تطور الطاقة المتجددة في البرتغال يضعها بمصافّ دول أوروبا الخضراء
أمير إبراهيم
تواصل الطاقة المتجددة في البرتغال تقدمها بعد أن مثّلت نحو 83% من إنتاج الكهرباء خلال الأشهر الـ7 الأولى من عام 2024.
وارتفعت حصة الطاقة المتجددة من إجمالي توليد الكهرباء في البرتغال بنحو 14.2%، على أساس سنوي خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز من عام 2024، بحسب بيانات اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وجاءت الخطوات التي قطعها البلد الأوروبي نحو الطاقة الخضراء استكمالًا لنجاحات سجلتها في عام 2023، إذ شكّلت المصادر المتجددة 61% من استهلاك الكهرباء.
وتستهدف البرتغال رفع حصة الطاقة المتجددة إلى 85% من إنتاج الكهرباء بحلول 2030، مع توقعات بتعزيز هذا الهدف، بعد إحراز تقدم كبير في الكهرباء المتجددة.
ودعمت أوضاع الطقس جهود الطاقة المتجددة في البرتغال، مثل هطول الأمطار الذي عزز توليد الطاقة الكهرومائية بشكل أكبر، بالإضافة إلى الاستثمارات الضخمة في مصادر الطاقة النظيفة، مثل الطاقة الشمسية والرياح والكتلة الحيوية.
إنجازات الطاقة المتجددة في البرتغال
في عام 2023 زاد إنتاج الطاقة الكهرومائية في البرتغال بنسبة 70%، كما ارتفع توليد الطاقة الشمسية بنسبة 43% خلال العام نفسه.
وتظلّ طاقة الرياح مكونًا أساسيًا لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في البرتغال، إذ تمثّل 25% من الإجمالي، وفقًا لتقرير صادر عن جمعية الطاقة المتجددة البرتغالية.
وتعكس هذه المكاسب القدرة المتزايدة للبنية التحتية للطاقة المتجددة في البرتغال، بالإضافة إلى التزامها بالحد من بصمتها الكربونية؛ ما جعل البلاد ضمن أبرز دول أوروبا الخضراء، لتحتل المرتبة الرابعة بعد كلٍّ من: النرويج والنمسا والدنمارك.
كما تتماشى تلك المكاسب مع أهداف التحول في مجال الطاقة في البلاد الذي بدأته منذ عقود، وشهد إنجازًا كبيرًا في عام 2021 عندما أصبحت البرتغال واحدة من أوائل الدول الأوروبية التي توقفت عن توليد الكهرباء بالفحم.
مكاسب اقتصادية
التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة في البرتغال لم يُفِد قطاع الكهرباء فحسب، وإنما أفاد البلاد اقتصاديًا.
ووفرت الطاقة المتجددة للبرتغال 1.95 مليار يورو (2.1 مليار دولار أميركي) من وارداتها من الوقود، و750 مليون يورو (818.1 مليون دولار أميركي) في تصاريح انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عام 2023، وفق التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
*(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا)
ولدى الاتحاد الأوروبي نظام لتداول الانبعاثات يحدد السعر لكل طن تصدره الشركات والمرافق؛ من أجل تشجيع الاستثمار في الطاقات المتجددة البديلة.
وتمتلك البرتغال خبرة فنية قوية في قطاع الطاقة المتجددة، وتمكّنت من خفض تكاليف التشغيل وجعلها في نطاق تنافسي؛ ما يجذب مزيدًا من الاستثمارات للبلاد، خاصة من قبل الشركات التي تسعى لتحقيق الحياد الكربوني.
ومن المقرر أن يحقق قطاع الطاقة المتجددة في البرتغال مزيدًا من التقدم مستفيدًا من حزمة مساعدات بقيمة مليار يورو (1.1 مليار دولار أميركي) أقرّتها المفوضية الأوروبية.
ويضع التزام البرتغال بالطاقة المتجددة البلاد في طليعة التحول الأخضر في أوروبا، ويقدم نموذجًا لما يمكن أن تحققه الدول من تطور في قطاع الطاقة النظيفة حينما يمتزج الابتكار بالاستثمار والسياسة معًا.
موضوعات متعلقة..
- مشروع لطاقة الأمواج في البرتغال يؤمّن تمويلًا بـ21 مليون دولار
- نقاط شحن المركبات الكهربائية تشهد توسعًا في إسبانيا والبرتغال
اقرأ أيضًا..
- واردات الكويت من الغاز المسال تسجل مستوى قياسيًا في 3 أشهر
- انبعاثات غازات الدفيئة محور تعاون جديد بين الجزائر وأميركا
- السفن العاملة بالغاز المسال قد تشكل 6% من أسطول الشحن البحري (دراسة)
- استثمارات الطاقة الصينية في زيمبابوي تهدد البيئة.. والتعدين المتهم الأبرز