الكهرباء في العراق تفقد 8 آلاف ميغاواط واستمرار انقطاع التيار
بسبب نقص إمدادات الغاز الإيراني
فقدت الكهرباء في العراق أكثر من 8 آلاف ميغاواط من ضاعف من معاناة العديد من المحافظات، مع تراجع إمدادات الغاز الإيراني في ظل أزمة الطاقة التي تواجهها طهران.
وشددت وزارة الكهرباء العراقية على أن عمليات انقطاع التيار ليست بسبب عطل في محطات التوليد، وتقصير في أعمال الصيانة، التي تُنَفَّذ دوريًا من خلال شركات عالمية، وفي مقدمتها سيمنس إنرجي الألمانية وجنرال إلكتريك الأميركية.
وكشفت بيانات، حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تأثُّر المحافظات الوسطى بانقطاع إمدادات الغاز الإيراني أكثر من نظيرتها في الجنوبية، نظرًا لاعتماد الأخيرة على الغاز المنتَج محليًا.
ويعتمد العراق على الغاز الإيراني لتأمين الوقود اللازم لتشغيل نحو 80% من محطات الكهرباء الغازية، والباقي يعتمد على الإنتاج المحلي الذي ما يزال متواضعًا، وسط خطط حكومية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في غضون 3 سنوات.
وقود محطات الكهرباء في العراق
يشكّل تأمين الوقود لمحطات الكهرباء في العراق التحدي الرئيس الذي تعاني منه بغداد، إذ تعمل الحكومة جاهدةً على توفير الوقود البديل من أجل حل أزمة انقطاع التيار.
ووجّه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وزارتَي الكهرباء والنفط بالعمل على تأمين كميات إضافية من "الديزل الأحمر" لمحطات توليد الكهرباء.
وأكد المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى في تصريحات مؤخرًا أن محطات الكهرباء في العراق الجاهزة للعمل ما تزال متأثرة بتوقف الغاز الإيراني بسبب أعمال الصيانة، ما رفع حجم فقد المنظومة إلى 8000 ميغاواط.
ولفت إلى أنه بسبب توقُّف إمدادات الغاز الإيراني، زاد التأثير بوضوح في منظومة الكهرباء وساعات تجهيز التيار، مع تراجع انخفاض لدرجات الحرارة وزيادة الاستهلاك.
وكشف مدير تحرير منصة الطاقة عبدالرحمن صلاح، في مقال له، أنّ تجدُّد أزمة الكهرباء في العراق كان مفاجئًا، ودون أيّ ترتيبات مسبقة، حينما أبلغت إيران العراق يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني بوقف ضخ الغاز لمدة 15 يومًا، نظرًا لأعمال صيانة، لكن في الحقيقة هذا ادّعاء، وليس السبب الحقيقي.
اقرأ أيضًا..أزمة الكهرباء في العراق.. إيران تتلاعب ببغداد وهذه هي الأدلة (مقال)
وأشار إلى أن السبب الحقيقي وراء انقطاع إمدادات الغاز الإيراني هو نقص الوقود في طهران، مع الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، وزيادة الحاجة إلى التدفئة، مع عدم تلبية الإنتاج المحلي للزيادة في الاستهلاك، بل وصل الأمر إلى درجة قطع الكهرباء لعدّة ساعات يوميًا.
الغاز في العراق
أكد المتحدث باسم وزارة الكهرباء أن هناك تنسيقًا مع وزارة النفط التي تعمل على استغلال الغاز الوطني وتأهيل حقول الغاز في العراق، وكذلك تأمين إمدادات الوقود البديل عن توقُّف الغاز الإيراني.
عملت الحكومة منذ بداية تشكيلها برئاسة محمد السوداني على استغلال الغاز الوطني من أجل خفض نفقات استيراد الغاز عبر الاستغلال الأمثل للغاز المصاحب لتأمين احتياطيات محطات الكهرباء.
وتعمل وزارة الكهرباء في العراق على وضع خطط لمواجهة ذروة الأحمال الشتوية وتحسين استقرار المنظومة، من خلال تأمين وقود بديل عن الغاز الإيراني.
وتعمل الوزارة على تنفيذ خطط شاملة لمواجهة ذروة الأحمال في فصل الشتاء، في ظل انخفاض درجات الحرارة وزيادة الطلب على الكهرباء.
وتعتمد خطط العراق على محورين رئيسين تتضمن الخطة الطارئة التي تهدف إلى مواكبة ذروة الأحمال الشتوية من خلال صيانة الوحدات التوليدية وبرمجة تشغيلها، لضمان استقرار المنظومة الكهربائية.
وتشمل الخطة الإستراتيجية مشروعات طويلة الأمد تهدف إلى تنويع مصادر الكهرباء، مثل مشروعات الربط الكهربائي، والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وتدوير النفايات، بالإضافة إلى تطوير منظومات التبريد لتحسين كفاءة محطات الإنتاج.
اقرأ أيضًا..
- تطور إنتاج النفط السوري.. تاريخ طويل من التحديات والتحولات
- قدرة الطاقة الحرارية الأرضية في أفريقيا قد تصبح الأكبر عالميًا بقيادة 4 دول
- بعد تهديدات ترمب.. الاتحاد الأوروبي يختار بين النفط والغاز الأميركيين أو الجمارك (مقال)