أدنوك الإماراتية تدشن أكبر استثمار في 2024.. ما القصة؟
أعلنت أدنوك الإماراتية أكبر استثمار من نوعه من قطاع الطاقة خلال 2024، في خطوة من شأنها دعم إستراتيجية الشركة الرامية إلى التوسع قيادة الحلول منخفضة الكربون عالميًا
وأطلقت شركة النفط الإماراتية اليوم الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني (2024) "إكس آر جي" (XRG)، شركةً استثمارية دولية رائدة في مجالي الطاقة منخفضة الكربون والكيماويات تبلغ قيمتها المؤسسية أكثر من 290 مليار درهم (80 مليار دولار).
واعتمد رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة خلال ترؤّسه اليوم الأربعاء الاجتماع السنوي لمجلس إدارة "أدنوك" إطلاق شركة "XRG" الاستثمارية الجديدة في مجال الطاقة والكيماويات منخفضة الانبعاثات لتسريع نمو أعمال "أدنوك" الدولية وتعزيز القيمة.
ستركّز الشركة، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، على الاستثمار في المشروعات التي تسهم في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الغاز الطبيعي والكيماويات والطاقة منخفضة الكربون.
وأشار رئيس الإمارات إلى أن شركة إكس آر جي "XRG" ستبني على إنجازات "أدنوك" في مجال الطاقة والاستثمارات الإستراتيجية، مؤكدًا أهمية دور "أدنوك" محفّزًا رئيسًا للنمو والتنويع الاقتصاديين في دولة الإمارات.
الطلب على الطاقة
تهدف الشركة الجديدة إلى زيادة قيمة أصولها بأكثر من الضعف خلال العقد المقبل، بالاستفادة من النمو في الطلب على الطاقة منخفضة الكربون والكيماويات مدفوعًا بالتوجهات العالمية الرئيسة الثلاثة المتمثلة في:
- النقلة النوعية في منظومة الطاقة
- النمو السريع للذكاء الاصطناعي
- نهوض الاقتصادات الناشئة
واستنادًا إلى خبرات "أدنوك"، وصفقات الاستحواذ الدولية النوعية التي نفّذتها مؤخرًا، ستركّز الشركة الاستثمارية التي ستزاول أعمالها بشكل مستقل مبدئيًا على تطوير 3 منصات إستراتيجية رئيسة لتحقيق القيمة:
منصة XRG العالمية للمواد الكيماوية: تهدف لأن تكون ضمن أكبر 5 شركات عالمية للكيماويات، وستركّز على إنتاج وتوفير المنتجات الكيماوية والمتخصصة الضرورية للحياة المعاصرة، لتلبية الزيادة المتوقعة بنسبة 70% في الطلب العالمي على الكيماويات بحلول عام 2050.
منصة XRG العالمية للغاز: ستُركّز على بناء محفظة أعمال عالمية متكاملة في مجال الغاز للإسهام في تلبية الزيادة المتوقعة بنسبة 15% في الطلب العالمي على الغاز الطبيعي على مدى العقد المقبل، بِعَدِّه وقودًا انتقاليًا مهمًا، إضافة إلى الزيادة المتوقعة في الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال بنسبة 65% بحلول عام 2050.
منصة XRG للطاقات منخفضة الكربون: ستركّز على الاستثمار في الحلول الضرورية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقات منخفضة الكربون وتقنيات خفض الانبعاثات لدفع النمو الاقتصادي خلال مرحلة الانتقال في قطاع الطاقة، إذ من المتوقع أن تنمو سوق الأمونيا منخفضة الكربون وحدها بما يتراوح بين 70-90 مليون طن سنويًا بحلول عام 2040، مقارنة بالطلب الحالي الذي يقارب الصفر.
النمو الاقتصادي المستدام
قال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك الدكتور سلطان أحمد الجابر: "يمثّل إطلاق شركة ’XRG‘ فصلًا جديدًا في النقلة النوعية التي تنفّذها أدنوك تماشيًا مع رؤية القيادة الرشيدة بتنفيذ مشروعات واستثمارات تدعم النمو الاقتصادي المستدام في الإمارات، وترسّخ مكانتها العالمية الرائدة في مختلف القطاعات الإستراتيجية".
وأضاف: "ستسهم الشركة الجديدة في دفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتوفير الطاقة والمنتجات الضرورية لتحسين جودة حياة الأفراد والمجتمعات في مختلف أنحاء العالم".
وشدد على أن أدنوك مستمرة في التزامها بالتركيز على خلق قيمة طويلة الأجل للمساهمين وترسيخ مكانة دولة الإمارات وأبوظبي الرائدة عالميًا في مجالي الطاقة والكيماويات.
ومن المخطط أن تبدأ الشركة الجديدة مزاولة أعمالها رسميًا في الربع الأول من عام 2025، كما سيُنَظَّم يوم عالمي حول إستراتيجية الشركة في العام نفسه.
تعزيز المحتوى الوطني
اعتمد الاجتماع السنوي لمجلس إدارة "أدنوك" هدف "أدنوك" لإعادة توجيه مبلغ 200 مليار درهم (54.5 مليار دولار) إلى الاقتصاد المحلي خلال السنوات الخمس المقبلة من خلال برنامجها لتعزيز المحتوى الوطني، استنادًا إلى مبلغ الـ 55 مليار درهم (15 مليار دولار) الذي نجحت الشركة في إعادة توجيهه إلى الاقتصاد المحلي في عام 2024.
وأسهم "برنامج أدنوك لتعزيز المحتوى الوطني" هذا العام في خلق 5500 فرصة عمل للمواطنين الإماراتيين في القطاع الخاص من خلال التعاون مع مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية "نافس"، وهو ما رفع القيمة الإجمالية للمبالغ التي أُعيدَ توجيهها إلى الاقتصاد المحلي منذ إطلاق البرنامج في عام 2018 إلى 242 مليار درهم (65.9 مليار دولار)، كما رفع العدد الإجمالي للمواطنين الذين وُظِّفوا في القطاع الخاص إلى 17 ألف مواطن منذ انطلاق البرنامج.
واستعرض المجلس استراتيجية "أدنوك" للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية التي تهدف من خلالها إلى أن تصبح شركة الطاقة الأكثر اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي في العالم.
كما استعرض المجلس إستراتيجية "أدنوك" للنمو والتوسع في مجال الغاز، مشيدًا بالتقدم الذي أحرزته الشركة في الاستفادة من موارد الغاز في الدولة للإسهام في تلبية الطلب العالمي المتزايد عليها.
وتعمل "أدنوك" من خلال مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال منخفض الكربون على زيادة طاقتها الإنتاجية الحالية من هذا المورد الحيوي في الإمارات إلى أكثر من الضعف، لتصل إلى نحو 15 مليون طن متري سنويًا، بالتزامن مع بناء محفظة أعمال عالمية متكاملة في مجال الغاز من خلال استثمارات إستراتيجية في كل من الولايات المتحدة ، وموزمبيق، وأذربيجان، ومصر.
وكانت "أدنوك" قد وقّعت منذ عام 2022 اتفاقيات مع شركات محلية ودولية بقيمة 72 مليار درهم (19.6 مليار دولار)، مما سيمكّنها من تسريع تحقيق هدفها المتمثل في شراء منتجات يمكن تصنيعها محليًا بقيمة 90 مليار درهم (24.5 مليار دولار) ضمن خطط مشترياتها بحلول عام 2030، لدعم مبادرة "اصنع في الإمارات".
وأشاد رئيس الإمارات بجهود "أدنوك" في تمكين الكفاءات الإماراتية الشابة وتنفيذها عددَا من المبادرات الإستراتيجية التي تهدف إلى تطوير وصقل مهارات كوادرها البشرية.
كما استعرض مجلس الإدارة أداء "أدنوك" في مجال الاستدامة وجهودها الرامية إلى خفض الانبعاثات ودفع عجلة النمو منخفض الكربون، ووجّه المجلس الشركة بمضاعفة التركيز على تنفيذ إستراتيجيتيها للاستدامة 2030، وتحقيق الريادة على مستوى القطاع في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2045.
وتعدّ "أدنوك" ضمن منتجي النفط والغاز الأقل من حيث كثافة انبعاثات الكربون في العالم، وتعمل على خفض كثافة انبعاثات الكربون من عملياتها بنسبة 25%، والوصول إلى صافي انبعاثات من الميثان قريبة من الصفر بحلول عام 2030.
موضوعات متعلقة..
- أدنوك الإماراتية توقع صفقات بـ4.4 مليار دولار لبناء 23 ناقلة عملاقة
- أدنوك ترسي عقودًا بـ2 مليار دولار لإنشاء ميناء مخصص للكيماويات في الإمارات
اقرأ أيضًا..
- شرق المتوسط يترقّب اكتشاف غاز ضخمًا.. ومصر تنتظر
- حقل مبروك العماني للغاز.. 4 تريليونات قدم مكعبة تدعم تحول الطاقة
- استثمارات النفط والغاز في أفريقيا.. 3 دول عربية تترقب طفرة ضخمة