قدرة استيراد الغاز المسال في أوروبا قد تنمو 30% بحلول 2030
مقارنة بـ2023
وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق
- توقعات بزيادة كبيرة لقدرة استيراد الغاز المسال في أوروبا
- استئجار المحطات العائمة حل أوروبي سريع لتعويض نقص الغاز الروسي
- ألمانيا تتصدر دول أوروبا في بناء محطات عائمة لاستيراد الغاز المسال
- الولايات المتحدة أكبر المستفيدين من تنويع مصادر إمدادات الغاز المسال في أوروبا
أصبح اللجوء إلى توسيع قدرة استيراد الغاز المسال في أوروبا المسار الرئيس للمنطقة؛ استجابةً للتقلبات إمدادات الطاقة في أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية 2022.
ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تزيد قدرة إعادة التغويز في أوروبا إلى 408.6 مليار متر مكعب سنويًا، بحلول 2030، ارتفاعًا من 313 مليار متر مكعب سنويًا في 2023، ما يعكس معدل نمو 30%، بفضل إسهامات خطط المشروعات المعلنة، حسب دراسة حديثة اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
علاوة على ذلك، وبالمقارنة بعام 2021 -قبل اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية- من المتوقع أن ترفع مشروعات الغاز المسال الجديدة المعلنة قدرة التغويز في أوروبا بنحو 60% بحلول 2030.
وتشير هذه الزيادة بقدرة استيراد الغاز المسال في أوروبا إلى استجابة ضرورية للتحديات التي تفرضها الأزمة الحالية، إذ تسعى المنطقة إلى تقليل اعتمادها على مصادر الطاقة الروسية.
خطط توسع قدرة استيراد الغاز المسال في أوروبا
في حل سريع خلال مرحلة ما بعد الحرب لتعويض نقص الغاز الروسي، استأجرت دول أوروبية مختلفة محطات عائمة لاستقبال الغاز المسال المستورد وتخزينه وإعادة تغويزه (تحويله إلى الحالة الغازية).
وشهدت المدة من فبراير/شباط 2022 إلى منتصف عام 2024 تشغيل ما يقرب من 9 محطات عائمة في جميع أنحاء أوروبا (9 داخل الاتحاد الأوروبي وواحدة في تركيا)؛ ما أسهم في تحقيق قدرة تغويز وصلت إلى 49.2 مليار متر مكعب سنويًا، بحسب دراسة حديثة صادرة عن منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك".
وخلال هذه المدة، دخلت ألمانيا وفنلندا لأول مرة بصفتهما سوقين جديدتين لواردات الغاز المسال، إذ كانت تفتقر سابقًا إلى محطات لاستقبال الغاز المستورد قبل 2022.
وتمثّل المحطات العائمة للتخزين وإعادة التغويز بديلًا أسرع للمحطات البرية الثابتة التي تتطلب سنوات للبناء.
وهذه المحطات العائمة عبارة عن ناقلات للغاز المسال مزوّدة بصهاريج تخزين داخلية ووحدات إعادة التغويز، ويمكن أن ترسو في أرصفة مخصصة لهذا الغرض في مواني الدول المستوردة.
المحطات العائمة تعزز قدرة استيراد الغاز المسال في أوروبا
قادت ألمانيا، منذ فبراير/شباط 2022، بناء محطات عائمة جديدة لرفع قدرة استيراد الغاز المسال، التي قد توفر 16 مليار متر مكعب من قدرة التغويز سنويًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ونجحت ألمانيا في تأمين عقود لاستئجار محطات استيراد عائمة متعددة، إذ بدأ تشغيل أولها في نهاية عام 2022.
ومن المتوقع -أيضًا- دخول محطات استيراد عائمة إضافية حيز التشغيل، لتصل في نهاية العام الجاري (2024) إلى 6 محطات في ألمانيا.
وعلى نحو مماثل، شرعت دول مثل هولندا وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا وكرواتيا في تنفيذ توسعات بمحطات قائمة، ما يضيف 9.3 مليار متر مكعب سنويًا إلى قدرة الاستيراد الأوروبية.
ونتيجة لذلك، وصل إجمالي الزيادة بقدرة استيراد الغاز المسال في أوروبا من المحطات العائمة الجديدة ومشروعات التوسعة منذ فبراير/نيسان 2022 إلى منتصف 2024، لنحو 58.5 مليار متر مكعب سنويًا، يبلغ نصيب الاتحاد الأوروبي وحده منها 50.8 مليار متر مكعب سنويًا..
وأسهمت هولندا بقدرة تغويز إضافية تبلغ 13 مليار متر مكعب سنويًا من المحطات العائمة الجديدة ومشروعات التوسعة، وكذلك تركيا (7.7 مليار متر مكعب سنويًا)، وإيطاليا (7.45 مليار متر مكعب سنويًا)، وفرنسا (6.5 مليار متر مكعب سنويًا)، وفنلندا (5 مليارات متر مكعب سنويًا) وبلجيكا (2.52 مليار متر مكعب سنويًا)، وكرواتيا (0.3 مليار متر مكعب سنويًا).
تأثير زيادة قدرة التغويز الأوروبية في السوق العالمية
بتنفيذ المشروعات الجديدة، ستتطور البنية التحتية اللازمة لنمو قدرة استيراد الغاز المسال في أوروبا، ما قد يتخطى احتياجاتها المستقبلية المتوقعة.
ويمكن أن تتجاوز القدرة الإجمالية المتوقعة 400 مليار متر مكعب سنويًا، في حين إن متوسط الواردات الحالية من الغاز المسال يتراوح بين 160-170 مليار متر مكعب، ومن المحتمل أن ترتفع إلى ما بين 210-220 مليار متر مكعب، إذا استبدلت الغاز المسال بالإمدادات المتبقية من الغاز الروسي عبر الأنابيب بالكامل.
وأثّر التحول نحو استيراد الغاز المسال في أوروبا لتنويع مصادر الإمدادات إيجابيًا في السوق العالمية؛ ما أدى إلى استثمارات جديدة ضخمة، لا سيما في الولايات المتحدة.
وحصلت 4 مشروعات جديدة في أميركا على قرار الاستثمار النهائي في 2022، بقدرة وصلت إلى 26.3 مليون طن (35.8 مليار متر مكعب) سنويًا، فضلًا عن 3 مشروعات أخرى في 2023، بقدرة 37.3 مليون طن (50.7 مليار متر مكعب) سنويًا.
ونتيجة لذلك، أصبحت الولايات المتحدة أكبر الدول المصدرة للغاز المسال إلى أوروبا، إذ أظهر تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الثالث من 2024، الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن حجم واردات أوروبا من الغاز المسال الأميركي وصل إلى 7.44 مليون طن (10.12 مليار متر مكعب).
وفي المركز الثاني جاءت روسيا لقائمة أكبر المصدرين للغاز المسال إلى أوروبا، بحجم بلغ 3.65 مليون طن (4.96 مليار متر مكعب)، وحلّت الجزائر ثالثةً بحجم صادرات وصل إلى 2.41 مليون طن (3.3 مليار متر مكعب).
*(مليون طن = 1.360 مليار متر مكعب).
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- خريطة أكبر الدول المصدرة للغاز المسال إلى أوروبا خلال الربع الثالث من عام 2024:
موضوعات متعلقة..
- الغاز المسال في أوروبا يوفّر بديلًا مرنًا لإمدادات روسيا.. و3 دول تقود طفرة التغويز
- أكبر محطة لاستيراد الغاز المسال في أوروبا تبحث عن مشترين
- سوق وحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة تلامس 3.8 مليار دولار في 2032 (دراسة)
اقرأ أيضًا..
- حقول النفط والغاز في الإمارات.. أرقام الاحتياطيات والإنتاج (ملف خاص)
- مستهدفات الطاقة المتجددة في مصر.. أول رد على حقيقة تراجعها (خاص)
- وزير الطاقة السعودي: أصبحنا "سويسريين" في مزيج الطاقة