سورينام تخطط لتوزيع إيرادات النفط والغاز على مواطنيها (تقرير)
نوار صبح
- • شركة الطاقة الفرنسية العملاقة توتال إنرجي تشغّل مشروع المربع 58 في سورينام
- • معظم احتياطيات النفط في غايانا وسورينام اكتُشِفت خلال السنوات الـ10 الماضية
- • التنقيب المبكر عن النفط في سورينام بدأ في ثلاثينيات القرن الـ20
- • غايانا تمتلك واحدة من أكبر حصص النفط للفرد في العالم
تخطط دولة سورينام لتوزيع الإيرادات من حقول النفط والغاز المكتشفة حديثًا قبالة سواحلها، بمبادرة من رئيس البلاد، تشان سانتوكي.
وبعد اكتشافات عديدة لاحتياطيات النفط من خلال مشروع حفر بحري يُعرف باسم المربع 58 من عام 2019 إلى عام 2023، كشف رئيس سورينام مبادرة طموحة تسمى "الإيرادات للجميع" آر في آي (RVI)، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتهدف هذه المبادرة إلى ضمان استفادة جميع مواطني سورينام من الثروة المتولدة للبلاد، التي يقدّرها الخبراء بنحو 10 مليارات دولار على مدى السنوات الـ10 إلى الـ20 المقبلة.
وقال سانتوكي: "إن أداة "الإيرادات للجميع" تعني أن كل سورينامي يعيش في بلدنا يتلقى سند ادخار بقيمة 750 دولارًا أميركيًا بفائدة سنوية بنسبة 7%"، مشيرًا إلى أن الأموال ستُدفَع في المستقبل من إيرادات المربع 58".
إيرادات النفط والغاز في سورينام
يُعدّ المربع 58 مشروعًا كبيرًا للنفط والغاز في المياه العميقة بقيمة 10.5 مليار دولار، ويقع قبالة ساحل سورينام، التي أصبحت موقعًا استعماريًا هولنديًا، بعد أن تاجر بها البريطانيون مقابل نيو أمستردام (مانهاتن، نيويورك الآن) في عام 1667.
وعلى الرغم من استقلالها في عام 1975، تظل اللغة الهولندية هي اللغة الرسمية في سورينام.
وتُشغِّل مشروع المربع 58 شركة الطاقة الفرنسية العملاقة توتال إنرجي TotalEnergies، التي تعمل في مشروع مشترك مع شركة الطاقة الأميركية أباتشي كوربوريشن (APA Corp).
ويهدف المشروع إلى الاستفادة من حقل نفط كبير على بعد 150 كيلومترًا قبالة ساحل سورينام، ولديه القدرة على إنتاج ما يصل إلى 220 ألف برميل من النفط الخام يوميًا.
غايانا تتقاسم ثروة النفط مع مواطنيها
أعلنت غايانا، الشهر الماضي، عزمها تقاسُم ثروة النفط مع مواطنيها، وأن مئات الآلاف من الغايانيين في الداخل والخارج الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أكثر سيحصلون على مدفوعات نقدية تبلغ نحو 100 ألف دولار غاياني (480 دولارًا أميركيًا).
وصرّح رئيس غايانا، عرفان علي، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي: "خلال الأسبوع الماضي، تواصل معي آلاف الغايانيين وأعضاء حكومتي، وقدّموا ردود فعل إيجابية للغاية بشأن التدابير".
اكتشاف النفط قبالة سواحل غايانا وسورينام
على الرغم من أن معظم احتياطيات النفط في غايانا وسورينام اكتُشِفَ خلال السنوات الـ10 الماضية، فإن عمليات الاستكشاف البرية المبكرة في القرنين الـ19والـ20 وجدت "تسربات نفطية"، هيدروكربونات سائلة غازية تحدث بشكل طبيعي، وفقًا لمجلة "وورلد أويل" World Oil، المعنية باستكشاف النفط والغاز.
وكان واضحًا أن اكتشافات تسرّب النفط المبكرة هذه كانت دليًلا على وجود احتياطيات نفطية أكبر ومكامن بترول وغاز محتملة تحتها، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في مايو/أيار 2015، حققت شركة النفط والغاز إكسون موبيل الأميركية ExxonMobil، وشركاؤها، أول اكتشاف نفطي كبير في بئر النفط ليزا-1، الواقع في مربع ستابروك، على بعد 193 كيلومترًا قبالة ساحل غايانا.
وعلى الرغم من أن التنقيب المبكر عن النفط في سورينام بدأ في ثلاثينيات القرن الـ20، فإن صناعة النفط في البلاد لم تولد إلّا بعد أول اكتشاف تجاري للنفط في حقل كلكتا، الواقع في منطقة ساراماكا في شمال سورينام عام 1965، بوساطة شركة البترول الهولندية (إن إيه إم).
ولدى تأسيس شركة "ستاتسولي ماتشابي سورينتم إن في" Staatsolie Maatschappij Suriname NV في عام 1980، عززت سورينام سيطرتها بشكل كبير على موارد النفط الحكومية.
وعلى الرغم من أن عمليات التنقيب الأحدث عن احتياطيات النفط والغاز بدأت في العقد الأول من القرن الـ21، لم تبدأ شركة توتال إنرجي عملياتها في المربع 58 حتى عام 2019.
الاحتياطيات المكتشفة والآفاق الاقتصادية لغايانا وسورينام
لم تترجم الاحتياطيات النفطية دائمًا إلى ثروة اقتصادية للدول التي تمتلك احتياطيات كبيرة من النفط والغاز.
وقال رئيس سورينام، تشان سانتوكي، لوكالة فرانس برس، إنه كان على دراية تامة "بلعنة النفط"، المعروفة باسم "المرض الهولندي"، التي حلّت على دول غنية بالموارد مثل فنزويلا وأنغولا والجزائر، ولم تشهد أيّ منها انتعاشات كبيرة لاقتصاداتها، على الرغم من ثروتها من الموارد الطبيعية.
بدورها، تمكنت النرويج فقط من الإفلات من اللعنة - وذلك في الغالب من خلال بناء صندوق ثروة سيادي يُعرف باسم صندوق معاشات الحكومة ليكون بمثابة حاجز ضد ارتفاعات وانخفاضات أسعار النفط بعد اكتشاف أحد أكبر حقول النفط في العالم قبالة الساحل النرويجي في عام 1969.
وقال رئيس سورينام تشان سانتوكي، إنه بناءً على هذا، أنشأت سورينام صندوقًا مشابهًا تحسبًا لتدفّق النقد النفطي.
ووفقًا لتقييم الفقر والمساواة في سورينام لعام 2022، الذي أجراه بنك التنمية للبلدان الأميركية والبنك الدولي، فإن معدل الفقر الوطني في سورينام هو 17.5%.
ويعادل هذا الرقم ضعف المتوسط البالغ 9.2% من سكان العالم (نحو 700 مليون شخص) الذين يعيشون حاليًا في فقر مدقع.
معدل الفقر في غايانا
وفقًا لتقديرات البنك الدولي لعام 2019، فإن معدل الفقر في غايانا أكثر خطورة بنسبة 48.4%، انخفاضًا من 60.% في عام 2006، ما يجعلها واحدة من أفقر البلدان في منطقة البحر الكاريبي وأميركا اللاتينية، على الرغم من طفرة النفط هناك.
وعلى الرغم من أن غايانا تمتلك واحدة من أكبر حصص النفط للفرد في العالم، فإن ما يقرب من نصف السكان ما يزالون يعيشون على أقل من 5.50 دولارًا يوميًا، وفقًا لتقرير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لعام 2021، وقد تضررت البلاد بشدة من أزمة تكلفة المعيشة العالمية في السنوات الأخيرة.
وأضاف التقرير، "يثير الاضطراب السياسي في غايانا مخاوف من أن البلاد غير مستعدة للاستفادة من ثروتها المكتشفة حديثًا دون خطة لإدارة الإيرادات الجديدة وتوزيع الفوائد المالية بشكل عادل".
وبالنظر إلى أن الفقر ما يزال يشكّل تحديًا، أدت اكتشافات النفط إلى خفض معدل الفقر وفتح الباب أمام المزيد من المشروعات الحكومية.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، حددت الحكومة خططًا لبناء مشروع بقيمة 1.9 مليار دولار لتحويل الغاز إلى طاقة، بهدف مضاعفة إنتاج الكهرباء.
موضوعات متعلقة..
- مشروعات الغاز المسال في غايانا وسورينام قد تعزز الإمدادات العالمية بعد 2030
- بتروتشاينا الصينية تفوز بتطوير منطقتي نفط وغاز في سورينام
- قطر للطاقة تستحوذ على حصة من استكشاف بحري في سورينام
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة السعودي: نحن الدولة الوحيدة التي تستفيد من تحول الطاقة ماديًا
- إنتاج النفط في مصر ينتعش بـ1000 برميل يوميًا.. وإضافات جديدة قريبًا
- أكبر حقول الغاز في العالم.. حقلان عربيان بقائمة الـ10 (تقرير)
المصادر..