الأولى من نوعها.. بئر نفطية في أفريقيا تبدأ الإنتاج بـ5 آلاف برميل يوميًا
دينا قدري
دخلت بئر نفطية في أفريقيا حيز الإنتاج بمعدل بلغ 5 آلاف برميل يوميًا، بما يعزز خطة زيادة الإنتاج في عدد من المربعات النفطية المهمة، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأعلنت شركة ترايدنت إنرجي البريطانية (Trident Energy) تشغيل أول بئر تعبئة في المربع "جي" قبالة سواحل غينيا الاستوائية، وحُفرت بوساطة سفينة حفر مملوكة لشركة نوبل كوربوريشن الأميركية (Noble Corporation).
ومن المقرر أن يبدأ تشغيل بئر نفطية أخرى في برنامج التعبئة الخاص بالشركة قريبًا، ثم تنتقل المنصة إلى مهمتها التالية قبالة سواحل أفريقيا.
وتمتلك شركة ترايدنت إنرجي، المشغّلة للمربع جي، حصة مشاركة بنسبة 40%، في حين إن الشركاء الآخرين في المشروع المشترك هم بانورو (Panoro) وكوزموس إنرجي (Kosmos Energy) وجي إي بترول (GEPetrol).
خطة حفر مؤجلة
وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أبرمت شركة ترايدنت إنرجي صفقة مع شركة نوبل كوربوريشن في أبريل/نيسان 2024، لاستئناف حملة الحفر قبالة سواحل غينيا الاستوائية، باستعمال سفينة الحفر نوبل فينتشرر.
وجاء هذا الاتفاق بعد تأخير برنامج الحفر في فبراير/شباط 2024، عند إنهاء عقد منصة آيلاند إنوفيتور بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.
بمجرد وصول منصة الحفر "نوبل فينتشرر" إلى ميناء لوبا في جزيرة بيوكو، في بداية صيف 2024، بدأت أنشطة حفر بئرين في حقول مجمع سيبا وأوكومي بعد ذلك بوقت قصير في المياه الضحلة والعميقة لحوض ريو موني.
ونظرًا للقيود الناشئة عن عمق المياه الضحل في أحد مواقع الآبار المخطط لها، تأجّلت البئر الثالثة جزءًا من حملة حفر مستقبلية محتملة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).
بعد تلبية الخزانات الأولية والثانوية للتوقعات، كان من المقرر وضع البئر الأولى على الإنتاج في أوائل سبتمبر/أيلول، تليها البئر الثانية في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
ووفقًا لشركة ترايدنت إنرجي، بدأ إنتاج بئر التعبئة "سي-45" في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2024، ويبلغ معدله حاليًا أكثر من 5 آلاف برميل يوميًا من النفط، بما يتماشى مع توقعاتها قبل الحفر.
نجاح بئر نفطية الأولى من نوعها
علّق المدير العام لشركة ترايدنت إنرجي في غينيا الاستوائية، جوليان فويلميت: "يسعدنا أن نسلّم بأمان ونجاح بئر التعبئة سي-45 تحت سطح البحر، وهي الأولى لشركة ترايدنت إنرجي".
وتابع: "يمثّل هذا خطوة مهمة نحو خطّتنا لإطلاق العنان لمزيد من القيمة من الأصول في منتصف عمرها، وهو عنصر أساس في خطة النمو العضوي لدينا في غينيا الاستوائية".
وعلاوةً على ذلك، من المتوقع أن تستمر زيادة الإنتاج لتمكين البئر -التي تُعدّ الأولى من بين بئرين في حقل سيبا المنتج ومجمع أوكومي- من الوصول إلى إمكاناتها الكاملة.
ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة، حُفرت البئر على عمق 800 متر من المياه إلى عمق إجمالي يبلغ 3148 مترًا، حيث واجهت 142 مترًا من رمال الخزان عالية الجودة المشبعة بالنفط في منطقة غير مأهولة بحقل سيبا.
وحُفرت البئر الثانية "أو إف-19" في مجمع أوكومي، على عمق 450 مترًا من المياه إلى عمق 2195 مترًا، ومن المتوقع أن تدخل قريبًا في مرحلة الإنتاج.
وأكدت شركة ترايدنت إنرجي أن كلا البئرين نتاج دراسات ميدانية مكثفة ومسوحات زلزالية ومحاكاة أجرتها فرق متعددة التخصصات لتحديد وتقييم مناطق النفط غير المستنزف، بحسب ما جاء في البيان الذي أصدرته الشركة، وحصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتعتقد الشركة أن هذه النتائج تثبت قدراتها الفنية في تحديد الفرص وتنفيذ حملة حفر آبار المياه العميقة واستخراج القيمة من الأصول في منتصف العمر.
تعزيز إنتاج النفط في غينيا الاستوائية
بمجرد إكمال الأنشطة في بئر التعبئة "أو إف-19"، ستنتقل سفينة الحفر نوبل فينتشرر لحفر بئر الاستكشاف "أكينغ ديب" التي تديرها شركة كوزموس إنرجي في المربع "إس"، حيث تمتلك شركة ترايدنت إنرجي حصة مشاركة بنسبة 34%.
وأشارت شركة بانورو، التي تمتلك حصة 12% في المربع "إس"، إلى أن بئر "أكينغ ديب" تهدف إلى اختبار حقل في ألبيان، مستهدفة متوسط موارد إجمالية تُقدَّر بنحو 180 مليون برميل من النفط بالقرب من البنية التحتية الحالية في المربع "جي".
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة بانورو، جون هاميلتون: "يسعدنا أن ننجز بنجاح وأمان بئر التعبئة سي-45، وهو ما يمثّل خطوة مهمة إلى الأمام نحو خطط نمو الإنتاج العضوي لشركاء المشروع المشترك في المربع جي".
وشدد على أن هذه الخطوة تقرب "بانورو" خطوة نحو إنتاج المجموعة المستهدف البالغ 13 ألف برميل يوميًا، عندما تكون جميع الآبار في حملات الحفر الحالية في غينيا الاستوائية والجابون جاهزة للإنتاج".
وأضاف: "مع بئر أكينغ ديب عالية التأثير في المربع إس التي من المقرر أن تتبع حملة الحفر، فإن النتيجة الناجحة يمكن أن يكون لها أيضًا تأثير إيجابي في المربع إي جي-01 المجاور الذي تديره بانورو، حيث نتقدم في الدراسات تحت السطحية".
سفينة الحفر نوبل فينتشرر
كانت شركة نوبل كوربوريشن قد كشفت أن سفينة الحفر "نوبل فيتنشرر" ستنهي مهمتها في مشروع تابع لشركة توللو أويل (Tullow Oil) في غانا بحلول نهاية شهر مايو/أيار 2024، بدلًا من مارس/آذار 2025 وفق المخطط السابقة.
ثم تنتقل سفينة الحفر إلى غينيا الاستوائية، لتبدأ مهمة حفر بموجب تعاقد جديد يستمر لمّدة 150 يومًا، في مشروع تابع لشركة ترايدنت إنرجي.
عقب ذلك، من المقرر أن تتوجه سفينة الحفر "نوبل فينتشرر" إلى ناميبيا، لحفر بئرين استكشافيتين بحدّ أدنى لصالح شركة راينو ريسورسيز (Rhion Resources)، بدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
ويمكن لـ"نوبل فينتشرر" الحفر في عمق مائي يتراوح بين 12 ألفًا و40 ألف قدم بحدّ أقصى، وتتّسع لطاقم مكون من 230 فردًا على متنها.
وبُنيت السفينة على يد شركة سامسونغ هيفي إندستريز الكورية الجنوبية (Samsung Heavy Industries) في عام 2014.
كما تملك السفينة ملحقات أخرى، منها: برج الحفر، وأدوات السحب، ومحرك علوي، بالإضافة إلى أنها مزودة بنظام تحكم من طراز إم يو إكس (GE Hydril MUX)، ونظام لمعالجة الأنابيب.
موضوعات متعلقة..
- بئر نفطية في أفريقيا تستهدف اكتشاف 3 مليارات برميل
- الطلب على النفط في أفريقيا قد يتضاعف إلى 9 ملايين برميل يوميًا
- اكتشاف نفطي في أفريقيا باحتياطيات 23 مليون برميل يحرز تقدمًا
اقرأ أيضًا..
- أكبر مصدري المنتجات النفطية إلى أوروبا.. 4 دول عربية بالقائمة (رسوم بيانية)
- تطورات عاجلة بمشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري قبل 2025
- تحديات خطوط أنابيب الهيدروجين.. خبير يكشف حقيقة صادمة
- كيف يُنهي الغرب هيمنة الصين على السيارات الكهربائية؟