حادث تصادم في إحدى مزارع الرياح البحرية يُلحق أضرارًا بتوربين عملاق
أسماء السعداوي
شهد واحد من أكبر مشروعات الرياح البحرية في العالم حادث تصادم ألحق أضرارًا بتوربين عملاق، وفق آخر المعلومات المتوفرة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
واصطدمت إحدى سفن الخدمات بأحد توربينات الرياح في مزرعة "هورن سي 1" قبالة السواحل الشرقية لإنجلترا في بحر الشمال.
ولم يُسفر الحادث عن وقوع ضحايا، لكنه ألحق أضرارًا بتوربين الرياح وسفينة الخدمات التي تستأجرها شركة أورستد الدنماركية (Ørsted) المشغلة لمزرعة الرياح.
ويتألّف مشروع الرياح البحرية هورن سي من 4 مراحل، دخلت المزرعة الأولى هورن سي 1 بقدرة 1.2 غيغاواط حيز الإنتاج في عام 2020، وقادرة على تزويد أكثر من مليون منزل بريطاني بالكهرباء النظيفة.
حادث مزرعة هورن سي 1
أبلغت شركة الخدمات البحرية الفرنسية "لويس دريفوس أرماتيرز" (Louis Dreyfus Armateurs) يوم 19 سبتمبر/أيلول الجاري (2024) بوقوع حادث تصادم لسفينتها "ويند أوف هوب" (Wind of Hope) داخل مزرعة الرياح البحرية هورن سي 1.
وكانت السفينة تقلّ على متنها 26 من أفراد الطاقم، و46 من الفنيين المتخصصين وقت وقوع الحادث، وفق بيان صحفي نشرته شركة لويس دريفوس على موقعها الإلكتروني.
ولم ترصد الشركة دخول المياه إلى السفينة أو حدوث أي تلوث بحري، لكن الاصطدام ألحق أضرارًا بالجانب الأيمن من السفينة أعلى خط الماء ومهبط الطائرات.
وبناء على ذلك، انتقلت سفينة الخدمات "ويند أوف هوب" إلى الميناء لتقييم الأضرار، وقالت الشركة إنها أبلغت السلطات المعنية كافّة، وفُتح تحقيق لمعرفة سبب وقوع الحادث.
ووفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، بُنيت سفينة الإمدادات في تركيا خلال عام 2021، وهي تحمل علم فرنسا، ويصل طولها إلى 83 مترًا، وقادرة على حمل ألفي طن.
وبالنسبة إلى توربين الرياح، أقامت شركة أورستد المشغلة لمزرعة الرياح البحرية هورن سي 1 منطقة عازلة لتقييم الأضرار التي لحقت بقاعدة التوربين.
وتمتلك أورستد 50% من أسهم تشغيل مزرعة هورن سي 1، في حين تمتلك شركة جوبيتر أوفشور ويند ليمتد (Jupiter Offshore Wind Limited) الـ50% الأخرى.
وتضم المزرعة 174 توربين رياح من إنتاج شركة سيمنس جاميسا (Siemens Gamesa) طول الواحد منها 190 مترًا، وطول الشفرة 75 مترًا.
الرياح البحرية في بريطانيا
سجّلت نتائج أحدث جولات عطاءات الطاقة المتجددة في بريطانيا فوز مشروع رياح بحرية بقدرة 5.3 غيغاواط، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "أوفشور ويند" (offshorewind).
وكانت شركة أورستد صاحبة النصيب الأكبر من العقود مقابل الفروقات (CfD) الممنوحة في الجولة السادسة؛ إذ فازت بعقد لبيع إنتاج مزرعة الرياح البحرية هورن سي 4 بقدرة 2.4 غيغاواط، كما فازت مزرعة هورن سي 3 بقدرة 1.08 غيغاواط.
وبموجب العقد، يُحدد سعر معين للكهرباء خلال العطاءات، وحال انخفاض الأسعار عن السعر المحدد تغطي الحكومة الفروقات، ولكن إذا ارتفعت تدفع الشركات الفارق إلى الحكومة.
وبعد فشل جولة عطاءات الرياح البحرية العام الماضي (2023) في اجتذاب منافسين، دعّمت حكومة حزب العمال الواصلة إلى السلطة حديثًا القطاع من دعم ميزانية العطاء بمبلغ مليار ونصف المليار جنيه إسترليني (نحو ملياري دولار أميركي).
وبعد أيام من فوزه بالانتخابات في يوليو/تموز (2024)، أعلن حزب العمال إنهاء الحظر الفعلي على تطوير مشروعات الرياح البحرية في بريطانيا.
ويقول الرئيس التنفيذي لهيئة "رينيوابل يو كيه" (RenewableUK) إنه بعد فشل عطاء العام الماضي في اجتذاب منافسين على العقود، كان من الضروري لهذا العطاء أن ينجح، متوقعًا زيادة ثقة المستثمرين بعد فوز 9 مشروعات رياح بحرية كبرى بعقود.
ونال الدعم الحكومي لهذا العطاء انتقادات؛ إذ وُصف بالانتحار الاقتصادي، كون الحكومة تضمن السعر الجيد واستمرار الشركات المطورة في تحقيق أرباح حتى مع توقف الإنتاج.
كما سجلت أسعار الكهرباء المولدة من الرياح البحرية بموجب آخر عطاء ارتفاعًا بنسبة 58%، وهو ما سيُثقل كاهل المواطنين بأعباء إضافية.
وترى الحكومة أن دعم الكهرباء من مصادر متجددة بمثابة ضمانة لتحقيق استقلال الطاقة وأمنها، وتجنّب تقلبات أسعار الوقود الأحفوري، فضلًا عن تحقيق الأهداف المناخية والحياد الكربوني بحلول عام 2050، وتوفير فرص عمل وتعزيز النمو الاقتصادي.
موضوعات متعلقة..
- قطاع الرياح البحرية يعزّز الطلب على سفن الدعم.. ما دور النفط والغاز؟
- أسعار الرياح البحرية في المملكة المتحدة ترتفع 58% بأحدث العطاءات
- الرياح البحرية في السويد تتلقى صدمة.. "فاتنفول" تنفذ وعيدها
اقرأ أيضًا..
- واردات السعودية من الألواح الشمسية الصينية تقفز 160% مع المشروعات الضخمة
- مزيج توليد الكهرباء في الإمارات.. تغير لافت تقوده الطاقة النووية (إنفوغرافيك)
- صادرات النفط الليبي تنخفض 58%.. وأوروبا تبحث عن بدائل
- البصمة الكربونية لأكبر شركات الأزياء في العالم.. تعادل انبعاثات المغرب