غازتقارير الغازرئيسية

خبير: نقص الغاز في مصر قد يدفع لعودة تخفيف الأحمال خلال صيف 2025

داليا الهمشري

ما تزال أزمة نقص الغاز في مصر تلقي بظلالها على قطاع الطاقة في ظل انخفاض معدل الإنتاج إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من 7 أعوام، وسط توقعات بعودة تخفيف الأحمال خلال الصيف المقبل (2025) إذا لم تتحرك الحكومة مبكرًا لتوفير بدائل مناسبة.

إذ تُقدَّر الفجوة اليومية بين الإنتاج والاستهلاك بـ3 مليارات قدم مكعبة بعد انخفاض إنتاج الغاز الطبيعي في مصر إلى 4.48 مليار قدم مكعبة يوميًا في سبتمبر/أيلول الماضي.

بينما يتراوح متوسط الاستهلاك ما بين من 7.2 إلى 7.4 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال أشهر الصيف، وفقًا للبيانات الرسمية التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويرجع العجز الذي يشهده قطاع الغاز في مصر إلى التناقص الكبير في إنتاج حقل ظهر (أكبر الحقول المصرية)، وانخفاض إنتاج حقل ريفين التابع لشركة النفط البريطانية بي بي (ثاني أكبر شركة في البلاد) إلى النصف خلال الأشهر الـ18 الماضية.

وقد يهدد هذا العجز بعودة خطة تخفيف أحمال الكهرباء لمدة ساعتين يوميًا خلال أشهر الصيف المقبل، لا سيما في ضوء عدم دخول أيّ حقول جديدة إلى مرحلة الإنتاج، وعدم إعلان تعاقدات طويلة الأمد لاستيراد الغاز المسال.

ويوضح الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، إنتاج مصر من الغاز الطبيعي شهريًا بين عامي 2022 و2024، مع ملاحظة أن مليار متر مكعب يعادل 35.3 مليار قدم مكعبة:

انفوجراف يوضح إنتاج مصر من الغاز ما بين عامي 2022و2024

معضلة الطاقة

يقول الخبير الاقتصادي، النائب السابق في البرلمان المصري الدكتور محمد فؤاد، إن معضلة الطاقة التي تعاني منها البلاد -حاليًا- قد تدفع الحكومة إلى زيادة مستوى الإنفاق على استيراد الغاز، والذي يمكن أن يؤثّر بالتبعية في التدفقات الدولارية وتوافر الدولار عمومًا.

بينما حذَّر من أن يتسبب عدم التوسع في الإنفاق على استيراد الغاز إلى تأزُّم قطاع الطاقة وعدم سدّ العجز، مما سيجدد أزمة تخفيف الأحمال مرة أخرى خلال صيف 2025، وسيقتصر توفير الغاز على الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة.

وأضاف الدكتور محمد فؤاد -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة- أن نمو معدل الاستيراد سيؤدي بالضرورة إلى تحريك في أسعار الطاقة.

وردًا على سؤال من منصة الطاقة، إذا ما كان رفع الدعم عن الوقود سيحفّز الاستثمار في قطاع الطاقة، أوضح فؤاد أن هذه الخطوة من شأنها تحسين وضع المالية العامة للبلاد، وتقليل فرص التعرض للصدمات الخارجية، مشيرًا إلى أن فكرة التسعير الشهري أو الربع سنوي يمكنها أن تفي بهذا الغرض.

ويوضح الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، استهلاك مصر من الغاز في توليد الكهرباء والتدفئة:

انفوجراف يوضح استهلاك مصر من الغاز في توليد الكهرباء والتدفئة

تخفيف الأحمال في مصر

توقّع الدكتور محمود فؤاد أن تلجأ الحكومة إلى تخفيف الأحمال في صيف 2025 إذا فشلت في استيراد 3 مليارات قدم مكعبة من الغاز في ذروة الاستهلاك، لا سيما أن الحلول قصيرة المدى شبه منحصرة في تأمين شحنات إضافية من الغاز الطبيعي المسال.

واستبعد فؤاد أن تعود مصر إلى تصدير الغاز المسال قبل مدة تتراوح ما بين 5 و8 أعوام.

وكان الدكتور محمد فؤاد قد أبرز -خلال سلسلة مقالات نشرتها منصة الطاقة بعنوان "معضلة الغاز في مصر"- أن التضارب في الأرقام والبيانات التي يعلنها المسؤولون في القطاع مع الواقع الفعلي لإنتاج الطاقة في ظل الإشكالات التي تواجه بعض الحقول والشركات الأجنبية، يعقّد إيجاد حلول لأزمة تخفيف الأحمال في المستقبل القريب.

ودعا إلى التركيز على تأمين شحنات جديدة من الغاز بأسعار تنافسية مع تحسين شروط التعاقد، وتحفيز الاستثمارات في القطاع، من خلال تشجيع الشركات الأجنبية على ضخ استثمارات جديدة في التنقيب والإنتاج عبر حوافز اقتصادية واضحة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق