تسبّب حريق بطاريات ليثيوم أيون باندلاع النيران في 9 حافلات كهربائية في تايوان؛ ما نتج عنه تدمير 8 مركبات منها بالكامل، وحصول تلفيات في الأخيرة، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وبدأ الحادث عندما شبّت النيرات في بطاريات ليثيوم أيون في الحافلات الواقفة في إحدى ساحات الانتظار بمدينة تاي شانغ غرب تايوان، لتتسع رقعتها وتلتهم المركبات نتيجة صعوبة السيطرة عليها في البداية.
لكن فرق الإطفاء التي استعانت بعددٍ كبيرٍ من سيارات الإطفاء تمكّنت من إخماد الحريق الذي لم يسفر عن أي إصابات أو حالات وفاة.
ويكثُر استعمال بطاريات الليثيوم في الكثير من التطبيقات التقنية المتطورة بدءًا من السيارات الكهربائية والهواتف الذكية والطائرات المسيرة، مرورًا بالدراجات الإلكترونية وأجهزة الحواسيب المحمولة، وانتهاءً بالعجلات الأحادية الكهربائية وألواح التزلج.
غير أن حوادث حرائق بطاريات الليثيوم أيون لا تزال العيب الأبرز الذي ينال من سمعة تلك التقنية؛ لما لها من آثار مدمرة في الممتلكات والبشر.
حريق هائل
يُعَد الحريق الذي شبّ في 9 حافلات كهربائية نتيجة اشتعال النيران في بطاريات ليثيوم أيون في مدينة تاي شانغ، أحدث سيناريوهات الحوادث المخيفة الناجمة عن تلك التقنية، وفق ما أورده موقع تايوان نيوز.
وتلقّت إدارة الإطفاء في مدينة تاي شانغ بلاغًا باندلاع نيران في ساحة انتظار حافلات في شارع جينغهي بمنطقة بيتون في تمام الساعة 2 صباحًا من يوم 1 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، نقلًا عن موقع يونايتد ديلي نيوز التايواني.
وسارعت إدارة الإطفاء إلى إرسال 21 سيارة إطفاء و46 فردًا من رجال الإطفاء إلى موقع الحادث للسيطرة على الحريق المندلع بسبب حريق بطاريات ليثيوم أيون.
واندلع حريق بطاريات ليثيوم أيون في ساحة انتظار الحافلات الكهربائية التابعة لشركة سيفانغ (Sifang) التي كانت قد أوقفت عملياتها، لكن رجال الإطفاء تمكنوا من إخماد النيران بحلول الساعة الرابعة و9 دقائق، دون أن يسفر الحادث عن ضحايا.
لا خسائر أو شبهات جنائية
أسفر حريق بطاريات ليثيوم أيون مدينة تاي شانغ عن تدمير 8 حافلات بالكامل وحصول تلفيات جزئية في حافلة أخرى.
ولم ترصد كاميرات المراقبة المثبتة في مكان الحادث أفرادًا يُشتَبه بصلتهم بالحادث، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
ولا يزال سبب احتراق بطاريات ليثيوم أيون مدينة تاي شانغ مجهولًا، وإن كانت الأسباب الأولية المحتملة تشير إلى خلل وظيفي في أداء البطاريات أو حتى أي مشكلات أخرى ذات صلة.
وتخضع الحافلات الكهربائية المحترقة لملكية شركة سيفانغ التي كانت قد واجهت العام الماضي (2023) نزاعًا حول الأجور؛ ما نتج عنه إضراب من قبل السائقين واستقالة كل موظفيها.
لكن أحد البنوك نجح في السيطرة على ملكية العديد من الحافلات الكهربائية نت سيفانغ في أعقاب استحواذه على الأخيرة بعد إفلاسها في أكتوبر/تشرين الأول (2023).
حرائق بطاريات الليثيوم أيون
تُنسَب حرائق بطاريات الليثيوم أيون، أساسًا، إلى الزيادة في درجة حرارة خلية واحدة فقط من البطارية (نتيجة التلف أو التصميم المَعيب أو حتى استعمال شواحن رديئة الجودة)؛ ما يؤدي إلى حصول التأثير التراكمي، أو ما يسميه البعض "الهروب الحراري" (Thermal Runaway)، يندلع معه حريق خلال ثوانٍ معدودة، يمكن أن تصل درجة حرارته إلى 600 درجة مئوية.
وقد تؤدي ظاهرة الهروب الحراري المؤدية إلى حرائق بطاريات ليثيوم أيون على غرار ما حدث مؤخرًا في تايوان؛ ما تنتُج عنها خطورة عالية حال حصولها؛ لأن الزيادة الكبيرة في درجة حرارة البطارية تكون عادةً مقترنةً بانبعاث غازات سامة ودخان كثيف.
وقد تسفر تلك الغازات المنبعثة عن حصول انفجار إذا كانت في محيط مساحة مغلقة، بل قد تؤدي ظاهرة الهروب الحراري في النهاية إلى اندلاع حريق تتعذر السيطرة عليه في مدةٍ وجيزة، وفق بيانات التصنيع التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتتفوّق حرائق بطاريات الليثيوم أيون على مثيلاتها في سيارات البنزين والديزل من حيث الشدة والخطورة؛ إذ تتعذر السيطرة عليها، وقد تمتد لساعات طويلة، كما أن الخسائر الناجمة عنها غالبًا ما تكون فادحة.
موضوعات متعلقة..
- حرائق بطاريات الليثيوم أيون.. تقنية مميزة للإطفاء الذاتي (فيديو)
- حرائق بطاريات الليثيوم أيون تثير الجدل في المملكة المتحدة
- تصنيع السيارات الكهربائية يشهد تقنية جديدة لتبريد بطاريات الليثيوم أيون
اقرأ أيضًا..
- مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الثالث 2024 (ملف خاص)
- مشروع غاز عملاق تنفذه قطر للطاقة يحصل على تمديد لمدة 3 سنوات
- المشروعات الخضراء للمترو في مصر تتلقى دعمًا أوروبيًا (خاص)