قطاع الغاز العربي في 2024.. السعودية تقود الاكتشافات و3 دول تبرم صفقات تصدير
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
واصل قطاع الغاز العربي في 2024 تحقيق المزيد من الاكتشافات الضخمة؛ ما يدعم تصدُّر المنطقة سوق الطاقة العالمية، بخاصة مع نجاح دولها -أيضًا- في توقيع مزيد من الصفقات طويلة الأجل لتصدير الغاز.
وجاءت كل من السعودية والكويت وقطر على رأس الدول العربية التي عثرت على مكامن جديدة للغاز تدعم الاحتياطيات والإنتاج، بالإضافة إلى مصر والإمارات، وفق ملف الحصاد السنوي لعام 2024 الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وبفضل الاكتشافات الكبيرة المستمرة في السعودية وقطر، من المتوقع ارتفاع إنتاج الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط، ليصل إلى 1.165 تريليون متر مكعب بحلول عام 2050، مقابل أقل 700 مليار متر مكعب حاليًا.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع زيادة إنتاج الغاز غير التقليدي في الشرق الأوسط بقيادة كل من سلطنة عمان والسعودية والإمارات، خاصة من حقل الجافورة السعودي ذي الاحتياطيات الكبيرة.
السعودية تتصدر اكتشافات قطاع الغاز العربي في 2024
تصدرت السعودية اكتشافات قطاع الغاز العربي في 2024، بعد عثورها على المزيد من حقول الغاز في الربع الخالي، بالإضافة إلى الغاز المصاحب من حقول نفط مكتشفة، فضلًا عن نجاحها في رفع احتياطيات حقل الجافورة.
شهد 2024 نجاح شركة أرامكو في إضافة كميات كبيرة من الغاز تبلغ 15 تريليون قدم مكعبة قياسية إلى الاحتياطيات المؤكدة بحقل الجافورة للغاز غير التقليدي، لتصل احتياطياته إلى 229 تريليون قدم مكعبة، و75 مليار برميل من المكثفات.
كما عثرت المملكة على حقل الجهق بعد أن تدفَّق الغاز من مكمن "العرب-ج" بمعدل 5.3 مليون قدم مكعبة يوميًا، و مكمن "العرب-د" بنحو 1.1 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وتوصلت -أيضًا- إلى اكتشاف حقل "الكتوف" مع تدفُّق الغاز من بئر (الكتوف-1) بمعدل 7.6 مليون قدم مكعبة يوميًا، وعثرت على مكمن "حنيفة" في حقل "عسيكرة"، بعد أن تدفّق الغاز في بئر (عسيكرة-6) بـ4.9 مليون قدم مكعبة يوميًا، ومن مكمن "الفاضلي" بمعدل 0.6 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وتوصلت كذلك إلى حقول نفط تحتوي على الغاز المصاحب بمعدل تدفُّق يومي، وفقًا للأرقام التالية:
- بئر "لدام-2": 4.9 مليون قدم مكعبة
- حقل "الفروق": 3.79 مليون قدم مكعبة
- مكمن بحقل "مزاليج": 0.7 مليون قدم مكعبة
ويرصد الإنفوغرافيك التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أبرز اكتشافات النفط والغاز في الدول العربية خلال 2024:
وامتدّت الاكتشافات إلى الكويت، التي أعلنت عثورها على كميات ضخمة من النفط الخفيف عالي الجودة والغاز الطبيعي في حقل النوخذة، إذ تشير التقديرات الأولية إلى احتوائه على 3.2 مليار برميل من النفط المكافئ، منها 5.1 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز.
كما انضمت قطر إلى اكتشافات قطاع الغاز العربي في 2024، بعد عثورها على احتياطيات إضافية في حقل الشمال تُقدَّر بنحو 240 تريليون قدم مكعبة.
بينما توصلت إمارة الشارقة في دولة الإمارات إلى اكتشاف غاز جديد بحقل "هديبة"، بكميات وُصِفت بأنها اقتصادية ومبشّرة، تسهم في زيادة احتياطيات قطاع الغاز العربي في 2024.
كما عثرت مصر على كميات غاز بمنطقة حقول أبوقير البحرية على يد شركة إنرجيان (Energean)، إذ اكتشفت طبقتين حاملتين للغاز، بمعدل إنتاج يُقدَّر بنحو 15 مليون قدم مكعبة يوميًا، إلى جانب المكثفات.
ويشار إلى أن للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) 5 اكتشافات باحتياطيات 1.3 تريليون قدم مكعبة غاز و30 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات، خلال العام المالي المنتهي في 30 يونيو/حزيران 2024.
وفي الأردن، أُعلِن اكتشاف ضخم في حقل الريشة بكمية 11.99 تريليون قدم مكعبة، ويمكن استخراج 4.67 تريليون قدم مكعبة منه، وذلك في التقدير المتوسط.
صفقات قطاع الغاز العربي في 2024
شهد قطاع الغاز العربي في 2024 توقيع العديد من صفقات التصدير إلى السوق العالمية، بقيادة قطر من مشروع توسعة حقل الشمال، والإمارات من مشروع الرويس منخفض الانبعاثات، بالإضافة إلى سلطنة عمان.
- الإمارات
واصلت الإمارات خلال العام توقيع المزيد من صفقات طويلة الأجل تصل إلى 15 عامًا لتصدير الغاز المسال منخفض الانبعاثات من مشروع الرويس، المتوقع أن يبدأ التشغيل في 2028.
ونجحت البلاد في تأمين بيع أكثر من 8 ملايين طن سنويًا من سعة المشروع البالغة 9 ملايين طن سنويًا، إذ وقّعت الصفقات الجديدة خلال 2024 مع:
- شركة سيفي الألمانية: مليون طن سنويًا
- مؤسسة النفط الهندية المحدودة: مليون طن سنويًا
- شركة بتروناس الماليزية: مليون طن سنويًا
- شركة شل: مليون طن سنويًا
- شركة "أوساكا غاز" اليابانية: 800 ألف طن سنويَا
- شركة إنرجي بادن فورتمبيرغ الألمانية: 600 ألف طن سنويًا
- شركة "ميتسوي وشركاه" اليابانية: 600 ألف طن سنويًا
- شركة "إن. بي. دبليو إنرجي" الألمانية: 600 ألف طن سنويًا
ويستعرض الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، صفقات الغاز المسال الموقّعة لمشروع الرويس الإماراتي:
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وقّعت شركة أدنوك الإماراتية اتفاقية مدّتها 10 سنوات مع شركة "غايل" المحدودة، متضمنةً تصدير 520 ألف طن سنويًا من منشأة تسييل الغاز الطبيعي في جزيرة داس، إلى الهند، بدءًا من عام 2026.
- سلطنة عمان
شهد قطاع الغاز العربي في 2024 -أيضًا- توقيع سلطنة عمان 5 صفقات تصديرية، ومنها اتفاق مع شركة سيفي لتزويد ألمانيا بنحو 400 ألف طن سنويًا من الغاز المسال ابتداءً من 2026.
كما وقّعت صفقة غاز مسال ثانية لمدة 10 سنوات، تبدأ من 2025، مع شركة جيرا، وتتضمن توريد نحو 0.8 مليون طن سنويًّا من الغاز المسال لصالح الشركة اليابانية.
وشهدت السلطنة خلال 2024 توقيع اتفاقية بيع وشراء مكملة لاتفاقيتين وُقِّعَتا في العام السابق له مع شركة شل للتجارة (الشرق الأوسط)، وتتضمن حصولها على 1.6 مليون طن سنويًا من الغاز المسال العماني، وتمتد لـ10 سنوات بدءًا من عام 2025.
وفي أبريل/نيسان، وقّعت الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال اتفاقية بيع وشراء مع شركة بوتاش التركية، وتتضمن توريد نحو 1 مليون طن سنويًا إلى تركيا لمدة 10 سنوات، بدءًا من عام 2025.
بينما وقّعت السلطنة الصفقة الخامسة لها خلال عام 2024 مع شركة كانساي إلكتريك باور اليابانية، وتشتمل على 0.4 مليون طن سنويًا من الغاز المسال العماني على مدار 4 سنوات، بدءًا من عام 2026.
- قطر
من أبرز الصفقات التي شهدها قطاع الغاز العربي في 2024 توقيع صفقة غاز مسال ضخمة لمدة 15 عامًا بين مؤسسة البترول الكويتية وشركة قطر للطاقة، وهي الثانية من نوعها بين البلدين، وبموجبها تستورد الكويت نحو 3 ملايين طن من الغاز المسال.
على صعيد تأمين بيع غاز توسعة حقل الشمال القطري، وقّعت الدوحة صفقة مع شركة شل، تزوّد بموجبها الصين بـ3 ملايين طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال، بدءًا من مطلع عام 2025.
كما شهد قطاع الغاز العربي في 2024 توقيع شركة قطر للطاقة اتفاقيتين مع مؤسسة سي بي سي تايوان (CPC Corporation Taiwan) لتصدير الغاز المسال على مدى 27 عامًا، تتضمنّان تصدير 4 ملايين طن من الغاز المسال سنويًا من مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي إلى الشركة التايوانية.
في فبراير/شباط 2024، أبرمت قطر للطاقة اتفاقية مع شركة بترونت للغاز الطبيعي المسال المحدودة، تتضمن توريد 7.5 مليون طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال إلى الهند، بدءًا من مايو/أيار 2028.
وأخيرًا، شهد قطاع الغاز العربي في 2024 توقيع شركة سوناطراك الجزائرية اتفاقية جديدة بهدف زيادة صادراتها من الغاز إلى سلوفينيا، عبر خط أنابيب الغاز الطبيعي الذي يربط الجزائر مع إيطاليا.
الخلاصة..
واصلت السعودية خلال 2024 العثور على مكامن جديدة للغاز الطبيعي، ومنها زيادة احتياطيات حقل الجافورة الضخم، لتتصدّر الدول العربية في الاكتشافات المحققة خلال العام.
كما شهد العام عقد صفقات تصدير للغاز المسال بعقود طويلة الأجل، بقيادة الإمارات التي نجحت في تأمين الغاز المنتج من مشروع مشروع الرويس، وتليها عُمان وقطر.
يمكنكم متابعة المزيد من حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2024 عبر الضغط (هنا)، كما يمكن الاطّلاع على حصاد عام 2023 (هنا).
المصادر:
- اكتشافات النفط والغاز في السعودية من وزارة الطاقة
- صفقات قطاع الغاز العربي في 2024 من بيانات الشركات ومنصة الطاقة المتخصصة