التغير المناخيالتقاريرالتقارير السنويةتقارير التغير المناخيتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

خطط تحول الطاقة في بريطانيا تستهدف تركيب 155 غيغاواط من الكهرباء المتجددة (تقرير)

إعلان التخلص النهائي من الفحم بات وشيكًا

وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق

يبدو أن تحول الطاقة في بريطانيا على أعتاب مرحلة جديدة، تزامنًا مع التنقيح الذي تجريه البلاد في إستراتيجيتها لتتماشى مع الأهداف الصناعية وأمن الطاقة.

وكانت المملكة المتحدة رائدة في تحديد هدف الحياد الكربوني مبكرًا في عام 2019، وقد أوفت بأول 3 ميزانيات للكربون، وبحلول 2030، تستهدف البلاد الحد من الانبعاثات بنسبة 68% مقارنة بمستويات عام 1990 .

ومقارنة بعام 1990، انخفضت انبعاثات المملكة المتحدة، في عام 2023، بنسبة 53%، ويُعزى ذلك إلى تقليل الاعتماد على الفحم، وزيادة توليد الكهرباء من المصادر المتجددة، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ولتسريع جهود تحول الطاقة في بريطانيا، ستحتاج الحكومة إلى اتخاذ إجراءات لدعم الاستثمار النظيف في عديد من القطاعات، مثل الكهرباء والنقل والمباني والصناعة، في ظل التوقعات بصعوبة الوفاء بميزانيات الكربون مع اشتداد تحديات خفض الانبعاثات.

الكهرباء في بريطانيا

يشهد قطاع الكهرباء في بريطانيا طفرة هائلة في مسار تحول الطاقة، مع تحول كبير من الفحم إلى مصادر الطاقة المتجددة، إذ تهدف الحكومة إلى إزالة الكربون بالكامل من هذا القطاع بحلول عام 2035.

وسيتضمّن ذلك تركيب ما يصل إلى 50 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030، وزيادة قدرة الطاقة الشمسية بمقدار 70 غيغاواط بحلول عام 2035، وتحقيق ما يصل إلى 24 غيغاواط من الطاقة النووية بحلول عام 2050، بحسب ما جاء في تقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية.

مزرعة الرياح البحرية دوغر بانك ساوث في المملكة المتحدة
مزرعة الرياح البحرية دوغر بانك ساوث في المملكة المتحدة – الصورة من آر دبليو إي

في المقابل، انخفض توليد الكهرباء من الفحم في المملكة المتحدة خلال السنوات الـ10 الماضية بنسبة 97%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومؤخرًا، أُغلقت معظم محطات الكهرباء العاملة بالفحم، بما يتماشى مع مستهدفات تحول الطاقة في المملكة المتحدة بالتخلص التدريجي من توليد الفحم بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2024.

وفي الوقت نفسه، انخفضت قدرة الطاقة النووية التي تمثل نحو 15% من التوليد، ومع ذلك، ما تزال الحكومة ملتزمة بالحفاظ على دور الطاقة النووية في مزيج الكهرباء، وتتخذ خطوات لتنشيط هذا القطاع.

وكان تحول الطاقة في بريطانيا مدفوعًا بنمو الطاقة المتجددة، التي تمثّل الآن 42% من توليد الكهرباء في البلاد، بعد أن كانت 12% في عام 2012، بفضل التوسع السريع في طاقة الرياح وخاصة البحرية.

وتستهدف المملكة المتحدة زيادة حصة السيارات الكهربائية إلى أكثر من نصف إجمالي مبيعات السيارات بحلول عام 2035، بالإضافة إلى مبيعات سنوية تصل لـ600 ألف من مضخات الحرارة بحلول عام 2028.

إزالة الكربون من مباني قطاع النقل

يمثّل تحول الطاقة لدى بريطانيا في قطاع المباني أهمية كبرى، ما يستدعي إجراء تحسينات كبيرة في كفاءة الاستهلاك، وكهربة أنظمة التدفئة بدلًا من الاعتماد على الوقود الأحفوري.

ويمثّل مخزون المباني المتقادم في المملكة المتحدة، أكثر من ربع انبعاثات الطاقة في البلاد، ولذلك وضعت الحكومة إستراتيجيات وسياسات مدعومة بالدعم المالي لإزالة الكربون من قطاع المباني.

الزجاج منخفض الانبعاثات
زجاج منخفض الانبعاثات لواجهة أحد المباني - الصورة من Samsung C&T Newsroom‏

وتتمثّل أحد العوائق الرئيسة أمام كهربة المباني في فارق التكلفة بين الكهرباء والوقود الأحفوري، وللتغلب على هذا التحدي، فإنه من الضروري موازنة التكاليف بينهما.

وفي السياق نفسه، وضعت الحكومة خريطة طريق للحد من الانبعاثات في قطاع النقل، الذي يمثّل أكثر من ثلث الانبعاثات المحلية المتعلقة بالطاقة، إذ فرضت لوائح تتطلّب اعتماد مركبات عديمة الانبعاثات بنهاية 2024.

قطاعا الصناعة والنفط

ستعتمد إزالة الكربون من القطاع الصناعي على التقدم التقني وتطوير البنية التحتية؛ إذ تمثّل الصناعة في المملكة المتحدة خُمس استهلاك الطاقة، و14% من الانبعاثات.

ويمكن تعزيز الكهربة من خلال تحويل التكاليف من الغاز الطبيعي إلى الكهرباء (جعل تكلفة الكهرباء أكثر تنافسية مع الغاز الطبيعي، ما يحفّز التحول إلى استعمال الكهرباء) وتحسين البنية الأساسية لتوزيع الكهرباء.

وسيكون من المهم التسويق التجاري للتقنيات منخفضة الكربون، مثل تقنية احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله، التي تمثّل إستراتيجية واعدة، تقود قطاع الهيدروجين منخفض الكربون، بحسب توصيات تقرير وكالة الطاقة الدولية.

ويرى التقرير أنه على قطاع النفط والغاز الاستعداد لخفض الإنتاج وتحول الطاقة في بريطانيا، في الوقت الذي يشهد فيه الإنتاج البحري انخفاضًا، رغم الاكتشافات الجديدة.

وقد شهد إنتاج النفط في المملكة المتحدة هبوطًا بنسبة 74% من عام 1990 إلى عام 2023، بحسب تطورات مشهد النفط البريطاني التي تتابعها وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية منتظمة.

وبينما قد تكون هناك خسائر في الإيرادات وإزاحة الوظائف، فإن اقتصاد الطاقة النظيفة يوفّر -أيضًا- فرصًا لوظائف وصناعات جديدة، ما يستلزم من الحكومة الموازنة بين التحديات الاقتصادية لتحول الطاقة والتأثير الكبير لهذه الصناعة في الاقتصاد القومي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق