استمرار عطل خط أنابيب نفط جنوب السودان يفاقم الأزمة الإنسانية في جوبا (تقرير)
نوار صبح
- خط أنابيب النفط يمثل أكثر من 90% من عائدات حكومة جنوب السودان.
- جنوب السودان تبحث عن طرق بديلة لتصدير النفط بعد انسداد خط أنابيب شمال البلاد.
- قادة جنوب السودان نهبوا ثروات البلاد واستولوا على قدر كبير من إيرادات النفط الضخمة.
- منذ توقف خط أنابيب النفط عن العمل ازدادت الحياة صعوبة.
مع استمرار تعطل خط أنابيب نفط جنوب السودان تتفاقم الأزمة الإنسانية في العاصمة جوبا التي تسبب العطل بقطع الكهرباء عنها، وارتفاع أسعار السلع الأساسية وتباطؤ الخدمات العامة.
وينقل خط أنابيب النفط المتضرر أكثر من 90% من إيرادات الحكومة وجفف خزائن أحدث دولة في العالم، التي نالت استقلالها عن السودان في عام 2011، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
إزاء ذلك، توقفت البنية التحتية المتضررة، التي كانت تنقل حتى وقت قريب أكثر من 150 ألف برميل من النفط إلى ساحل البحر الأحمر في السودان، عن العمل في فبراير/شباط الماضي بعد انسداد ناجم عن التبلور في خط أنابيب نفط جنوب السودان بسبب نقص الديزل اللازم لتنقية الخام.
وبالنظر إلى وجود جزء من خط الأنابيب بمنطقة قتال مستمر في السودان، كانت أعمال الإصلاح بطيئة، على الرغم من أن وكيل وزارة البترول في جنوب السودان شول دينغ، قال، هذا الأسبوع، إن "البلاد تقترب من استئناف الإنتاج".
تداعيات تضرر خط أنابيب نفط جنوب السودان
تسبّب تضرر خط أنابيب نفط جنوب السودان في هبوط العملة المحلية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، وعدم دفع الرواتب وارتفاع أسعار السلع المستوردة والمحلية بشكل كبير، حسب وكالة بلومبرغ (Bloomberg).
وقال دينيس لوبيونغ، صاحب متجر يعيش في ضاحية روك سيتي في جوبا، معلّقًا على تداعيات انخفاض صادرات النفط: "لقد ارتفع سعر الخبز، وهو غذاء أساسي لمعظم الأسر، بمقدار 10 أضعاف".
في المقابل، خلال مدة قصيرة من استقلالها، عانت جنوب السودان المجاعة والكوارث الطبيعية.
وأدى الفساد المنتشر ونظام حكم اللصوص إلى تأجيج الصراع العنيف والفظائع الجماعية، مع نزوح أكثر من مليوني شخص واحتياج 7 ملايين آخرين للمساعدات الإنسانية.
توقف صادرات النفط
توقفت صادرات نفط دولة جنوب السودان غير الساحلية إلى الأسواق العالمية بعد انسداد خط أنابيب شمالي يمر عبر السودان إلى البحر الأحمر.
وتبحث جنوب السودان عن طرق بديلة لتصدير النفط، وفي وقت سابق من هذا العام طُلب من قطر والإمارات العربية المتحدة عمليات إنقاذ نقدية عاجلة لمساعدة الحكومة على البقاء، وفقًا لدبلوماسيين مطلعين على الأمر.
من ناحية ثانية، أدّت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى دفع شركة النفط والغاز الماليزية العملاقة (بتروناس) إلى التخلي عن استثمارها الذي دام 3 عقود في المنطقة.
وانخفضت صادرات النفط بشكل حاد ويتقلب الجنيه الجنوب سوداني عند نحو 5 آلاف مقابل الدولار؛ لأن احتياطيات العملة الأميركية من إيرادات النفط قد اختفت؛ وكان الدولار الأميركي يعادل نحو 2500 جنيه قبل تعطل خط الأنابيب.
في العام الماضي، عقدت جنوب السودان محادثات مع كينيا وإثيوبيا لنقل النفط إلى الساحل للتصدير، على الرغم من أن هذا الأمر حتى الآن كان مكلفًا للغاية بحيث لا يمكن تنفيذه.
ويرى العديد من سكان جوبا أن إصلاح خط أنابيب النفط في جنوب السودان يؤثر بمستقبلهم.
الفساد المستشري
أجّج الفساد المستشري وتحكّم نظام اللصوصية الصراع في جنوب السودان، على الرغم من أن "النفط يربط النخب السياسية المتنافسة في جنوب السودان ويمول قدرًا كبيرًا من العنف المزمن في البلاد". حسبما أفادت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير لها خلال مايو/أيار الماضي.
وفي الوقت نفسه، نهب قادة البلاد ثروات البلاد، واستولوا على قدر كبير من إيرادات النفط الضخمة، وفقًا لجماعات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية ومشروع "كفاية".
ومنذ توقف خط أنابيب النفط عن العمل، ازدادت الحياة صعوبة؛ حيث بدأت الخدمات العامة تتوقف.
بدورها، تظل الوزارات الحكومية عاطلة عن العمل في ظل الحر الشديد بسبب انقطاع التيار الكهربائي؛ ما يؤدي ببساطة إلى عدم حضور الموظفين إلى العمل، وفي كثير من الحالات، لم تُدفَع رواتب القطاع العام لشهور.
وتعطلت المولدات الكهربائية المملوكة للدولة، وأصبح تكييف الهواء في معظم المؤسسات العامة مجرد ذكرى بعيدة.
وفي مستشفى "الصباح" للأطفال في العاصمة، حيث ينام القائمون على الرعاية على أرضيات عارية وتحيط الناموسيات البالية بالأسرّة في أجنحة ضيقة، لا تستطيع إحدى المريضات البالغة من العمر عامًا واحدًا الوصول إلى الأدوية.
وقالت والدة المريضة، سارة أتينغ: "لا أستطيع الحصول على الدواء المناسب للطفلة"؛ حيث تعاني ابنتها، التي دخلت المستشفى 4 مرات منذ فبراير/شباط الماضي، فقرَ الدم وسوء التغذية".
من ناحيتها، تعاني المنشأة انقطاع التيار الكهربائي وانقطاع إمدادات المياه، ولا توجد في مدينة جوبا شبكة لإمداد المياه؛ ما يضطر السكان إلى الاعتماد على الإمدادات من الصهاريج.
اقرأ أيضًا..
- هل تتأثر أسعار النفط بالتحفيز الاقتصادي في الصين؟ أنس الحجي يجيب
- مفارقة.. إنتاج الهيدروجين الأزرق يستلزم تطوير البنية التحتية للوقود الأحفوري (تقرير)
- استهداف المنشآت النووية الإيرانية.. هل تعمِّق إسرائيل توترات الشرق الأوسط؟ (مقال)