انخفاض هوامش تكرير النفط في أميركا لأدنى مستوى منذ 4 سنوات
في سبتمبر 2024
وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق
انخفضت هوامش تكرير النفط في أميركا بصورة ملحوظة في سبتمبر/أيلول 2024، لتصل إلى أدنى مستوياتها لهذا الشهر منذ 4 سنوات.
وشهد عام 2020 هبوط هوامش ربح عمليات التكرير في الولايات المتحدة، إذ انخفض الطلب على وقود النقل بسبب القيود المفروضة على السفر جراء جائحة كورونا.
وتقلّصت هوامش تكرير النفط في أميركا (التي تمثّل الفرق بين سعر برميل النفط الخام وسعر الجملة للمنتجات النفطية المشتقة منه)، إلى ما يتراوح بين أقل من 0.20 دولارًا و0.50 دولارًا لكل غالون، حسب المنطقة، في سبتمبر/أيلول 2024، بحسب تقرير حديث حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ويتزامن هذا الانخفاض مع الاتجاه العالمي، كما يُعزى إلى ضعف الطلب على المنتجات النفطية، وخاصة المقطّرات.
وخلال المدة من يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول 2024، وصل متوسط استهلاك الولايات المتحدة من وقود المقطرات إلى 3.7 مليون برميل يوميًا، ليسجل انخفاضًا 6% على أساس سنوي، وأقل 8% من المدة نفسها في 2019.
أسباب انخفاض هوامش تكرير النفط في أميركا
انخفض استهلاك وقود المقطرات في الساحل الغربي الأميركي، نتيجة لتقلّص نشاط التصنيع والاتجاه المتزايد لاستبدال وقود الديزل التقليدي بالوقود الحيوي، ما تسبَّب بتراجع هوامش تكرير النفط في أميركا.
وبلغ استهلاك البنزين ووقود الطائرات في أميركا، خلال المدة من يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول 2024، نحو 9 ملايين برميل يوميًا، و1.8 مليون برميل يوميًا تقريبًا، على الترتيب، ما يمثّل انخفاضًا طفيفًا على أساس سنوي، وانخفاض 6% عن مستويات 2019، لكلا الوقودين، بحسب تقرير حديث صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
ويمثّل الانخفاض الأخير بهوامش تكرير النفط في أميركا تحولًا ملحوظًا عن الاتجاهات التي لوحظت على مدار العامين الماضيين.
فبعد الانخفاضات الكبيرة التي شهدتها أرباح المصافي الأمريكية عام 2020، أسهم هبوط قدرة التكرير في الولايات المتحدة، إلى جانب انتعاش الطلب على المنتجات النفطية، بتحسّن هوامش التكرير.
وكانت اتجاهات هوامش تكرير النفط في أميركا واضحة، خاصة في الساحل الغربي، حيث كانت مدفوعة بإغلاق العديد من المصافي أو تحويل عملياتها لإنتاج الديزل المتجدد بدلًا من المنتجات النفطية التقليدية.
أرباح مصافي التكرير العالمية
بصفة عامة، يشير تقلّص هوامش تكرير النفط في العالم إلى الاستهلاك الضعيف للمنتجات النفطية، حتى مع زيادة قدرة التكرير.
وكان الطلب على المنتجات النفطية خارج الولايات المتحدة ضعيفًا، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي في كل من الصين وأوروبا.
علاوة على ذلك، أدى الانتشار المتزايد للسيارات الكهربائية، واستعمال الوقود الحيوي، وزيادة الاعتماد على الغاز الطبيعي المسال في الشاحنات الثقيلة، إلى انخفاض مطّرد في استهلاك المنتجات النفطية بأجزاء كبيرة من آسيا وأوروبا.
وتواجه هوامش تكرير النفط تحديّات مع دخول قدرة التكرير الجديدة عالميًا حيز التشغيل، على سبيل المثال، وصلت مصفاة الزور الكويتية إلى التشغيل الكامل بسعة 615 ألف برميل يوميًا في بداية عام 2024.
وفي الوقت نفسه، بدأت مصفاة الدقم العمانية، القادرة على معالجة 230 ألف برميل يوميًا عملياتها، وتواصل مصفاة دانغوتي النيجيرية الوصول إلى سعتها البالغة 650 ألف برميل يوميًا، بصورة تدريجية، بحسب ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وفي ضوء انخفاض هوامش تكرير النفط، تعمل بعض المصافي الدولية على تقليص عملياتها، إذ أعلنَت مصافٍ في أوروبا -مؤخرًا- نيّتها إغلاق أو تقليص قدرة التكرير لديها.
ومن جهة أخرى، أعلنت شركة "ليونديل باسل" خططها لإغلاق مصفاتها، في هيوستن الأميركية، التي تبلغ قدرة التكرير فيها 264 ألف برميل يوميًا، بحلول الربع الأول من عام 2025، وجاء هذا الإعلان قبل الانخفاض الأخير لهوامش تكرير النفط في أميركا.
موضوعات متعلقة..
- لماذا انخفضت هوامش تكرير النفط في الساحل الغربي الأميركي؟ (تقرير)
- توسعات التكرير في الكويت والبحرين تسير على نهج 3 دول خليجية
- مصافي التكرير الأسيوية تتجه إلى الأميركتين بسبب أرامكو.. ما القصة؟
اقرأ أيضًا..
- ارتفاع واردات مصر من الغاز المسال.. ودولة واحدة تُلبي 77%
- نصف صادرات قطر من الغاز المسال يذهب إلى 4 دول
- إيرادات صادرات الطاقة الروسية تهبط 2%.. ومصر والمغرب والسعودية ضمن المستوردين
- واردات الكويت من الغاز المسال تسجل مستوى قياسيًا في 3 أشهر