بيع بي بي البريطانية.. هل تفتح شركات الطاقة الخليجية المزاد؟ تقرير يجيب
محمد عبد السند
- بي بي فرصة استثمارية لشركات النفط في الخليج.
- شركات الطاقة في الخليج تسعى لبناء نموذج فريد لقطاع الهيدروكربونات.
- مرت بي بي بأزمات عديدة دفعتها للتخارج من مشروعات عديدة.
- تُعد أدنوك الإماراتية المشتري المرجح لشركة بي بي.
- تمتلك بي بي أصولًا قيّمة في محفظات عالمية عديدة.
تبرز شركة بي بي النفطية البريطانية بوصفها فرصة استثمارية سخية للعديد من شركات الطاقة الخليجية العملاقة الساعية إلى بناء نموذج عالمي فريد، وربما غير مسبوق، لقطاع الهيدروكربونات.
ومرت الشركة بأزمات كبّدتها مليارات الدولارات، وتخارجت من حصصها في عدد من المشروعات؛ أبرزها مشروع مع شركة روسنفط الروسية في عام 2022.
ودفعت تلك الأزمات بي بي البريطانية إلى تغيير 3 من رؤسائها التنفيذيين في 3 سنوات، بل اتجهت إلى الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة؛ أملًا في تعزيز الأوضاع، لكن دون جدوى.
ووفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تبرز شركات نفط خليجية بصفتها مشتريًا محتملًا لشركة بي بي، في مقدمتها أدنوك الإماراتية وأرامكو السعودية وقطر للطاقة.
البداية في الخليج
تأسست بي بي بمنطقة الخليج في الأصل بوصفها شركة أنغلوخليجية؛ ما مثّل بداية عهد جديد للنفط في الشرق الأوسط عبر أول اكتشافاتها في إيران في عام 1908، وفق مقال للرئيس التنفيذي لشركة قمر للطاقة روبن إم. ميلز.
وشركة بي بي هي كذلك عضوة رئيسة بالتحالف الذي اكتشف النفط في العراق عام 1927، والكويت في عام 1938، وقطر في عام 1940، والإمارات في عام 1958.
وفي 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري أعلنت الشركة مشروعًا مشتركًا جديدًا مع شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"؛ وهو ما دفع إم. ميلز إلى التساؤل عما إذا ما كانت بي بي المتعثرة قد وجدت مستقبلها في الخليج.
وقال إم ميلز إن الشركة التي كانت رائدة في قطاع الطاقة تحت قيادة رئيسها التنفيذي جون براوني الذي تولى مهام عمله خلال المدة من عام 1995 إلى 2007، قد تراجع أداؤها بشكل بائس بعد تلك المدة.
واستشهد كاتب المقال بالقيمة السوقية الحالية للشركة التي نشرها الصحفي في بلومبرغ خافيير بلاس، والتي لا تتجاوز 75 مليار دولار، وهي أقل من نظيرتها المسجلة في عام 1998 حينما لامست 80 مليار دولار، قبل صفقة الدمج العملاقة التي أبرمتها مع شركتي أموكو (Amoco) وأركو (Arco) التي أعادت آنذاك تعريف صناعة النفط العالمية.
وقبل كارثة انفجار بئر ماكوندو (Macondo) في خليج المكسيك في عام 2010، كانت القيمة السوقية لشركة بي بي 188 مليار دولار.
وتحمّلت الشركة تكاليف أعمال تنظيف وغرامات مترتبة على كارثة ماكوندو بلغت 65 مليار دولار بدءًا من عام 2018.
كما تكبدت الشركة خسائر قدرها 24.4 مليار دولار في عام 2022 عندما أعلنت تخارجها من حصتها في شركة الطاقة الروسية الحكومية روسنفط في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.
رحيل 3 رؤساء تنفيذيين
شهدت بي بي رحيل 3 من رؤسائها التنفيذيين على مدار سنوات؛ فقد استقال براوني في عام 2007، ثم تنحى توني هايوارد عن منصبه خلال كارثة ماكوندو، قبل أن يغادر برنارد لوني منصبه على خلفية علاقات شخصية مع مرؤوسيه، وفق روبن إم ميلز
وكان الأميركي بوب دادلي الذي سبق أن أدار مشروع تي إن كيه-بي بي (TNK-BP) المشترك بين بي بي وروسنفط، قبل أن يخلف هايوارد في منصب الرئيس التنفيذي للشركة، هو الرئيس الوحيد في أثناء تلك المدة الذي يغادر بتقاعد مشرّف.
لكن الأمر الأكثر خطورة، من وجهة نظر كاتب المقال، هو أن الشركة قد ضلّت الطريق حينما أعاد براون تسمية "بي بي" إلى بياند بتروليوم (Beyond Petroleum)، وشرع في الاستثمار بالطاقة الشمسية، غير أن هذا لم يكن أكثر من حيلة تسويقية.
ثم تسلم لوني مهام منصبه في شهر فبراير/شباط (2020)، خلال الوقت الذي قوّضت فيه جائحة فيروس كورونا الطلب على النفط العالمي، ودفع الشركة إلى التحول بشكل أكثر عدوانية إلى الطاقة منخفضة الكربون، وإعلانها تقليص مستويات إنتاجها من النفط والغاز بنسبة 40% بحلول عام 2030.
وأشار كاتب المقال إلى أن شركة النفط البريطانية قد دفعت أموالًا طائلة لشراء أصول في طاقة الرياح البحرية، وكافحت من أجل تحقيق أرباح من قطاع الطاقة المتجددة لديها.
وأعاد الرئيس التنفيذي لشركة بي بي، موراي أوتشينكلوس، الذي خلف لوني في منصبه، التركيز على قطاع النفط والغاز، لكن سعر سهم الشركة استمر في الهبوط.
بيع الشركة
في ضوء تلك المعاناة المتواصلة يرى محلل بلومبرغ خافيير بلاس أنه ينبغي على الشركة أن تطرح نفسها للبيع، بل ناقش كذلك المشترين المحتملين الذين تتقدمهم شركة شل متعددة الجنسيات.
كما اقترح بلاس اسم شركة نفط وطنية من الشرق الأوسط، ممثلة في أدنوك بصفتها مرشحًا محتملًا لشراء بي بي، وربما عبر شراء حصة أقلية في الشركة البريطانية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويرى إم ميلز أن هذا المقترح صعب للغاية ولكنه مقنع، مشيرًا إلى أن من الممكن استبعاد مؤسسة البترول الكويتية التي تواجه مشكلات داخلية وسياسات محلية يتعين عليها التعامل معها.
ومن المرجّح أن تنضم أرامكو السعودية أو قطر للطاقة إلى قائمة المتنافسين على شراء بي بي، غير أن أدنوك هي الشريك الأكثر وضوحًا، بحسب كاتب المقال.
شراكة بين بي بي وأدنوك
في فبراير/شباط الماضي كشفت بي بي وأدنوك النقاب عن شراكة لتطوير الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، وأعلنتا مؤخرًا أن مشروعهما المشترك الجديد، أركيوس إنيرجي (Arcius Energy)، الذي تمتلك الأولى فيه 51%، سيبدأ في مصر.
ومن بين الأصول الأخرى تمتلك أركيوس حصة نسبتها 10% في بي بي البالغة 10% في حقل ظهر، أكبر حقل للغاز في مصر، والذي تمتلك فيه بالفعل شركة مبادلة الإماراتية 10%.
ونادرًا ما تظهر فرصة لشراء شركة عملاقة مثل بي بي، وبناء عملاق طاقة عالمي؛ ومن المؤكد أن أي شركة خليجية تستحوذ على الشركة البريطانية سوف تستحوذ على أعمالها التجارية العالمية القيمة، التي تحاول كل شركات النفط الإقليمية بناءها.
وتضم قائمة تلك الأصول المملوكة لشركة بي بي عمليات الغاز الطبيعي المسال التي تمتد من جنوب أفريقيا إلى أفريقيا وأستراليا وجنوب شرق آسيا، إلى جانب حقول غاز خزان في عمان وشاه دينيز في أذربيجان، من بين أخرى عديدة.
موضوعات متعلقة..
- بي بي تبحث عن مشترين لأصول غاز في الولايات المتحدة.. ظرف قهري
- بي بي البريطانية تُقلّص استثماراتها في طاقة الرياح البحرية
- نتائج أعمال بي بي في الربع الثالث 2024 تهوي بالأرباح لأدنى مستوى خلال 4 سنوات
اقرأ أيضًا..
- صفقة مرتقبة لتأمين احتياجات مصافي النفط في سوريا.. هل يحل الأكراد أزمة نقص الوقود؟
- حقل العد الشرقي.. 1.2 مليار برميل نفط تدعم إنتاج قطر
- أكبر مشروع بطاريات في العالم يقترب من التشغيل
المصادر:
1.أزمات بي بي تحولها لفرصة استثمارية لعمالقة النفط في الخليج من موقع آرابيان غلف بزنس إنسايتس.