إكوينور تشتري حصة أقلية في أورستد الدنماركية
أسماء السعداوي
أبرمت شركة إكوينور كبرى شركات النفط والغاز في النرويج صفقة بقيمة 2.5 مليار دولار للاستحواذ على حصة أقلية في أسهم شركة أورستد الدنماركية (Orsted).
ووصفت الشركة النرويجية الخطوة بالإستراتيجية المتّسقة مع النمو طويل الأمد لقطاع الطاقة المتجددة في حافظة أعمالها، وفق ما جاء في بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه.
وعلى صعيد أورستد، تأتي الصفقة في توقيت حاسم، إذ يسعى رئيسها التنفيذي مادس نيبر لإجراء تغييرات بعد شطب مشروعات بقيمة بمليارات الدولارات بقطاع الرياح البحرية في الولايات المتحدة.
وفور ورود الأنباء، ارتفع سعر سهم شركة إكوينور بنسبة 1.38%، ليسجل 27.12 دولارًا، كما ارتفع سعر سهم أورستد بنسبة 4.21% إلى 436 كرونة دنماركية (64.19 دولارًا أميركيًا).
صفقة إكوينور وأورستد
اشترت إكوينور 9.8% من أسهم أورستد، ما يعادل 41 مليونًا و197 ألفًا و344 سهمًا، وبناءً على سعر إغلاق البورصة يوم الجمعة الماضية الموافق (4 أكتوبر/تشرين الأول 2024) عند 418 كرونة للسهم، وبسعر صرف الدولار عند 6.8 كرونة، بلغت قيمة الصفقة 2.5 مليار دولار.
وأصبحت إكوينور ثاني أكبر حمَلة الأسهم في أورستد بعد الدولة التي تستحوذ على الحصة الحاكمة بأكبر شركات الرياح البحرية في العالم، وفق بيان صحفي نشرته إكوينور بموقعها الإلكتروني.
وتمتلك أورستد حصصًا بمشروعات لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة بإجمالي قدرات تصل إلى 10.4 غيغاواط، ومشروعات رياح بحرية قيد التنفيذ بنحو 7 غيغاواط.
كما تطمح الشركة الدنماركية إلى رفع إجمالي القدرات المركبة لمشروعاتها في الطاقة المتجددة إلى 38 غيغاواط بحلول نهاية العقد الجاري في عام 2030.
وما زال الاتفاق ينتظر الحصول على الموافقات من الجهات التنظيمية بموجب قواعد الاستثمار الأجنبي المباشر.
مالك داعم
لا تعتزم إكوينور زيادة حصة أسهمها في أورستد حاليًا، كما أنها لن تسعى للسيطرة على مقاعد بمجلس الإدارة، وأكدت دعمها لإستراتيجية أورستد ومجلس إدارتها.
وفي هذا الصدد، يقول الرئيس التنفيذي لشركة إكوينور أندريس أوبيدال، إن الصفقة تتماشى مع إستراتيجية شركته للنمو المدفوع بالقيمة في أصول الطاقة المتجددة.
وثمّن الرئيس التنفيذي الصفقة مع أورستد الصفقة بوصفها استثمار معاكس للتقلبات الدورية في مطور رائد وحافظة أعمال مميزة من أصول الرياح البحرية قيد التشغيل، مشيرًا إلى أن التعرّض لأصول منتجة بالقطاع يكمل حافظة مشروعات الطاقة البحرية قيد التطوير لدى إكوينور.
وتخطط إكوينور لتخصيص أكثر من 50% من استثمارات في مشروعات الطاقة المتجددة ومنخفضة انبعاثات الكربون بحلول عام 2050.
وستدعم الصفقة مع أورستد خطة لتحوّل الطاقة التي تتضمن إنتاج الكهرباء مع خفض الانبعاثات بالتدريج، من خلال زيادة قدرات الطاقة المتجددة.
تحديات أورستد
رغم التحديات التي تواجه صناعة الرياح البحرية في الوقت الحاضر، أعرب الرئيس التنفيذي لإكوينور أندريس أوبيدال عن ثقته في مستقبل القطاع على المدى الطويل، والدور الحاسم الذي سيؤدّيه في تحول الطاقة.
وتعرّضت أورستد في العام الماضي (2023) لعقبات كبيرة، وخاصة في الولايات المتحدة، بعد معاناة مع اضطرابات سلاسل التوريد وارتفاع أسعار الفائدة وصعوبة الحصول على إعفاءات ضريبية.
وأعلنت الشركة اعتزامها الانسحاب من مشروعين كبيرين لتوليد الكهرباء من الرياح البحرية في أميركا، هما أوشن ويند 1 (Ocean Wind 1) وأوشن ويند 2 (Ocean Wind 2).
وأطلقت خطة إعادة هيكلة شاملة خلال العام الجاري (2024) لتصحيح المسار لتشمل خفض النفقات وتعليق صرف توزيعات الأرباح على مدار أكثر من عام، وبيع الأصول، وإعادة التركيز على الأولويات.
ورصدت منصة الطاقة المتخصصة في تقاريرها اليومية مؤخرًا انسحاب أورستد من خطة لبناء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بسبب ارتفاع التكاليف، كما قررت وقف بناء محلل كهربائي في مصفاة هامبر البريطانية.
وباعت الشركة حصصها في 4 مزارع رياح برية أميركية بقدرة 957 ميغاواط في إلينوي وتكساس وكانساس، بسبب ارتفاع التضخم والفائدة.
كما ألغت خطة تطوير ما سيكون أكبر مشروع وقود أخضر في أوروبا وهو فلاغشيب وان (FlagshipONE) الذي يستهدف إنتاج 55 ألف طن متري من الميثانول الاصطناعي.
وفي مطلع سبتمبر/أيلول المنصرم (2024)، أغلقت أورستد آخر محطاتها العاملة بالفحم في إسبرغ بالدنمارك؛ ما سيجعلها أول شركة تحقق التحوّل الكامل في إنتاج الكهرباء إلى الطاقة المتجددة.
موضوعات متعلقة..
- إكوينور النرويجية تنسف جدوى مشروع نقل الهيدروجين إلى ألمانيا
- إكوينور تتخارج من قطاع الرياح البحرية في فيتنام
- نتائج أعمال إكوينور في الربع الثاني 2024 تهبط بالأرباح 4%
اقرأ أيضًا..
- ليبيا تنافس مصر على موقع اكتشاف غاز ضخم.. احتياطياته 122 تريليون قدم مكعبة
- بي بي تتخلى عن هدف خفض إنتاج النفط والغاز.. ما دور العراق والكويت؟
- مستقبل سوق البتروكيماويات العالمية يتوقف على 4 عوامل رئيسة (تقرير)
- شركات النفط الأميركية تغازل دونالد ترمب بالمليارات.. هل تنجح؟