أعلن وزير النفط في إيران محسن باكنجاد، اليوم الأربعاء (18 ديسمبر/كانون الأول 2024)، آخر المستجدات بشأن عقود استيراد ومبادلة الغاز بالتعاون مع كل من تركمانستان وتركيا والعراق.
وتواجه إيران أزمة غاز طاحنة حاليًا أسفرت عن إغلاق مدارس ومصانع ومؤسسات حكومية، كما توقف تدفق الشحنات لمدة 15 يومًا إلى العراق المجاور الذي يعتمد بنسبة 40% على الغاز المنقول عبر الأراضي الإيرانية.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يربط العراق وتركمانستان اتفاقًا لاستيراد نحو 20 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا عبر إيران.
كما أبدت تركيا رغبتها في شراء الغاز التركماني عبر إيران من خلال خط أنابيب قائم بالفعل بين كلٍ من طهران وأنقرة.
وإيران هي صاحبة ثاني أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم بـ33.99 تريليون متر مكعب، لكنها تعاني من عجز كبير بسبب العقوبات الأميركية ونقص الاستثمارات وسوء إدارة الموارد.
مفاوضات نقل الغاز عبر إيران
كشف وزير النفط محسن باكنجاد عن وجود مبادرات دبلوماسية ناجحة في مجال الطاقة مع الدول المجاورة، بما يشمل إمكان توقيع اتفاقيات لاستيراد الغاز أو مبادلته.
وفي هذا الصدد، قال إن ثمة مفاوضات جارية مع تركمانستان لمبادلة الغاز مع بلدين مجاورين هما العراق وتركيا.
وبحسب الوزير، سيساعد الاتفاق في الحيلولة دون تراجع حجم الضخ في القطاع الشمالي الشرقي من شبكة الغاز الإيرانية.
وفي السياق نفسه، كشف الوزير عن أن المناقشات خلال استضافة العاصمة طهران لمنتدى الدول المصدرة للغاز (تسيطر بلاده على 69% من احتياطيات الغاز العالمية) ركزت على تجارة الغاز وصنع السياسات.
وجاء على لسان الوزير أن تلك المباحثات تساعد بلاده في تحقيق أهدافها الخاصة بتجارة الغاز.
وفي هذا الصدد، يقول خبير الغاز الإيراني حامد حسيني، إن أي تبادل لموارد الطاقة مع الدول المجاورة يعزّز مكانة إيران في سوق الغاز، كما يحسّن مستوى النقل.
ولفت إلى أزمة الغاز التي ضربت شمال شرقي إيران بالقرب من تركمانستان خلال شتاء العام الماضي (2023)، وقال إن الواردات من تركمانستان قادرة على المساعدة جزئيًا في حل الأزمة، فضلًا عن تغذية صناعة البتروكيماويات بالإمدادات.
نقل الغاز التركماني عبر إيران
أبرمت إيران وتركمانستان اتفاقًا في مطلع يوليو/تموز (2023) لتصدير 10 مليارات متر مكعب سنويًا من الغاز التركماني إلى إيران ثم تصديره إلى العراق.
وفي مقابل نقل الغاز عبر إيران إلى العراق، اتُّفق على أن تستقبل إيران الكمية نفسها من الغاز التركماني.
ثم أعلنت تركمانستان في نهاية أغسطس/آب (2024) زيادة صادرات الغاز إلى 40 مليار متر مكعب سنويًا.
وبحسب وزارة الطاقة التركمانية، تقرّر أن تبني شركة إيرانية خط أنابيب جديدًا بطول 125 كيلومترًا، بما يعادل 77 ميلًا لزيادة قدرات النقل إلى طهران، فضلًا عن محطتين لضغط الغاز.
وعلى صعيد نقل الغاز التركماني إلى تركيا عبر إيران، اتفقت عشق آباد وأنقرة في مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري (2024) على بدء المفاوضات في المستقبل القريب على مستوى الوزراء والشركات، كما أجرت شركة "بوتاش" التركية محادثات في سبتمبر/أيلول مع شركة الغاز الوطنية الإيرانية (NIGC) حول الأمر ذاته.
ويربط إيران وتركيا خط أنابيب الغاز تبريز-أنقرة الذي يصل طوله إلى 2577 كيلومترًا من شمال غرب إيران وحتى العاصمة التركية.
أزمة الوقود في إيران
أشاد وزير الطاقة الإيراني عباس علي أبادي بتعاون الشعب في ترشيد استهلاك الكهرباء مؤخرًا.
ومن أجل حل الأزمة، أشار إلى أعمال الصيانة بمحطات الكهرباء قائلًا: "إذا توافر الوقود واستمر تعاون الشعب، فلن نواجه أي مشكلات".
وعلاوة على جهود وزارة النفط لتوفير الوقود إلى محطات الكهرباء، كشف عن إبرام اتفاقية مع تركمانستان لزيادة واردات الكهرباء حتى حلول الصيف.
لكنه لفت إلى أن تلك الإمدادات قد لا ترقى إلى مستوى تلبية الاحتياجيات المحلية؛ لأن الطلب يتجاوز المعروض.
وتستورد إيران الكهرباء من أرمينيا وأذربيجان وتركمانستان في حين تصدرها إلى العراق، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- أزمة الوقود في إيران تتفاقم.. والعراق أبرز المتضررين
- بدائل النفط الإيراني تحدٍّ يواجه سوريا بعد سقوط الأسد.. ما دور قطر وتركيا؟
- أسطول الظل الإيراني يتحفز لعودة ترمب.. "مرحلة حرجة"
اقرأ أيضًا..
- مخزون النفط الأميركي ينخفض للمرة الرابعة على التوالي
- إنتاج مصر من الغاز ينخفض 8 مليارات متر مكعب في 10 أشهر
- تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب.. وما أرخص موقع (خاص)
- حقل الشاهين النفطي.. قصة 15 مليار برميل تطورها "قطر للطاقة"
المصادر:
1- تصريح وزير النفط عن اتفاقيات الغاز من وكالة شانا
2- سبل حل أزمة الكهرباء على لسان وزير الطاقة من شانا