الطاقة الشمسية في قبرص تتجاوز أهداف الاتحاد الأوروبي للطاقة المتجددة
السخانات الشمسية تُستعمل بمنازل 93.5% من الأسر
خالد بدر الدين
تلقى الطاقة الشمسية في قبرص، التي تقع شرق البحر الأبيض المتوسط، اهتمامًا كبيرًا من حكومة نيقوسيا، بفضل الشمس التي تسطع عليها أكثر من 300 يوم في السنة، لتستغل هذه الطاقة المتجددة لتلبية الاحتياجات المنزلية.
وتفوّقت جزيرة قبرص على جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في استغلال 93.5% من الأسر لأنظمة الطاقة الشمسية في تسخين المياه، وفقًا لتقارير حديثة اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وانتشر استعمال الطاقة الشمسية في قبرص حيث تُظهر بيانات الاتحاد الأوروبي أن الجزيرة تتجاوز أهداف الطاقة المتجددة المحددة في تدفئة المباني وتبريدها، بفضل استعمال التكنولوجيا الحرارية الشمسية على نطاق واسع.
ومع ذلك، يرى أول مفوض للبيئة في الجزيرة، شارالامبوس ثيوبمبتو، أن هناك عديدًا من المناطق التي لم تحقق فيها الحكومة أهدافها المتعلقة بانبعاثات غازات الدفيئة، رغم استعمال الطاقة الشمسية في قبرص بكثافة.
الطاقة الشمسية في قبرص مستدامة
حققت نيقوسيا بسهولة الأهداف المحددة من موارد الطاقة المتجددة المستعملة للتدفئة والتبريد المستدامين للمباني، بفضل الطاقة الشمسية في قبرص، التي تسطع معظم أيام السنة وتُستعمل بكثافة لتسخين المياه منذ سنوات عديدة.
ويتذكر ثيوبمبتو، عضو البرلمان عن حزب الخضر الذي يرأس لجنة البيئة في برلمان نيقوسيا، بوضوح رؤية أول نظام لتسخين المياه باستعمال الطاقة الشمسية في قبرص، مثبتًا على سطح منزل عائلة زوجته منذ ما يقرب من 60 عامًا.
ولم تحقق حكومة قبرص أهدافها المتعلقة بانبعاثات غازات الدفيئة، بسبب أزمة المناخ التي تؤدي إلى زيادة شدة حرائق الغابات في البلاد وانتشار الدخان الكثيف في أجواء الجزيرة، خلال أشهر الصيف الحارة، في حين تعاني من نقص شديد في هطول الأمطار.
وكان الإسرائيليون هم من أدخلوا تكنولوجيا الطاقة الشمسية في قبرص، إذ أحضروا سخانات مياه تعمل بهذه الطاقة المتجددة في أواخر الستينيات، وما زال ثيوبمبتو يتذكر أول نظام ركبه العمال على سطح أحد المباني في نيقوسيا.
فكرة الطاقة الشمسية في قبرص بسيطة
انتشرت السخانات التي تعمل بالطاقة الشمسية في قبرص بعد ذلك، لأن فكرتها بسيطة للغاية، إذ إن كل المطلوب ألواح شمسية، وخزان وأنابيب النحاس، ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا الحل رائعًا لاحتياجات المنازل من الماء الساخن.
ولم تُستعمل الطاقة الشمسية لدى قبرص في تسخين المياه ورفع درجة الحراة التي تتولد من خلال الكهرباء وحرق الوقود الأحفوري، وإنما كانت فعالة للغاية من حيث التكلفة، وساعدت الحكومة في إنشاء صناعة بأكملها، بحسب تقرير نشره موقع الغارديان.
واستفادت الأسر ذات الدخل المنخفض من هذه الصناعة، التي وفّرت العديد من فرص العمل، وظهر المصنعون المحليون الذين ينتجون المكونات، ثم العمال الذين يتدربون على تركيب السخانات الشمسية، التي باتت نشاطًا ضخمًا في الجزيرة.
وبذل ثيوبمبتو من خلال منصبه مفوضًا للبيئة، جهودًا مكثفة لجعل أنظمة الطاقة الشمسية في قبرص إلزامية على جميع المباني السكنية والتجارية المشيّدة حديثًا.
وأضاف أن السخانات الشمسية تُعد أولوية بالنسبة إليه مفوضًا للبيئة؛ إذ طلب من المهندسين المعماريين التأكد من أن أسطح المنازل تحتوي على مساحة كافية لتركيبها وقادرة على تحمّل وزنها، كما جاء في تقارير تتابعها منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- أنظمة الطاقة الكهروضوئية تغذّي ثكنات الجيش في قبرص
- أكبر مزرعة شمسية في قبرص تثير الجدل.. والحكومة ترد
- قطاع الطاقة الشمسية في تركيا يتوسع.. هل تصبح لاعبًا دوليًا؟
اقرأ أيضًا..
- اكتشاف معادن أرضية نادرة باحتياطيات 5 ملايين طن
- أول محطة لتزويد السفن السياحية بالكهرباء في أوروبا تدخل حيز التشغيل
- تقنية مبتكرة لاستعمال الطاقة الكهروضوئية الفائضة تحت الأرض.. توفّر 39% من الكهرباء