التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

أوبك تستبعد وصول الطلب على النفط إلى ذروته

حتى 2050 على الأقل

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

رفعت منظمة أوبك توقعات الطلب على النفط في الأمدَيْن المتوسط والطويل، مستبعدة وصوله إلى الذروة حتى عام 2050، خلافًا لوكالة الطاقة الدولية وبعض الهيئات البحثية التي تلح منذ سنوات على أن هذه الذروة باتت وشيكة وستحدث قبل نهاية العقد الحالي (2030).

وتوقع أحدث تقرير صادر عن المنظمة -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه (مقرّها واشنطن)- ارتفاع الطلب العالمي على النفط إلى 120.1 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050.

كما توقع تقرير آفاق النفط طويلة الأجل ارتفاع الطلب على النفط إلى 118.9 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2045، بزيادة 2.9 مليون برميل يوميًا عن تقديراتها السابقة الصادرة أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وامتد تفاؤل أوبك بشأن الطلب على النفط إلى المدى المتوسط، ليصل إلى 112.3 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2029، بزيادة 10.1 مليون برميل يوميًا عن عام 2023.

أوبك تستبعد ذروة الطلب

يختلف منحنى توقعات أوبك بشدة عن وكالة الطاقة الدولية التي تتوقع وصول الطلب على النفط إلى ذروته في عام 2029 عند 105.6 مليون برميل يوميًا، قبل أن يبدأ رحلة انخفاض تدريجية طويلة الأجل بداية من 2030 وحتى عام 2050 المروّج له إعلاميًا "عام الحياد الكربوني".

وتزيد تقديرات أوبك للطلب حتى عام 2029 بنحو 6.7 مليون برميل يوميًا عن وكالة الطاقة الدولية، ما يشير إلى فجوة هائلة في التوقعات بين أكبر مؤسستين عالميتين في السوق.

وتتعرّض توقعات وكالة الطاقة الدولية بشأن ذروة الطلب على النفط والتحريض على وقف استثمارات مشروعاته الجديدة لانتقادات واسعة، ليس فقط من قبل منظمة أوبك، ولكن -أيضًا- من قِبل هيئات بحثية متخصصة وشركات نفط كبرى ومسؤولين حزبيين ومشرعين حول العالم.

منصة بحرية للتنقيب عن النفط
منصة بحرية للتنقيب عن النفط - الصورة من شركة إكسون موبيل

وشنّ نواب في الكونغرس الأميركي حملة واسعة على مدير الوكالة فاتح بيرول، امتدت على مدار شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين، متهمين إياه بالانحراف عن مهام الوكالة الأساسية في تعزيز أمن الطاقة والتحول إلى منبر يدعو إلى سياسات المناخ على حساب المهمة الرئيسة.

كما شكّك النواب بقيادة رئيسة لجنة الطاقة والتجارة كاثي مكموريس رودجرز، في مناهج التحليل وسيناريوهات التوقع المعتمدة لدى الوكالة بوصفها سيناريوهات مناخية موجهة، فشلت في تزويد الحكومات المشاركة ببيانات دقيقة ومحايدة لاتخاذ القرار، ما أسهم في أزمة الطاقة المستمرة في العالم حتى الآن، بحسب تفاصيل الخطابات المتبادلة التي نشرتها وحدة أبحاث الطاقة بصورة مفصلة في حينه.

توقعات أوبك 2050 في المناطق

على عكس وكالة الطاقة الدولية تمامًا، تتوقع أوبك ارتفاع الطلب على النفط بمقدار 18 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050 ليصل إلى 120.1 مليون برميل يوميًا، مقارنة بنحو 102.2 مليون برميل يوميًا في 2023.

ورغم ذلك، لا يبدو مشهد التوقعات الإقليمية متشابهًا، إذ يتوقع نمو الطلب خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بنحو 28 مليون برميل يوميًا بين عامي 2023 و2050، في حين سيشهد الطلب في دول المنظمة انخفاضًا خلال المدة نفسها.

يرصد الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، أحدث توقعات الطلب على النفط من جانب أوبك في 2025:

توقعات أوبك لنمو الطلب على النفط في 2025

وتقود الهند ودول آسيا الأخرى وأفريقيا والشرق الأوسط نمو الطلب العالمي حتى منتصف القرن، وسط تقديرات بأن يزيد طلب المناطق الـ4 بنحو 22 مليون برميل يوميًا بين عامي 2023 و2050.

ومن المتوقع أن يزيد الطلب في الهند وحدها بنحو 8 ملايين برميل يوميًا، في حين يتوقع نمو الطلب في الصين بنحو 2.5 مليون برميل يوميًا خلال المدة المتوقعة، بحسب تقديرات أوبك.

أبرز قطاعات الطلب 2050

من المتوقع أن تشهد قطاعات البتروكيماويات والنقل البري والطيران أكبر زيادة في الطلب على النفط على المدى الطويل، مقارنة بالقطاعات الأخرى التي قد تشهد نموًا أقل.

وتتوقع أوبك نمو الطلب على النفط في قطاع البتروكيماويات بنحو 4.9 مليون برميل يوميًا، يليه قطاع النقل البري بنحو 4.6 مليون برميل يوميًا، ثم قطاع الطيران بنحو 4.2 مليون برميل يوميًا، خلال المدة من 2023 إلى 2050.

كما يُتوقع اتساع أسطول المركبات العالمي من 1.7 مليار وحدة على الطريق في عام 2023، إلى 2.9 مليار وحدة بحلول عام 2050، وسط توقعات بتسارع نمو قطاع المركبات الكهربائية.

ورغم ذلك، ستظل المركبات التقليدية العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي مهيمنة على الأسطول العالمي للمركبات على الطريق، لتمثّل أكثر من 70% بحلول عام 2050.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق