تخطط إحدى الدول للاستعانة بمحطات كهرباء عائمة في إطار مساعيها لدعم قطاع الطاقة في سوريا، والإدارة الجديدة عقب الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.
وتعرّض قطاع الطاقة السوري لأضرار بالغة منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، وتعد الكهرباء من العناصر الأساسية للحفاظ على الحياة واستمرارها وعودتها إلى طبيعتها في سوريا.
وكشفت شركة كارباورشيب التركية المالكة لأسطول من محطات كهرباء عائمة منتشرة حول العالم عن أن محطات الشركة هي أحد البدائل العديدة التي تُقَيَّم لتوفير الكهرباء في سوريا.
وقالت كارباورشيب، في بيان اطلعت عليه منصة الطاقة، اليوم الإثنين 30 ديسمبر/كانون الأول (2024): "تُقَيِّم تركيا الكثير من بدائل إنتاج الكهرباء في سوريا.. نحن أحد البدائل".
الكهرباء في سوريا
أكدت الشركة المالكة لأسطول من محطات كهرباء عائمة في العالم، وجود محادثات بين أنقرة ودمشق حاليًا لتقييم بدائل دعم قطاع الكهرباء في سوريا، ومن السابق لأوانه الكشف عن أي تفاصيل هذه المرحلة".
ومنذ أن أطاحت جبهة النصرة المدعومة من تركيا ببشار الأسد بعد حرب أهلية استمرت 13 عامًا، جرت محادثات بين الإدارة الجديدة وأنقرة بشأن إمدادات الكهرباء.
وأعلن وزير الطاقة ألب أرسلان بيرقدار، اليوم الإثنين 30 ديسمبر/كانون الأول، أن تركيا مستعدة لتصدير الكهرباء إلى سوريا.
وبالإضافة إلى توفير الكهرباء من الشبكة بين البلدين، لدى تركيا أيضًا خيار استعمال السفن ذات محطات الكهرباء العائمة، والمعروفة باسم سفن الكهرباء.
وتنتج شركة كارباورشيب التابعة لشركة كارادينيز القابضة الكهرباء لما لا يقل عن 12 دولة في أفريقيا وأميركا الجنوبية من خلال سفنها الراسية في موانيها.
وتبلغ قدرة أكبر سفن الشركة 470 ميغاواط، أي أكثر من 10% من الكهرباء المركبة المقدرة في سوريا، لكن هناك حاجة إلى أن تتمتع المواني بقدرة نقل الكهرباء اللازمة لتوصيل السفن.
كانت قدرة الكهرباء في سوريا تبلغ نحو 9000 ميغاواط في عام 2012، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، وأدت الحرب الأهلية التي استمرت 13 عامًا لتدمير 15 من أصل 39 محطة للكهرباء بالكامل وتضرر 10 محطات جزئيًا، في حين تم تعطيل أكثر من نصف البنية التحتية للكهرباء وخطوط النقل في البلاد.
وتقدر الأضرار التي لحقت بقطاع الكهرباء السوري بنحو 40 مليار دولار من التكاليف المباشرة و80 مليار دولار من التكاليف غير المباشرة.
تزويد سوريا ولبنان بالكهرباء
قال ألب أرسلان بيرقدار إن تركيا مستعدة لتزويد سوريا ولبنان بالكهرباء، وإن فريقًا من المسؤولين الحكوميين موجود بالفعل في سوريا لبحث كيفية حل مشكلات الطاقة لديها.
وأعادت تركيا فتح سفارتها في دمشق وأجرت بالفعل اتصالات رفيعة المستوى مع الزعيم الفعلي الجديد أحمد الشرع.
وقال بيرقدار للصحفيين في مدينة سانليورفا بجنوب شرق تركيا: "ربما تُوَفَّر الكهرباء التي تحتاج إليها سوريا ولبنان في البداية عن طريق تصديرها من تركيا، وبالطبع يمكننا رؤية الصورة أكثر قليلًا بعد رؤية الوضع في شبكة النقل".
ووصل وفد وزارة الطاقة التركية إلى دمشق، يوم السبت الماضي؛ لمناقشة التعاون المحتمل في مجال الطاقة بما في ذلك نقل الكهرباء لتخفيف نقص إمدادات الطاقة.
وقال بيرقدار إن الكهرباء التي كانت تنتجها سوريا قبل الحرب تبلغ 8500 ميغاواط انخفضت إلى نحو 3500 ميغاواط حاليًا.
وأضاف "أن الغالبية العظمى من السوريين يلبون احتياجاتهم من الكهرباء باستعمال المولدات، لذلك هناك بالفعل حاجة ماسة للغاية للكهرباء"، مضيفًا أن فريق الوزارة يبحث في كيفية استعمال موارد النفط والغاز الطبيعي في سوريا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن أنقرة ستفعل كل ما هو ضروري لإعادة إعمار سوريا؛ إذ توفر تركيا حاليًا الكهرباء لبعض أجزاء شمال سوريا.
ودفعت قدرات توليد الكهرباء في سوريا الضعيفة إلى السعى نحو استغلال الطاقة المتجددة؛ إذ أسفر مشروع قانون استغلال مصادر الطاقة المتجددة لعام 2021، الذي يهدف إلى استغلال إمكانات البلاد من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، عن توليد 100 ميغاواط من خلال قدرتها على توليد الطاقة الشمسية.
موضوعات متعلقة..
- إيران تعد بإنقاذ قطاع الكهرباء في سوريا.. وتحدد أسباب صعوبة "الربط" معها
- الكهرباء في سوريا تترقب الدعم الروسي لإعادة تأهيل المحطات
اقرأ أيضًا..
- قدرات الطاقة النووية تسجل طفرة خلال 2024.. ماذا حدث في مصر والإمارات؟
- بنود صفقة الغاز التركمانستاني إلى العراق.. وردود رسمية لأول مرة (مقال)
- شحنة غاز مسال عالقة في البحر تبحث عن مشترين منذ 4 أشهر
المصادر..
- كارباورشيب التركية تسعى لتزويد سوريا بالكهرباء من رويترز
- تركيا مستعدة لتزويد سوريا ولبنان بالكهرباء من رويترز
- سوريا تعطي الأولوية لإنتاج الطاقة في المرحلة الجديدة من وكالة الأناضول