاني أكسيد الكربون، ويندمج مع الأكسجين في الهواء، وهو ما يجعل المحارق مصدرًا رئيسًا لغازات الاحتباس الحراري"، وتابع أن هناك مخاوف من تأثير تلويث الهواء في صحة الناس، دون مبرر.

وتشير أحدث البيانات إلى أن 12.1 مليون طن من المخلّفات حُرقت في المملكة المتحدة في العام المالي 2022-2023، وهي تمثّل 49% من إجمالي المخلّفات.

موقع لجمع المخلفات في المملكة المتحدة
موقع لجمع المخلّفات في المملكة المتحدة - الصورة من بي بي سي

كارثة مناخية

تقوم محارق المخلفات في المملكة المتحدة بحرق نحو نصف النفايات التي يلقيها البريطانيون في المكبات، ما يعني أن حصول عدد كبير من المشروعات على تراخيص جديدة سيزيد هذه الكمية أكثر من 50% مستقبلًا.

ويقوّض ذلك طموح حكومة حزب العمال المستهدفة تحقيق الاقتصاد الدائري، الذي يعمل على خفض المخلّفات وإعادة تدوير المنتجات وتمديد أعمارها.

ويُحذّر العلماء من محارق المخلّفات، ويصفونها بـ"الكارثة" بحقّ المناخ، وقال محللون لإذاعة "بي بي سي" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن انبعاثات حرق المخلّفات تعادل الكميات نفسها من وحدات توليد الكهرباء بحرق الفحم، التي تخلصت البلاد من آخر محطاتها بعد ما يقارب من 100 عام من العمل في سبتمبر/أيلول الماضي.

ولهذه الأسباب حظرت إسكتلندا وويلز بناء محارق مخلّفات جديدة بسبب المخاوف البيئية، كما تعهَّد حزب المحافظين في الانتخابات العامة بمنع أيّ مشروع جديد من البناء.

ومن المتوقع أن تعلن الحكومة قيودًا جديدة على محارق المخلّفات في المملكة المتحدة، اليوم الإثنين 30 ديسمبر/كانون الأول 2024.

ووفق خطة محارق المخلفات في المملكة المتحدة، تقع بعضها في دورزت وويلتشير، وكامبريدجشاير، وويست يوركشاير، كما حصل العديد من المشروعات على موافقات البناء في شمال شرق إنجلترا.

وفي الصيف الماضي، كتب المستشار المستقل لمجلس ريدكار وكليفلاند، تريستان ليرويد، إلى وزير الطاقة إيد ميليباند، يدعوه إلى منع تنفيذ مخطط لإقامة محارق مخلّفات في منطقة جرينجتاون برايري في تيسايد.

وردّت وزارة الطاقة بأن الأمر متروك "لسلطات التخطيط المحلية للنظر في احتياجاتها من القدرة على معالجة النفايات ضمن المستوى المحلي ووضع تدابير السياسة الوطنية في الحسبان".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

حزب العمال تحت خط النار بسبب أكثر من 40 محرقة مخلفات لـ "الغسل الأخضر" من صحيفة الغارديان.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق