تعتزم شركة ناشئة مدعومة من بيل غيتس، إحداث ثورة في طاقة الرياح من شأنها أن تخفض التكلفة بنسبة 75%، وفق بيانات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتمتلك شركة إيرلوم إنرجي الأميركية (Airloom Energy) تصميمًا جديدًا، وفاعلًا، وقابلًا للإنتاج بكميات كبيرة ومتعدد الاستعمالات.
وحصلت الشركة الناشئة على دعم كبير من المستثمرين، من بينهم شركة بريكثرو إنرجي فينتشرز (Breakthrough Energy Ventures)، التي يقودها مؤسس شركة مايكروسوفت (Microsoft) بيل غيتس، وولاية وايومنغ.
وسيساعد التمويل الإضافي البالغ 13.75 مليون دولار شركة "إيرلوم" في إنشاء مشروع تجريبي في وايومنغ، للتحقق من صحة إنتاج الكهرباء وفاعلية النظام، وإظهار أنه يُمكن إنتاج طاقة الرياح مقابل ثلث سعر التوربينات التقليدية ذات المحور الأفقي.
ووفقًا للشركة، سيبدأ المشروع التجريبي في وايومنغ صيف عام 2025.
تمويل ضخم لطاقة الرياح
وفق البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، حصلت شركة "إيرلوم إنرجي" على تمويل بقيمة 7.5 مليون دولار بقيادة شركة لووركربون كابيتال (Lowercarbon Capital) بمشاركة من شركة بريكثرو إنرجي فينتشرز وصندوق وايومنغ لرأس المال الاستثماري (WYVC) وشركة كروسكت فنتشرز (Crosscut Ventures) بصفة خاصة، لدعم رؤيتها لإحداث ثورة في توليد طاقة الرياح.
كما حصلت الشركة على 5 ملايين دولار من أموال مطابقة الطاقة من ولاية وايومنغ، وعقد بقيمة 1.25 مليون دولار من وزارة الدفاع الأميركية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "إيرلوم"، نيل ريكنر: "مع زيادة الطلب العالمي على الطاقة المتجددة، تقدّم تقنية إيرلوم تقدمًا في تقليل التكلفة المستوية للكهرباء (LCOE) مع معالجة تحديات سلسلة التوريد التي عاقت قطاع الرياح لمدّة طويلة".
وفي الوقت الذي تطور فيه "إيرلوم" مشروعها التجريبي الفريد، تتواصل -أيضًا- مع مطوري الرياح ومالكي الأصول ومنتجي الكهرباء للبحث عن شراكات للمبادرات المستقبلية.
وبحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، تحاول "إيرلوم" إنشاء تحالف من أصحاب المصلحة في الصناعة والمتبنّين الأوائل في ظل عمليات التوسع.
أزمة توربينات الرياح التقليدية
وفق البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة، يتزايد حجم وتعقيد توربينات الرياح ذات المحور الأفقي (HAWTs)، كما تعوق مشكلات سلسلة التوريد وأسعار الفائدة المزيد من خفض التكاليف.
وتُنتج التوربينات التقليدية بأحجام منخفضة باستعمال مواد متخصصة؛ وهي تتطلب معدّات نقل فريدة للشحن ورافعات كبيرة إلى جانب أطقم مدرّبة خصوصًا للتثبيت.
وينمو حجم توربينات الرياح باستمرار، إذ يصل طول كل شفرة -حاليًا- إلى ما يزيد على طول ملعب كرة القدم.
ويعادل ارتفاع توربين بحري رُكِّبَ مؤخرًا في الصين ارتفاع مبنى مكون من 50 طابقًا، وقد يتطلب بناء قاعدة توربين قياسي ما يصل إلى 40 شاحنة من الخرسانة.
وبفضل تصميمها البسيط والقابل للتصنيع بكميات كبيرة، تتبنى "إيرلوم" إستراتيجية مختلفة تمامًا؛ فهي تسمح بزيادة كثافة الطاقة، وبصمة بصرية أصغر، دون الحاجة إلى البنية التحتية المكثفة التي تتطلبها التوربينات التقليدية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "إنترستينغ إنجينيرينغ" (Interesting Engineering).
وكان الهدف منذ سنوات تطوير تقنية الرياح الأكثر كفاءة وأسهل في التركيب، إلّا أن المحاولات السابقة لاستبدال توربينات الرياح ذات المحور الأفقي فشلت؛ بسبب عدم كفاية الجمع بين إنتاج الطاقة العالية وتكاليف رأس المال الرخيصة ومتانة النظام.
ثورة في طاقة الرياح
بهدف توفير حل لهذه الأزمة، يوضح النموذج الأولي لشركة "إيرلوم" تقنية متقدمة جديدة، بدلًا من الشفرات الثلاث الكبيرة التقليدية على برج واحد، يتميز هذا التصميم بأعمدة بارتفاع 82 قدمًا تدعم مسارًا بأجنحة عمودية بطول 33 قدمًا.
ومع هبوب الرياح، تتحرك الأجنحة على طول المسار، ما يؤدي إلى توليد الكهرباء، ويسمح هذا النهج المبتكر للأجنحة بإنتاج قوة ميكانيكية، على غرار الطريقة التي تدير بها شفرات التوربينات التقليدية علبة التروس.
ومن الملاحظ أن توربينات الرياح التقليدية كبيرة، لأن الشفرات الأطول يُمكن أن تتحرك بشكل أسرع عند الأطراف، ما يؤدي إلى توليد المزيد من الكهرباء.
ومع ذلك، يحقق هذا التصميم الجديد إنتاجًا مماثلًا للطاقة بمكونات أقل، مع هيكل أبسط في التصميم.
كما أن استعمال مواد أقل يخفض من تكاليف رأس المال بشكل كبير؛ ما يجعل تكلفة التصميم أقل من عُشر تكلفة التوربينات التقليدية.
ووفقًا لشركة "إيرلوم"، فإنه على عكس التوربينات التقليدية، التي غالبًا ما تتطلب رافعات كبيرة للإعداد -التي تكلف أحيانًا 50 ألف دولار فقط للتسليم-، فإن مكونات هذا النظام الجديد يُمكن نقلها بسهولة على مقطورات جرار قياسية؛ ما يتيح تركيب طاقة الرياح في مواقع لم يكن من الممكن الوصول إليها سابقًا.
موضوعات متعلقة..
- تسارع نمو قدرة طاقة الرياح في العالم.. وهذه أكبر 6 دول (تقرير)
- الاحتباس الحراري يزيد طاقة الرياح 9% نهاية القرن الحالي (دراسة)
- تضاعُف قدرة طاقة الرياح العالمية غير كافٍ لتحقيق أهداف المناخ 2030
اقرأ أيضًا..
- حقل أم اللولو البحري.. قصة اكتشاف نفطي طوّرته الإمارات بعد 33 عامًا
- مصر توقع اتفاقية شراكة مع اليونان لنقل الغاز المسال وتوريده
- سعر الهيدروجين الأخضر تحدده شركة ألمانية برقم صادم
- السعودية تعزز أسطولها الجوي بـ100 طائرة كهربائية.. أكبر صفقة من نوعها