خبيرة: الهيدروجين الأبيض يواجه تحديات في اكتشافه ونقله (تقرير)
داليا الهمشري
شهد الهيدروجين الأبيض، خلال الأعوام القليلة الماضية، إقبالًا كبيرًا من قبل الشركات والمطورين على تكثيف الجهود الاستكشافية، في ظل توقعات بأن يؤدي الوقود الطبيعي دورًا مهمًا في تشكيل مستقبل الطاقة.
ومن المتوقع تزايد الطلب على الهيدروجين في السوق العالمية خلال العقود المقبلة ليصل إلى 40 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، و190 مليون طن بحلول 2040، و700 مليون طن بحلول 2050، وفقًا لمتابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وفي هذا الإطار، نظمت المبادرة العربية للتعريف بالهيدروجين الأخضر والمشروعات الخضراء 2024 ندوة لتسليط الضوء على طرق استكشاف ومستقبل الهيدروجين الأبيض.
وتهدف المبادرة إلى إبراز التطورات الحالية، واستشراف المستقبل بقطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر والمنطقة العربية، من خلال تنظيم سلسلة من المحاضرات والمشروعات.
غياب الهيدروجين الجيولوجي
أوضحت خبيرة الطاقة ومؤسسة نقابة المخترعين المصريين الدكتورة هبة الرحمن أحمد، أن ينتج الهيدروجين الأبيض من عملية التكسير الهيدروليكي تحت الأرض.
وأشارت إلى أنه قد يوجد بصورة طبيعية بالقرب من القشرة الأرضية على سطح الأرض على هيئة حقول أو على أعماق بعيدة داخل التربة أبعد من أماكن وجود النفط والغاز الطبيعي.
وأرجعت الدكتورة هبة الرحمن نشأة الهيدروجين الأبيض إلى تفاعلات خلايا بكتيرية داخل القشرة الأرضية.
جاء ذلك خلال ورقة بحثية بعنوان "مقدمة عن الهيدروجين الأبيض" عرضتها الدكتورة هبة الرحمن، خلال الندوة التي حضرتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، عبر تقنية التواصل المرئي.
ولفتت خبيرة الطاقة إلى أنه على الرغم من توسع مصر في مشروعات الهيدروجين الأخضر؛ فإن هناك غيابًا تامًا لمشروعات وتقنيات استكشاف الهيدروجين الجيولوجي.
ويُعرف الهيدروجين الطبيعي بأسماء عدة؛ من بينها الهيدروجين الجيولوجي أو الذهبي أو الأبيض.
تقنيات الاستكشاف
سلطت خبيرة الطاقة المصرية الضوء على وجود عدة تقنيات لاستكشاف الهيدروجين "الذهبي"؛ أبرزها كروماتوغرافيا الغاز، موضحة أن هذه التقنية تُستَعمل لمعرفة إذا ما كان الهيدروجين موجودًا في مزيج الغاز.
وأوضحت أنه يمكن -كذلك- استعمال صور الأقمار الصناعية عالية الدقة للبحث عن ميزات غامضة يشار إليها -غالبًا- باسم الدوائر الخيالية، لافتة إلى أن هذه المنخفضات نصف الدائرية -عادة- ما تكون مرئية على سطح الأرض في ظل ظروف معينة، ولكن تختلف رؤيتها بناءً على عوامل عدة؛ منها:
الحجم والعمق: يؤثر حجم وعمق تلك المنخفضات في رؤيتها، وقد تكون المنخفضات الأكبر أو الأعمق أكثر وضوحًا، خاصةً إذا أدت إلى تغيير كبير في المشهد الطبيعي.
السياق الجيولوجي: قد تكون أكثر وضوحًا في بعض البيئات الجيولوجية؛ إذ تسمح التضاريس بظهورها بشكل مميز في بعض الحالات، وقد تكون أكثر وضوحًا بسبب تكوينات معينة من التربة والصخور.
التسربات السطحية: يكشف تسرب النفط والغاز على السطح عن أن مصدر الصخور مثل الصخر الزيتي كان يطرد الهيدروكربونات؛ حيث يعد التراجع عن التسربات السطحية إحدى طرق البحث عن الهيدروجين الطبيعي.
كما لفتت إلى أنه يجري -حاليًا- استعمال الذكاء الاصطناعي، واستحداث خوارزميات لرسم خريطة تلك المنخفضات حول العالم، وهو ما تمخض عنه تحديد خزانات الهيدروجين المحتملة تحت السطح.
بالإضافة إلى أن استعمال بيانات الاستشعار عن بعد لتحليل شكل هذه المواقع من أعلى قد اعتمد على الأنماط الطيفية والجيومورفولوجية (فرع من علوم الأرض يركز على دراسة أشكال الأرض وأصلها وتطورها والعمليات التي تشكل سطح الأرض)، وذلك لتحديد المواقع حول العالم التي من المرجح أن تكون بها منخفضات نصف دائرية مرتبطة بالهيدروجين الجيولوجي.
تقنيات الاستخراج
أبرزت الدكتورة هبة الرحمن أحمد وجود تقنيتين لاستخراج الهيدروجين الطبيعي من الأرض؛ وهما:
- تقنية التحلل الحراري (Thermal Decomposition): تعتمد على تسخين المادة المصدرة للهيدروجين لفصله عن الصخور المضيفة.
- التحلل الكيميائي (Chemical Decomposition): تنطوي هذه التقنية على استعمال مواد كيميائية لتفكيك المركبات الهيدروكربونية المصدرة للهيدروجين.
وأوضحت خبيرة الطاقة المصرية إلى أنه في الحالتين يتم تخليص الهيدروجين من الصخور المحتوية على الهيدروكربونات أو من الصخور البركانية النشطة.
وحول أماكن تمركز الهيدروجين الطبيعي في مصر، توقّعت وجوده في الأعماق السحيقة لحقل ظهر وآبار الغاز الطبيعي، والامتداد الصخري على ساحل البحر الأحمر، والمناجم المعطلة عن العمل خاصة مناجم الحديد.
موضوعات متعلقة..
- الهيدروجين الأبيض.. رقم جديد في معادلة الحياد الكربوني
- إنتاج الهيدروجين الطبيعي قد يبلغ 17 مليون طن سنويًا في 2050
- تساؤلات حول تطوير الهيدروجين الطبيعي.. ولماذا شركات النفط أفضل للقطاع؟
اقرأ أيضًا..
- صناعة النفط والغاز في الجزائر ستظل داعمة لأوروبا.. والطاقة المتجددة سلاح دبلوماسي
- أنس الحجي: الطلب على النفط لا يتأثر بانتشار السيارات الكهربائية
- خط أنابيب دروجبا.. ما تداعيات استئناف عبور النفط الروسي إلى المجر وسلوفاكيا؟ (مقال)
- مشروع غاز ضخم بـ30 مليار دولار مهدد بالفشل بسبب الشعاب المرجانية