رئيسيةأخبار الهيدروجينهيدروجين

مشروع ضخم لإنتاج الهيدروجين الأخضر يواجه تأخيرًا جديدًا

دينا قدري

يواجه موعد انطلاق مشروع ضخم لإنتاج الهيدروجين الأخضر تأخيرًا جديدًا، بعد سلسلة من التغيرات في المواعيد النهائية المقترحة، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتستهدف شركة النفط البريطانية بي بي الآن عام 2029 بوصفه تاريخًا محتملًا لبدء توليد الكهرباء من مركز الطاقة المتجددة الأسترالي (AREH)، الذي تبلغ تكلفته 55 مليار دولار، بالقرب من بيلبارا.

وتبلغ قدرة المشروع العملاق 26 غيغاواط، ليتفوّق على مشروع صن كابل (Sun Cable) في الإقليم الشمالي من أستراليا، ومن المرجح أن يكون الأكبر في البلاد.

ويقترح مركز الطاقة المتجددة الأسترالي تركيب ما يصل إلى 26 غيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في منطقة بيلبارا بأستراليا الغربية.

موعد انطلاق المشروع

كان لمركز الطاقة المتجددة الأسترالي سلسلة من المواعيد النهائية المقترحة منذ طرحه لأول مرة في عام 2017، من قبل مطوّري مشروعات الطاقة الدوليين إنتركونتيننتال إنرجي (InterContinental Energy) وسي دبليو بي غلوبال (CWP Global).

وعندما اشترت بي بي مركز الطاقة المتجددة الآسيوي آنذاك في عام 2022، كان الجدول الزمني هو تحقيق الإغلاق المالي في عام 2024، وأول توليد للكهرباء في عام 2026.

وفي وقت لاحق تحول ذلك إلى عام 2028؛ إما لتوليد الكهرباء الأولي وإما صادرات الهيدروجين الأخضر.

ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، تشير المواعيد النهائية الحالية إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر للصلب الأخضر المحلي بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الـ21، وصادرات الأمونيا بحلول منتصف ثلاثينيات القرن الـ21.

مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر

يعتزم مركز الطاقة المتجددة الأسترالي "توفير الطاقة المتجددة للعملاء المحليين في أكبر منطقة تعدين في العالم، بالإضافة إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء للسوق الأسترالية المحلية، ويصدّرها إلى المستعمِلين الدوليين البارزين".

ويتطلّب ذلك التطوير المنفصل لشبكة بيلبارا غرين لينك، وهي سلسلة من خطوط النقل عالية الجهد 330 كيلوفولت للاستعمال المشترك، التي من شأنها أن تربط مركز الطاقة المتجددة الأسترالي ومشروعات الطاقة المتجددة الأخرى بمنطقة التعدين الضخمة، وتزوّد الصناعات القائمة والجديدة بالكهرباء.

في يوليو/تموز 2024، جرى تعيين شركة الهندسة الأسترالية جي إتش دي (GHD) لبناء بيلبارا غرين لينك (Pilbara Green Link)، وهو خط نقل لربط البنية التحتية لشركة المرافق المحلية هورايزون باور (Horizon Power) مع مركز الطاقة المتجددة الأسترالي.

وأعلنت "جي إتش دي" أن الهندسة الأولية لن تنتهي إلا بحلول مارس/آذار 2025، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة في موقع "رينيو إيكونومي" (Renew Economy).

الهيدروجين الأخضر في أستراليا

تطورات مشروع الهيدروجين الأخضر

على نطاق واسع، يُمكن أن يغطي المشروع العملاق 6 آلاف و500 كيلومتر مربع، وبقدرة تصل إلى 26 غيغاواط من 1700 توربين رياح وحقول شاسعة من الألواح الشمسية.

وتريد شركة بي بي في النهاية استعمال بعض هذه الكهرباء لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وبهذا النطاق يُمكن أن تنتج 1.6 مليون طن من الهيدروجين الأخضر، أو 9 ملايين طن من الأمونيا الخضراء سنويًا.

وفي سبتمبر/أيلول 2024، قالت نائبة رئيس شركة بي بي لأعمال الهيدروجين في أستراليا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ لوسي نيشن، إن بي بي ما تزال تهدف إلى الحصول على 1 غيغاواط من طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية غير المؤكدة في الشبكة المحلية، بصفته جزءًا من المرحلة الأولى من البناء.

وفي أغسطس/آب 2024، حصل مركز الطاقة المتجددة الأسترالي على وضع المشروع الرئيس من جانب الحكومة الفيدرالية، ما يضعه على المسار السريع للموافقات التنظيمية، بحسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأعلن وزير الصناعة الفيدرالي، إد هوسيك، اختيار المشروع من جانب وكالة تيسير المشروعات الكبرى، إلى جانب مشروع "مورتشيسن غرين هيدروجين" بسعة 6 غيغاواط، الذي اقترحت بناءه شركة "كوبنهاغن إنفراستركتشر بارتنرز" الدنماركية.

فشل شركات النفط الكبرى

في الوقت الذي تعمل فيه شركة بي بي على وضع التفاصيل الخاصة بمركز الطاقة المتجددة الأسترالي، فقد تراجعت -أيضًا- عن هدف خفض إنتاج النفط بنسبة 40% من مستويات عام 2019 بحلول عام 2030.

وقد جرى -بالفعل- تخفيض هذا الهدف إلى 25%، وسيجري الآن التخلي عنه بالكامل.

وبدلًا من ذلك، تعمل الشركة على إعطاء الضوء الأخضر لسلسلة من حقول النفط الجديدة للتطوير، بما في ذلك حقل كاسكيدا النفطي الضخم في المياه العميقة بخليج المكسيك.

وتتوقع مبادرة "تتبع الكربون" أن تفعل الشيء نفسه لحقل تايبر في المياه العميقة في عام 2025، فضلًا عن توسيع الإنتاج في الكويت وجلب حقول جديدة في العراق.

يُذكر أن محاولة شركات النفط الكبرى لتصبح "شركات طاقة كبيرة" فشلت في العامين الماضيين؛ إذ بدأت شل التخلص من حيازاتها من الطاقة النظيفة في عام 2023.

وفي العام نفسه، خفّضت شركات النفط الكبرى من استثماراتها في الوقود الأحفوري، وخصصت مزيدًا من الأموال لأصول المنبع، وفقًا لبلومبرغ نيو إنرجي فايننس (Bloomberg NEF).

ولم تثبت شركات النفط أنها جيدة جدًا في الاستثمار في الطاقة الخضراء، إذ لا تستطيع التقنيات الجديدة حتى الآن أن تضاهي العائدات غير المتوقعة التاريخية للنفط، في حين تكون في الوقت نفسه أكثر تعقيدًا في التمويل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق