كثافة الانبعاثات في حقول النفط والغاز الجديدة تتراجع.. ما العوامل المؤثرة؟
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي
أدى التطور التقني خلال السنوات القليلة الماضية والتزام الشركات بخفض البصمة الكربونية إلى الحد من كثافة الانبعاثات في حقول النفط والغاز الجديدة.
وأظهرت الاكتشافات الجديدة خلال المدة من 2014 إلى 2023 تحسنًا ملحوظًا، إذ تمكّنت الشركات، عبر جهود إزالة الكربون وإعادة تشكيل محافظها الاستثمارية، من خفض كثافة الانبعاثات إلى ما هو أدنى من متوسط القطاع، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وبدأت الشركات الكبرى في التركيز على خفض البصمة الكربونية المنخفضة منذ عام 2018 تقريبًا، لكن جودة الحقول المكتشفة ما تزال تؤدي دورًا أساسيًا في خفض كثافة الانبعاثات.
وتظهر دراسات حديثة إلى أن كهربة عمليات استخراج النفط والغاز يمكنها خفض الانبعاثات الإجمالية بنسبة تتجاوز 80%.
تراجع كثافة الانبعاثات في حقول النفط والغاز الجديدة
كشف تحليل أجرته شركة وود ماكنزي أن جهود الاستكشاف من جانب شركات النفط الكبرى بين عامي 2014 و2023 أسفرت عن خفض كثافة الانبعاثات في حقول النفط والغاز بنسبة 50% مقارنة بالمتوسط العالمي لأصول أخرى في قطاع المنبع (الاستكشاف والإنتاج).
ومقارنة بالأصول الإجمالية للشركات، جاءت الاكتشافات الجديدة أقل كثافة في الكربون بنسبة 20-30% في المتوسط، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وأشار التقرير إلى أن كثافة الانبعاثات في المنبع تصل إلى الذروة مع بدء الإنتاج، ثم تنخفض مع نمو حجم الإنتاج.
ونظرًا إلى أن انبعاثات منشآت المشروع ثابتة في الغالب، فإن كثافة الانبعاثات الإجمالية تميل إلى الارتفاع مرة أخرى مع تراجع الإنتاج في المراحل اللاحقة من المشروع.
اكتشافات النفط والغاز قبل عام 2019
منذ عام 2018، بدأت كبريات شركات النفط والغاز في التركيز على تحديد الأصول ذات الكثافة الكربونية المنخفضة وتطويرها؛ لذا، كان من المتوقع أن تكون الاكتشافات اللاحقة ذات كثافة كربونية أقل.
ومع ذلك، أوضح التقرير أن حقول النفط والغاز المكتشفة قبل عام 2019 كانت أكثر كفاءة من حيث الانبعاثات الكربونية، مقارنة بالحقول المكتشفة بين عامي 2019 و2023.
ويرجع ذلك إلى جودة المكامن في الاكتشافات السابقة، ما يعزّز إنتاجية الآبار، ويقلل بدوره كثافة الانبعاثات.
مشروعات النفط والغاز المعتمدة قبل عام 2020
بدءًا من 2018، بدأت الشركات دمج تدابير إزالة الكربون في مراحل تصميم المشروعات، وهذا يعني أن مشروعات النفط والغاز التي تمت الموافقة عليها من عام 2020 فصاعدًا مصممة لخفض الانبعاثات الكربونية.
بيد أن المشروعات التي تلقت قرار الاستثمار النهائي قبل عام 2020 تتفوّق على تلك المعتمدة بعد عام 2020 من حيث كثافة الانبعاثات، وعزت وود ماكنزي ذلك إلى جودة المكامن في المشروعات السابقة -أيضًا-.
ونظرًا إلى عمرها التشغيلي الأطول، أوصى التقرير بإعطاء الأولوية لجهود إزالة الكربون في الحقول الأحدث، لا سيما أنها توفر فرصًا أفضل لتطبيق تقنيات الحد من الكربون لخفض الانبعاثات.
كثافة الانبعاثات في حقول النفط والغاز الكبيرة
برز حجم الاكتشافات كونه عاملًا حاسمًا يؤثر في كثافة الانبعاثات في حقول النفط والغاز، بحسب تحليل وود ماكنزي.
فكفاءة الحقول الكبيرة، التي تتميز باحتياطيات قابلة للاستخراج تتجاوز 100 مليون برميل نفط مكافئ، تؤدي عادةً إلى خفض الانبعاثات مقارنة بالصغيرة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وينبع ذلك من التزام المشروعات الكبيرة بلوائح الكربون الصارمة، وتبني تقنيات مختلفة، مثل الحصول على الكهرباء من مصادر نظيفة.
على النقيض، تواجه الحقول الأصغر حجمًا المرتبطة بالبنية التحتية القائمة تحديات تتعلّق بعمر مرافقها وعدم كفاءتها.
وتؤكد وود ماكنزي أن هذا ينطبق على غالبية كبريات الشركات، إذ أظهرت 4 من أصل 7 شركات كثافة انبعاثات أقل في حقولها الأكبر حجمًا مقارنة بالأصغر حجمًا.
كثافة الانبعاثات في حقول المياه العميقة
تؤدي حقول المياه العميقة دورًا مهمًا في تحقيق أهداف خفض كثافة الانبعاثات بعمليات المنبع.
وبالمقارنة مع الحقول البرية والمناطق الضحلة الساحلية، تتميز مكامن المياه العميقة بجودة عالية، ما يعزز إنتاجية الآبار.
وبالنسبة للحقول الواقعة على عمق يتجاوز 400 متر، تكون كثافة الانبعاثات أقل في جميع حقول شركات النفط الكبرى تقريبًا.
وأشار التقرير إلى أن استمرار تركيز الصناعة على إزالة الكربون يضمن مواصلة خفض كثافة الانبعاثات في حقول النفط والغاز الجديدة.
ملخص:
- الاكتشافات الجديدة أقل كثافةً للانبعاثات من المتوسط العالمي.
- الحقول المكتشفة قبل 2019 تُظهر كفاءة كربونية أكبر من الأحدث.
- المشروعات الحاصلة على قرار استثماري نهائي قبل عام 2020 تحقق أداءً أفضل من المشروعات اللاحقة.
- كثافة الانبعاثات في حقول النفط والغاز الكبيرة أقل مقارنة بالاكتشافات الصغيرة.
- كثافة الانبعاثات في حقول المياه العميقة أقل.
موضوعات متعلقة..
- استكشاف آبار النفط والغاز عالية التأثير قد يخفض الانبعاثات 6% (تقرير)
- مبادرات خفض انبعاثات النفط والغاز تتجه إلى الأحواض المميزة حول العالم (تقرير)
- التنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال مرهون بالانبعاثات.. حكم تاريخي
اقرأ أيضًا..
- أبرز مشروعات الهيدروجين العربية.. أوابك تكشف قائمة الكبار
- الطاقة النووية في أفريقيا قد تدخل 11 دولة.. بلد وحيد يشغلها حاليًا (تقرير)
- استثمارات النفط والغاز في أفريقيا.. 3 دول عربية تترقب طفرة ضخمة
المصادر:
- دور اكتشافات النفط والغاز الجديدة في خفض كثافة الانبعاثات من شركة وود ماكنزي
- كهربة عمليات استخراج النفط والغاز من وحدة أبحاث الطاقة.