كهرباءأخبار الكهرباءرئيسية

إندونيسيا تحبط حلم التخلص من محطات توليد الكهرباء بالفحم

أسماء السعداوي

سددت إندونيسيا ضربة لأهداف مجموعة السبع الصناعية بشأن تبكير موعد خروج محطات توليد الكهرباء بالفحم من الخدمة، تحقيقًا لأهداف خفض انبعاثات الكربون ومكافحة تغير المناخ الناتج عن الاحتباس الحراري.

وفشلت محاولات التوصل لاتفاق بشأن إغلاق محطة تو سيريبون-1، الذي كان محددًا له في يوليو/تموز المنصرم (2024)، وهو ما قد يعطّل اتخاذ خطوات مماثلة في بلدان أخرى، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويحتلّ الفحم مكانة مميزة في إندونيسيا التي جاءت في العام الماضي (2023) في المركز الثالث بقائمة أكثر الدول إنتاجًا للفحم في العالم.

وحلّت إندونيسيا ثالثةً بين أكبر دول العالم من حيث مشروعات توليد الكهرباء بالفحم قيد التطوير بإجمالي 15.06 غيغاواط، ومن المتوقع بدء تشغيل محطة جديدة بقدرة 300 ميغاواط بمنجم سومسل في ديسمبر/كانون الأول المقبل (2024).

وتخشى جاكرتا التي تعتمد على الفحم لتوليد ثُلثي الكهرباء من خسارة أمن الطاقة الذي يوفره الفحم، أن تلجأ إلى مصادر الطاقة المتجددة التي ستكلّفها ما لا يقلّ عن 1.3 مليار دولار.

محطة سيريبون 1

أطلقت مجموعة السبع الصناعية مبادرة شراكة انتقال الطاقة العادل (JETP) لمساعدة الدول النامية الأكثر اعتمادًا على الفحم الملوث في توليد الكهرباء بتحقيق التحول بعيدًا وتدريجيًا عن الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة.

وبموجب الشراكات مع بلدان منها إندونيسيا والسنغال وجنوب أفريقيا وفيتنام، ترصد المجموعة مليارات الدولارات في صورة استثمارات ومنح وقروض من الدول الأعضاء أو من المصارف متعددة الأطراف والخاصة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وكان من المتوقع خروج محطة سيريبون -1 بقدرة 660 ميغاواط من الخدمة في عام 2035 بدلًا من 2042.

محطة سيريبون -1
محطة سيريبون -1- الصورة من eco-business

وتُعدّ المحطة الواقعة في مقاطعة جاوة الغربية من المحطات الحديثة نسبيًا، إذ دخلت الخدمة في عام 2021، وتطلق انبعاثات أقل من نظيراتها القديمة، إلّا أن اتهامات طالتها إلى جانب محطات أخرى في العاصمة جاكرتا بالتسبب في "تلوث مزمن".

واتهم صيادون محطة توليد الكهرباء بالفحم ورصيف تفريغ الشحنات بالتسبب في ندرة الأسماك منذ بدء إنشائها.

وبموجب شراكة انتقال الطاقة العادل، تعهدت الدول الغنية بتقديم 20 مليار دولار لدول جنوب شرق آسيا، لكن حتى الآن لم يُجمع سوى جزء ضئيل من المبلغ.

ويحمل الاتفاق بشأن المحطة أهمية حاسمة لبرنامج إقليمي تابع لبنك التنمية الأسيوي (ADB)؛ إذ يخطط لإبرام اتفاقات تمويلية مع دول مثل فيتنام والفلبين، علاوة على 30 محطة في إندونيسيا.

وأعرب المدير العام للبنك راميش سوبرامانيام عن قلقه إزاء التأخير، مؤكدًا ضرورة التوصل إليه، ولكن بأفضل طريقة ممكنة.

وقال، إن عددًا من المصارف الخاصة "يصطفّ" للاستثمار، ويمكن بدء سلسلة من الاتفاقيات الجديدة بعد الاتفاق بشأن محطة سيريبون 1.

توليد الكهرباء بالفحم

تخشى إندونيسيا أن يؤدي تخلّيها عن محطة توليد الكهرباء بالفحم إلى تكاليف باهظة تُقدَّر بـ1.3 مليار دولار، نتيجة لاستبدالها بمصادر الطاقة المتجددة الأغلى تكلفة بنسبة 90% تقريبًا.

وستكون الحكومة هي من يموّل ذلك المبلغ لتقدُّمها في صورة إعانات، بحسب وزارة المالية.

كما ستظهر الحاجة لتوفير حماية قانونية، إذ يخشى مشغّلو المحطة من أن يُعرضهم الاتفاق بشأن الإغلاق المبكر لتهم جنائية إذا رأت جهات التحقيق أنه يُثقل كاهل الدولة بخسائر مالية.

وبالفعل، أقرّ مسؤول حكومي بارز بدراسة التداعيات القانونية التي ربما تنشأ جراء إغلاق محطة الفحم، خشية توريط أشخاص في مشكلات قانونية.

الرئيس الإندونيسي الجديد برابوو سوبيانتو
الرئيس الإندونيسي الجديد برابوو سوبيانتو- الصورة من شبكة سي إن إن الأميركية

وضمن إطار العقبات في طريق التوصل لاتفاق الحاجة الملحّة لإبرام لاتفاق قبل 20 أكتوبر/تشرين المقبل (2024)، وهو موعد تولي الرئيس المنتخب حديثًا برابوو سوبيانتو منصبه.

ويدعو برابوو إلى تحقيق الكفاية الذاتية وأمن الطاقة، بما يشير للتمسك بالفحم، لكنه ذكر خروج محطات الفحم في تعهداته الانتخابية.

دعم نقدي جديد

في سياق متصل، اقترح أحد كبار المستشارين الاقتصاديين للرئيس الجديد تقديم إعانات الطاقة مباشرة إلى المواطنين المستحقين، وليس للشركات.

وبحسب المستشار برهان الدين عبد الله، ستوفر طريقة الدعم النقدي الجديدة مبلغ 200 تريليون روبية، بما يعادل 13.3 مليار دولار.

وتقدّم الحكومة إعانات لأنواع معينة من الوفود ورسوم الكهرباء لخفض التضخم، لكنها أثقلت كاهل الدولة بمبلغ 500 تريليون روبية في العام الماضي (2023)، نتيجة للتقلبات في أسعار النفط.

الدولار = 15.1 روبية إندونيسية

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق