أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

الطلب العالمي على النفط.. أنس الحجي يرصد المبالغات الإعلامية وتضارب الأرقام

أحمد بدر

ما يزال الخلاف بشأن وصول الطلب العالمي على النفط إلى ذروته، مستعرًا بين كبريات المؤسسات العالمية، سواء تلك البحثية أو التمويلية، وكذلك المنظمات العملاقة المتخصصة في مجال الطاقة.

ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن أوبك أصدرت تقريرها السنوي الخاص بالموضوع نفسه، والذي تلقّفته وسائل الإعلام العالمية.

وأضاف: "هناك خلاف كبير حول توقيت وصول الطلب العالمي على النفط إلى ذروته، إذ -تاريخيًا على مدى أكثر من 140 عامًا- كان الحديث دائمًا عن بلوغ الإنتاج ذروته، ولكن هذا الكلام انتهى الآن، وأصبح الحديث عن الطلب".

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها الدكتور أنس الحجي بعنوان "متى سيصل الطلب العالمي على النفط إلى ذروته"، وذلك من خلال مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا).

خطاب إعلامي مبالغ فيه

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن الحديث يدور الآن عن بلوغ الطلب العالمي على النفط ذروته، في وقت تتبنى فيه وكالة الطاقة الدولية والأمم المتحدة فكرة ضرورة وقف الاستثمار في النفط والغاز.

ولفت إلى أن هذه المنظمات العالمية الكبرى ترى أنه لن تكون هناك حاجة في المستقبل للنفط أو الغاز، وذلك بسبب البدائل الأخرى، التي تتمثل في الطاقات المتجددة، بالإضافة إلى السيارات الكهربائية.

الطلب العالمي على النفط

ولكن، وفق الدكتور أنس الحجي، الإشكال هنا في وجود مبالغات ضخمة من جانب السياسيين ووسائل الإعلام، خاصة وكالة بلومبرغ، التي تملك شركة بحثية، تتبنّى الدفاع عن موضوع التغير المناخي.

وأوضح أن صاحب الوكالة "مايكل بلومبرغ" تبرّع بمبلغ 200 مليون دولار لدعم الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لذلك فإن الجميع يتجهون إلى الدفاع عن الطاقات المتجددة، لأن هناك أموالًا يمكن الحصول عليها.

وأضاف: "الإشكال الآن أن هناك تغطية خاطئة ومبالَغ فيها من قبل وسائل الإعلام، وللأسف وسائل الإعلام العربية تتبنّى الفكرة نفسها، أن تترجم الأمور كما هي".

وتابع: "سبق لي -شخصيًا- مواجهة مذيعات ومذيعين بالتلفاز، يقولون، إن بلومبرغ قالت كذا وكذا، ويصنعون مقدمة مصورة تؤيد كلامهم، ثم يطلبون رأيي ليتفاجؤوا بأن كل ما قالوه خطأ".

لذلك، وفق الحجي، فهناك أهمية لموضوع منصة الطاقة، ليس فقط بشكل إخباري، ولكن لأن الطاقة منصة إستراتيجية، ويجب النظر لها من وجهه نظر إستراتيجية، لا سيما من جانب الدول المنتجة للنفط.

منصة الطاقة

ذروة الطلب العالمي على النفط

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن شركة النفط البريطانية "بي بي"، في عام 2019، وقبل جائحة كورونا، أعلنت أن الطلب العالمي على النفط وصل إلى ذروته عند 100 مليون برميل، وانتهى الأمر.

وأضاف: "بعدها بدأت الشركات تصرّح بهذه الأمور، وغالبيتها قالت، إنه خلال الأعوام القادمة قبل عام 2030 سيصل الطلب العالمي على النفط إلى ذروته، ثم أخّرت الموعد -كما حصل في موضوع الإنتاج- لتعلن الآن أنها ترى أن الطلب سيصل إلى ذروته تقريبًا في 2030-2035".

الغريب في الأمر، وفق الحجي، أن تقرير غولدمان ساكس توقّع أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى ذروته في عام 2034، ثم يبدأ بالانخفاض، بينما ترى وكالة الطاقة الدولية أنه سيصل إلى ذروته بحلول عام 2029، عند 106 ملايين برميل.

مقر بنك غولدمان ساكس
مقرّ بنك غولدمان ساكس - الصورة من موقعه الإلكتروني

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن هذا الرقم 106 ملايين برميل، ربّما سيحدث بحلول بداية عام 2026، أي قبل الموعد الذي حددته وكالة الطاقة الدولية بنحو 3 سنوات، وهو ما يشير إلى وجود مشكلات في توقعات الوكالة.

وتابع: "أوبك بدورها غيّرت توقعاتها عدّة مرّات، ففي البداية كان توقعها أن الطلب العالمي على النفط أو ذروة الطلب سيكون في متوسط ثلاثينيات القرن الحالي، ثم يبقى على ما هو عليه، وبعد ذلك غيرت في العام الماضي، وقالت، إنه سيصل إلى ذروته عند 116 مليون برميل عام 2045".

أمّا تقرير أوبك الأحدث، بحسب الدكتور أنس الحجي، وهو الخاص بالاستشراف حتى عام 2050، فهو يُظهر تغييرًا جديدًا، إذ قال، إن الطلب العالمي على النفط سيواصل النمو حتى نهاية الاستشراف، أي إن 2050 ليس العام المرتبط بذروة الطلب.

توقعات أوبك بشأن الطلب العالمي على النفط

وأردف مستشار تحرير منصة الطاقة: "بالنسبة لنا في الشركة "إنرجي أوتلوك أدفايزر الأميركية" كانت لنا توقعات منذ 2020، ونركّز على فكرة أنه ليست هناك ذروة للطلب قبل 2050، وسبقْنا الجميع في هذا، وقلنا، إن الطلب على النفط في عام 2050 سيكون بمقدار 121 مليون برميل يوميًا، واليوم تتوقع أوبك أنه سيكون 120 مليونًا".

وأوضح الحجي أن هناك أمرًا غريبًا آخر، وهو أن الشركات الصينية لا تتكلم عن رؤيتها على الإطلاق، رغم كونها من أكبر الشركات في العالم، وفجأة بدأت تبثّ -وبقوة- أن الطلب على البنزين والديزل في الصين سيصل ذروته قريبًا، ربما في العام المقبل، ومن ثم فإن الطلب العالمي على النفط عمومًا أصبحت ذروته قريبة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق