تسعى جنوب أفريقيا لتأمين شحنات من الغاز الطبيعي المسال؛ استباقًا لانخفاض في إنتاج حقول إمدادتها الرئيسة في عام 2027.
ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تعد قطر المرشح الرئيس لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى شركتي إسكوم (Eskom) وساسول (Sasol)، اللتين وقعتا اتفاقية، اليوم الجمعة 20 سبتمبر/أيلول (2024) للعمل بشكل مشترك على تجميع الغاز.
وقال وزير الكهرباء والطاقة الجنوب أفريقي كغوسينتشو راموكجوبا، اليوم الجمعة 20 سبتمبر/أيلول (2024)، إن قطر تتصدر سلسلة توريد الغاز الطبيعي المسال إلى شركتي إسكوم وساسول؛ نظرًا إلى احتياطياتها الغنية من الغاز.
وأشار وزير الكهرباء والطاقة الجنوب أفريقي إلى أن قطر أبدت اهتمامها للرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، بالعمل والتعاون معًا.
شراكة قطر وجنوب أفريقيا
تواجه جوهانسبرغ إشكالية انخفاض قادم للإمدادات الرئيسة من الغاز المسال، إذ سينخفض الإنتاج في حقول في موزمبيق، تديرها شركة ساسول -التي تنقل الوقود عبر خط أنابيب إلى الشركات في جنوب أفريقيا- خلال عام 2027، وفقًا لما أوردته "بلومبرغ".
وتُعد جنوب إفريقيا شريكًا تجاريًا مهمًا لقطر؛ إذ تمتد الشراكة بين البلدين إلى العديد من المجالات، منها النفط والمعادن والبتروكيماويات، ووصل إجمالي الاستثمارات القطرية في قطاع الطاقة بجنوب أفريقيا إلى نحو 9 مليارات دولار، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي عام 2018، وقعت شركة قطر للطاقة اتفاقًا مع شركة توتال إنرجي لتصبح بموجبه شريكًا في أعمال الاستكشاف بالمنطقة البحرية الواقعة قبالة شواطئ جنوب إفريقيا بنسبة 25%، كما تنشط شركة ساسول أوركس جي تي إل الجنوب أفريقية في قطر، لتحويل الغاز إلى ديزل.
تعاون إسكوم وساسول
أكد الرئيس التنفيذي لشركة ساسول سيمون بالويي، أن الشركة ستضطر إلى وقف الإمدادات باستثناء عملياتها الخاصة، في منتصف عام 2027، مشيرًا إلى أن ساسول تجري محاولات لتمديد ذلك إلى عام (2028) على أقصى تقدير.
وقال بالويي، تعليقًا على اتفاقية التعاون مع شركة إسكوم، إن العمل يهدف إلى "إيجاد مساحة لنا لجلب الغاز الطبيعي المسال؛ لأن هذا الغاز لا يمكن توسيعه إلى ما لا نهاية".
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة إسكوم دان ماروكان: "إننا نتفهم أن الوقت ليس في صالحنا، ولهذا السبب نحن هنا اليوم".
وعدّ وزير الكهرباء والطاقة كغوسينتشو راموكجوبا، الحاجة إلى إيجاد إمدادات بديلة حالة طارئة.
وأكد راموكجوبا أن الحكومة لديها خطط للحد من خطر تقلبات الأسعار، إذ أثارت خطط جوهانسبرغ السابقة لشراء الغاز الطبيعي المسال مخاوف بشأن التسعير بسبب تقلب العملة المحلية.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة ساسول إنه سيتعين اتخاذ التدابير المناسبة بشأن حماية العملة أو التحوط.
إنتاج الكهرباء في جنوب أفريقيا
شكلت انقطاعات الكهرباء بصورة شبه يومية على مدى سنوات، عائقًا أمام الاقتصاد في جنوب أفريقيا؛ ما أدى إلى ارتفاع التكاليف على الشركات وكبح النمو الاقتصادي.
ومؤخرًا، شهدت الكهرباء استقرارًا نسبيًا، إذ لم تشهد البلاد انقطاعًا للكهرباء لما يزيد على 5 أشهر، منذ 26 مارس/آذار 2024، وفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة.
وفي أغسطس/آب الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة إن أحدث البيانات تشير إلى أن الحكومة اقتربت من حلّ الأزمة مع قرب إضافة 2500 ميغاواط للشبكة خلال العام الجاري (2024).
وتنتج شركة إسكوم -أكبر مصدّر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في البلاد- أكثر من 80% من الكهرباء في جنوب أفريقيا بشكل رئيس من الفحم، في حين تخطط شركة ساسول، التي تستعمل الوقود الأحفوري الأكثر تلويثًا لتصنيع منتجاتها، لاستعمال المزيد من الغاز لتقليل الانبعاثات.
وأجّلت شركة إسكوم إغلاق بعض محطاتها القديمة العاملة بالفحم لضمان استقرار إمدادات شبكة الكهرباء، وتتوقع الشركة تجنب نقص الكهرباء على الأقل خلال الأشهر القليلة المقبلة، وهو ما يوسع من سلسلة النقص التي تزامنت مع التحول التشغيلي.
وشهدت انبعاثات ساسول لعام 2024 ارتفاعًا للعام الثاني على التوالي، رغم انخفاضها بنسبة 5% عن خط الأساس لعام 2017 الذي تشير إليه لقياس الهدف.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة النووية في جنوب أفريقيا "فرصة" لحل أزمتي الكهرباء والبطالة
- معضلة انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا.. هل تقترب من الحل النهائي؟
- الغاز المسال القطري أكثر موثوقية في آسيا.. وفرص الأميركي أقل
اقرأ أيضًا..
- محطة جديدة لتوليد الكهرباء بالفحم في إندونيسيا بقدرة 300 ميغاواط
- خام مربان الإماراتي يؤمّن احتياجات مصفاة نفط في فيتنام.. للمرة الأولى
- واردات مصر من كوك النفط تصعد 53%.. أميركا وإسبانيا أبرز الموردين