حقل خزان للغاز يُنعش سلطنة عمان بـ10.5 تريليون قدم مكعبة
سامر ابو وردة
يُعدّ حقل خزان، الواقع في محافظة الظاهرة على بعد 350 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة مسقط، أحد أكبر حقول الغاز الطبيعي في سلطنة عمان.
ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع النفط والغاز في سلطنة عمان، يمتاز مشروع خزان بتوافر احتياطيات كبيرة من الغاز غير التقليدي المحبوس في المكامن الضيقة، التي يُشكّل استخراجها تحديًا تقنيًا يتطلب استعمال تقنيات متقدمة، مثل التكسير الهيدروليكي.
ويُعدّ حقل خزان ركيزة أساسية بقطاع الطاقة في سلطنة عمان، ويمثّل واحدًا من أكبر مشروعات الشق العلوي في السلطنة، ويؤدي دورًا محوريًا في تأمين إمدادات الغاز محليًا وتصديره عالميًا، ما يجعله مصدرًا مهمًا للدخل القومي.
ويُسهم الغاز المستخرج من حقل خزان في تحقيق رؤية عمان 2040، من حيث توفير طاقة إضافية للصناعات المحلية والإسهام في تنويع مصادر الدخل.
وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمّن الملف معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
معلومات عن حقل خزان
لمزيد من معلومات عن حقل خزان، فقد اكتُشف في عام (2000) على عمق 4500 مترًا، وسط سلطنة عمان غربي حقل سيح رويل، إذ أجرت شركة بي بي وشركاؤها دراسات مكثفة لتقييم الجدوى الاقتصادية لاستخراج الغاز من الحقل، نظرًا لصعوبة استخراج الغاز من الصخور الضيقة.
ويقع حقل خزّان في منطقة امتياز المربع 61، وبدأ إنتاج الغاز من الحقل في عام (2017)، وتتولى تشغيله شركة بي بي البريطانية بالتعاون مع شركة أوكيو العمانية.
وتمتلك شركة بي بي حصة نسبتها 40% في حقل خزان، وشركة النفط العُمانية للاستكشاف والإنتاج سابقًا (أوكيو للاستكشاف والإنتاج) 40%، وشركة "بي تي تي إي بي" التايلاندية 20%، حسب البيانات الواردة بموقع "غلوبال إنرجي مونيتور" المتخصص.
احتياطيات حقل خزان
يحتوي حقل خزان على احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي تُقدَّر الكميات القابلة للاستخراج منها بنحو 10.5 تريليون قدم مكعبة، ما يجعله أحد أكبر حقول الغاز غير التقليدية في منطقة الشرق الأوسط.
ويُعدّ إنتاج حقل خزان أحد أهم مصادر الغاز في سلطنة عمان، إذ يُسهم بشكل رئيس في تلبية احتياجات السوق المحلية من الغاز، ويدعم اقتصاد السلطنة من خلال تصدير الغاز.
ويبلغ حجم إنتاج حقل خزان نحو 1.5 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي يوميًا، بالإضافة إلى65 ألف برميل من المكثفات يوميًا، وفق بيانات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
مراحل تطوير الحقل
مرّ مشروع تطوير حقل خزّان بمراحل متعددة، ويُعدّ مشروعًا إستراتيجيًا يستهدف استغلال الاحتياطيات الضخمة من الغاز غير التقليدي المحبوسة في طبقات الصخور الضيقة، ما يتطلب استثمارات كبيرة وتقنيات متقدمة لزيادة الإنتاج بفاعلية.
في عام 2013، وُقِّعت اتفاقية بين شركة بي بي والحكومة العُمانية لتطوير حقل خزان، لتبدأ شركة النفط البريطانية المرحلة الأولى لتطوير الحقل عام 2014.
وبدأت شركة بي بي عمليات استكشاف الغاز باستعمال تقنيات التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي للآبار، وبدأ تشغيل الحقل في سبتمبر/أيلول (2017)، وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، افتُتحت رسميًا منشآت مشروع حقل خزّان، ووصل الإنتاج إلى 1 مليار قدم مكعبة يوميًا، محققًا مستهدفات المرحلة الأولى لعملية التطوير.
وتضمّنت المرحلة الأولى من تطوير مشروع حقل خزّان حفر 200 بئر متصلة بوحدة المعالجة المركزية، التي تضم قاطرتين لمعالجة الغاز.
وفي أبريل/نيسان 2018، أعلنت بي بي أنها ستباشر المرحلة الثانية من تطوير حقل خزّان، بهدف إضافة 0.5 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميًا إلى إنتاج الحقل.
وفي أكتوبر/تشرين الأول (2020)، أعلنت شركة بي بي بالتعاون مع وزارة الطاقة والمعادن العمانية وشركتي أوكيو وبتروناس الماليزية، إطلاق المرحلة الثانية لمشروع تطوير حقل خزان (مشروع غزير)، وفق الموقع الإلكتروني لشركة بي بي.
وأسهمت المرحلة الثانية لمشروع تطوير حقل خزّان في زيادة الإنتاج، ليصل إلى أكثر من 1.5 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي يوميًا، إلى جانب 65 ألف برميل من المكثفات النفطية.
تضمنت المرحلة الثانية لمشروع تطوير حقل خزّان توسيع نطاق الآبار وحفر المزيد من الآبار الإنتاجية، ليصل عددها إلى 300 بئر على مدى العمر التشغيلي للمرحلتين، ما زاد إجمالي الطاقة الإنتاجية للحقل.
وسعيًا لتعزيز الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية الضارة، تُستعمل تقنيات صديقة للبيئة في عمليات استخراج الغاز الطبيعي من الحقل.
ويُعدّ مشروع تطوير حقل خزّان خطوة محورية في إستراتيجية سلطنة عُمان لتطوير مواردها من الغاز الطبيعي، ويسهم في توفير إمدادات الغاز للاستعمال المحلي والتصدير، ما يعزز أمن الطاقة والنمو الاقتصادي في السلطنة، كما يُعزز مكانتها مُنتجًا ومصدرًا رئيسًا للغاز الطبيعي في المنطقة.
موضوعات متعلقة..
- حقل البري السعودي.. حلم الـ500 ألف برميل يوميًا يتحقق
- حقل خريص السعودي.. قصة تحدٍّ بـ1.2 مليون برميل يوميًا ربحته أرامكو
- حقل المرجان البحري في السعودية.. 26.5 مليار برميل تغذي العالم
اقرأ أيضًا..
- بمناسبة اليوم الوطني للجزائر.. ملف خاص عن حقول النفط والغاز
- حقول النفط والغاز في الإمارات.. أرقام الاحتياطيات والإنتاج (ملف خاص)
- مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الثالث 2024 (ملف خاص)
- الوزيرة ليلى بنعلي تكتب لـ"الطاقة": المغرب نموذج ريادي للتحول الطاقي المستدام (مقال)