توربين رياح يتحول إلى منزل.. حمام ومطبخ وتقنيات ذكية (صور وفيديو)
محمد عبد السند
- تعيش توربينات الرياح لمدة طويلة بعد خروجها من الخدمة
- تصنيع منزل من توربين رياح يعكس إبداعًا في استعمال المواد الصناعية
- فُكِكت الكنة من توربين رياح خرج من الخدمة قبل 20 عامًا
- تدوير مكونات توربينات الرياح يطيل دورة حياتها
- يُتوقع إحلال أو تفكيك الآلاف من توربينات الرياح خلال العقود المقبلة
يسلّط منزل صغير مصنوع من توربين رياح خرج من الخدمة قبل قرابة 20 عامًا، الضوء على نهجٍ إبداعي ومستدام في إعادة استعمال المواد الصناعية.
ويأتي المشروع الذي انطلق برعاية شركة الطاقة السويدية فاتنفول (Vattenfall) في إطار جهود أوسع لاستكشاف حلول التصميمات المستدامة؛ إذ يقدّم هذا الاستعمال المبتكر للمواد نظرة ملهمة لمستقبل التصميم المستدام، لا سيما مع استمرار مدة حياة توربينات الرياح طويلًا بعد خروجها من الخدمة.
ويؤكد التعاون بين فاتنفول وسوبريوز (Superuse) في هذا المشروع إمكان إعادة تدوير مكونات توربين رياح وتحويلها إلى هياكل قابلة للاستعمال؛ ما يؤدي إلى إطالة دورة حياتها وتقليل النفايات.
ومما يزيد المشهد بريقًا هو تزويد المنزل بمجموعة من التطبيقات الذكية مثل السخان الشمسي والألواح الشمسية والمضخة الحرارية؛ ما يضفي عليه روحًا عصرية.
خيال تحول إلى واقع
قد يبدو العيش في توربين رياح ضربًا من الخيال العالمي، لكنه أضحى واقعًا بفضل جهود شركتي فاتنفول واستوديو التصميمات سوبريوس، التي أثمرت تحويل الجزء العلوي من التوربين إلى منزلٍ صغير، وفق ما ورد في موقع إي في ويند (EV Wind).
ويصل عرض هذا الجزء (غلاف المحرّك) المعروف بـ"الكنة" (nacelle) إلى 4 أمتار، ويمتد بطول 10 أمتار، وارتفاعه 3 أمتار، وكان ضمن مكونات توربين رياح في النمسا، جرى تفكيكه بعد انتهاء عمره التشغيلي الذي دام 20 عامًا.
وأوضحت فاتنفول كيفية إعادة استعمال المواد الخام الداخلة في تصنيع توربين الرياح بطرق مبتكرة، مشيرةً إلى أن المنزل الصغير قد عُرِض مؤخرًا خلال أسبوع التصميمات الذي استضافته هولندا خلال المدة من 19 إلى 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ومن الخارج لا يعجز المرء عن اكتشاف أن المنزل الصغير كان جزءًا من توربين رياح، لكن كل شيء يتغيّر من الداخل كي يكون ملائمًا لإقامة مريحة في منزل.
فقد زُوّد المنزل، على سبيل المثال، بمطبخ وحمام ومساحة للمعيشة، كما لم يخلُ من التقنيات الذكية مثل مضخة حرارية وألواح شمسية وسخان مياه شمسي.
إعادة الاستعمال
من المخطط تفكيك، أو حتى إحلال الآلاف من توربينات الرياح، خلال العقود المقبلة، وتُصنع معظم أجزاء توربين الرياح -الأساس والبرج وأجزاء التروس والمولد- كلها من المعادن أو الخرسانة، ولهذا يسهُل إعادة تدويرها.
فيمكن، على سبيل المثال، صهر الحديد وإعادة استعماله، غير أن النقطة السلبية الأبرز هنا تكمن في الكمية الهائلة من الطاقة التي تستهلكها تلك العملية، إلى جانب الانبعاثات الكربونية المنطلقة منها.
ولذا يُفضّل إعادة استعمال تلك المواد عبر عملية معالجة بسيطة قدر المستطاع، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
طرق مبتكرة
في العام الماضي (2023) دعت شركة فاتنفول 4 شركات متخصصة في التصميمات لإبداء آرائهم في إعادة استعمال توربينات الرياح التي وصلت إلى نهاية عمرها التشغيلي.
وقال مدير قسم الإبداع في فاتنفول، توماس هيورت: "نحن نبحث عن طرق إبداعية يمكن خلالها إعادة استعمال المواد المستخلَصة من التوربينات المستعمَلة بشكل كامل قدر المستطاع".
وأضاف هيورت: "ولذا يمكننا تصنيع شيء جديد من تلك التوربينات ببعض التعديلات المحدودة، وهذا يوفّر المواد الخام، واستهلاك الطاقة، ومن ثم نضمن تعظيم الاستفادة من تلك المواد لسنوات عديدة بعد دورتها التشغيلية الأولى".
تحديات
أشرفت شركة سوبريوز على تصميم المنزل المصنّع من توربين الرياح، في حين تولّت شركتا بليد-ميد (Blade-Made) ووودويف (Woodwave) تنفيذ المشروع.
واختارت سوبريوز الحل الأصعب المتمثل في تصميم منزل مطابق لقوانين البناء في هولندا من أصغر كنة ممكنة في التوربين.
وجرى استخلاص الكنة المستعملة من توربين رياح طراز في 80 2 إم دبليو (V80 2MW)، وهو أول طراز يستعمِل كنة كبيرة تكفي لتصنيع منزل صغير.
يُشار إلى أن أجهزة الكنة التي ظهرت في توربينات الرياح المصممة لاحقًا تتيح مساحات أكبر، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى الرغم من حجمه المحدود، يتطابق المنزل الصغير مع قوانين البناء؛ ولذا يمكن استعماله بصورة كاملة للسكن، أو حتى قضاء الإجازات.
وقال الشريك في شركتي بليد-ميد وسوبريوز، جوس دي كريغر: "يتوافر ما لا يقل عن 10 آلاف وحدة من هذا الجيل من أجهزة الكنة، في جميع أنحاء العالم. ولم يقف تشغيل معظمها بعد؛ ما يشكل مزيجًا من التحدي والرؤية لملاك تلك التوربينات".
وأضاف كريغر: "إذا كان من الممكن بناء هيكل معقد مثل منزل، يبقى العديد من الحلول الأبسط ممكنة وقابلة للتطوير".
وتأسّس المنزل الصغير المصنوع من توربين رياح بالتنسيق مع شركة ريليفينغ (Reliving)، باستعمال أثاث مستعمَل ومنتَج بطريقة مستدامة، بما في ذلك مائدة مصنوعة من قوالب دائرية تتضمّن مادة من شفرة توربينات الرياح المعاد تدويرها.
أما التركيبات الكهربائية فقد حملت بصمة شركة فينسترا (Feenstra) التابعة لشركة فاتنفول.
يُذكر أنه خلال أسبوع التصميم الهولندي، عرضت فاتنفول -كذلك- مفاهيم تصورية مبتكرة أخرى لإعادة استعمال مواد توربينات الرياح، بما في ذلك تصميمات الجزر العائمة المبنية من الشفرات القديمة.
وتسلط هذه المشروعات الضوء على الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها مكونات توربينات الرياح والتي يمكن إعادة استعمالها بصورة إبداعية ومستدامة.
ويظهر الفيديو أدناه صورًا من المنزل الصغير المصنع من توربين رياح:
موضوعات متعلقة..
- توربينات الرياح تقترب من نهاية عمرها الافتراضي.. كيف نستفيد منها؟ (تقرير)
- بلدة أميركية تتحول إلى مكبّ لآلاف شفرات توربينات الرياح المهمَلة (تقرير)
- إعادة تدوير شفرات توربينات الرياح بطريقة إبداعية (صور)
اقرأ أيضًا..
- خسائر السيارات الكهربائية تهوي بتقديرات سهم هيرتز غلوبال
- رفع كفاءة ألواح الطاقة الشمسية بنظام تتبع.. تقنية لباحث مصري
- صناديق التحوط تتجنّب أسهم الطاقة النظيفة.. ضربة جديدة لسياسات المناخ (تقرير)