أنس الحجي: أسعار النفط انخفضت بسبب "المبالغات".. وهذا دور الطلب الصيني
أحمد بدر
يتساءل كثيرون عن الأسباب التي أدت إلى انخفاض أسعار النفط خلال الأيام الماضية، إذ إنها تراجعت من مستوى 80 دولارًا للبرميل من خام برنت الذي رابطت عنده لمدة إلى ما دون الـ70 دولارًا.
ولكن مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، يرى أن السؤال بهذه الصيغة خطأ، في حين السؤال الصحيح هو: "لماذا كانت الأسعار مرتفعة بالأصل في بداية العام؟".
وأوضح أن السبب الرئيس لارتفاع أسعار النفط في بداية العام الجاري 2024، كان المبالغات فيما يخص نمو الاقتصادَيْن الصيني والهندي، وكذلك نمو الطلب الأميركي، وكل هذا بسبب الانتخابات في أميركا والهند، وكذلك مبالغات أوبك بشأن الطلب العالمي على النفط.
وأكد الحجي أن هذه المبالغات أسهمت بصورة كبيرة في زيادة الأسعار منذ البداية، وهنا تكمن المشكلة، إذ إن الأزمة الحقيقية في زيادة أسعار النفط منذ البداية، وليست في الانخفاض الذي تشهده الأسواق حاليًا.
جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة" قدّمها الدكتور أنس الحجي، عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، تحت عنوان: "انخفاض أسعار النفط لا علاقة له بالسيارات الكهربائية والطاقة المتجددة".
أسباب انخفاض أسعار النفط
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، الدكتور أنس الحجي، إن سبب الانخفاض الكبير في أسعار النفط هو انخفاض الطلب العالمي بأقل من التوقعات بكثير في الصين والولايات المتحدة والهند.
ولكن، الآن في الصين هناك انخفاض، إذ إن اقتصادها شهد نموًا، ولكن الآن تأكد الجميع من وجود انخفاض في الطلب الصيني على النفط، والمشكلة الكبيرة جاءت من الصين، في حين الأجزاء الأخرى جاءت من الولايات المتحدة والهند".
وأوضح الدكتور أنس الحجي، أنه عند الحديث عن الصين، هناك مشكلة مضاعفة، إذ إن هناك انخفاض الطلب العالمي على النفط، بسبب سوء الوضع الاقتصادي في الصين، وهناك أمر آخر مهم، وهو السحب من المخزونات.
وأضاف: "الصين سحبت في الأشهر الـ7 الأولى -مقارنة بالأشهر الـ7 الأولى من 2023- نحو 48 مليون برميل، أي نحو 200 ألف برميل يوميًا سحبتها من المخزونات لمقابلة الطلب، وهذا يعني انخفاض الواردات بمقدار 200 ألف برميل يوميًا".
وتابع: "هناك مشكلة كبيرة عندما نتكلم عن الطلب لماذا؟ فهناك مسؤولون يتكلمون عن أن هناك طلبًا عاليًا وقويًا من الصين، ولكن ماذا لو كانت الصين تطلب هذا النفط للتخزين؟".
ولفت إلى أنه من وجهة نظر المسؤولين هناك طلب، ولكن من وجهة نظر المحللين هذا ليس استهلاكًا، وبالتالي النمو الاقتصادي ما زال ضعيفًا، فالدول تبيع للصين، التي ستُخزن هذا النفط لتستعمله ضدها عندما ترتفع أسعار النفط.
وأكد الدكتور أنس الحجي أن هناك مشكلة كبيرة في التفريق بين الطلب على النفط واستهلاكه، ويجب الانتباه إلى هذا الموضوع من قبل دول أوبك وأوبك+، لأنه يجب -كسياسة- منع الصين من تخزين النفط، لأنه يضر عندما ترتفع أسعار النفط.
ولفت إلى أن هذا النفط يُعد إنقاذًا في مدة انخفاض الأسعار، ولكنه ينقذ على مدد تتراوح بين شهرين و3 أشهر، ثم يكون مضرًا على مدى عامين مقبلين، لذلك فإن هناك مشكلة كبيرة في هذا الجانب.
الطلب على النفط في الصين
أوضح خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن الأمر الآخر المرتبط بانخفاض أسعار النفط، هو أن الطلب على النفط في الصين، تشير تقارير كثيرة إلى أنه بلغ ذروته، وأنه في طريقه إلى الانحدار حاليًا.
ومن ثم، وفق الحجي، فإنه لا يوجد مبرر للبقاء في الأسواق ومواصلة الاستثمار حتى في أسهم شركات النفط، فإذا كان الطلب الصيني هو محرك العالم في أسواق النفط، فإنه المحرك الأساسي على مدى 15 عامًا تقريبًا.
وقال الدكتور أنس الحجي إن الهند لم تعوّض غياب الطلب الصيني، وفي الوقت نفسه هناك من يقولون إن السبب في انخفاض الطلب الصيني وبلوغه ذروته هو انتشار السيارات الكهربائية بصورة كبيرة في بكين، وكذلك انتشار الشاحنات الكبيرة التي تسير لمسافات طويلة، والتي تحوّلت من الديزل إلى الغاز المسال.
وأضاف: "الغريب في الأمر، أن الشركات الصينية الكبيرة بدأت تظهر توقعاتها للعالم بصورة مريبة، فهي لم تكن تفعل ذلك عادة، وفجأة أصبحت تصدر توقعاتها وتنشرها عالميًا، على الرغم من أن الصينيين يميلون إلى الكتمان والسرية".
ولكن، فجأة أصبحت هذه الشركات الصينية تنتج تقارير باللغة الإنجليزية، ويبدو أنها توظّف من يروّجون لهذا الاستشراف وهذه التوقعات، وهو أمر غريب، إذ تقول هذه الشركات إن الطلب على البنزين في الصين سيصل أعلى مستوياته، خلال العام الجاري أو العام المقبل 2025.
بعد ذلك، وفق الحجي، سينخفض الطلب على البنزين، وبعدها سينخفض الطلب على الديزل بصورة نهائية، ولكن السؤال هنا هو: لماذا تروّج الصين لهذه الأفكار؟
وتابع: "هناك أشياء كثيرة تحصل في الصين خلال المدة الأخيرة، إذ أصبح الصينيون يخزنون كل شيء، بما في ذلك الغاز الذي بلغت مخزوناته أعلى مستوى لها في التاريخ، وكذلك الفحم والمعادن، وهنا لا أحد يعرف السبب، فربما يريدون خفض الأسعار أو يتوقعون ارتفاعها".
موضوعات متعلقة..
- تقرير أميركي يخفض توقعات أسعار النفط في 2024 و2025
- انخفاض أسعار النفط يضع العراق في ورطة.. هل تتأثر ميزانية 2025؟
- مؤتمر أبيك 2024.. توقعات صادمة لأسعار النفط بسبب "فائض المعروض"
اقرأ أيضًا..
- السيارات الكهربائية في أميركا تواجه عزوفًا متصاعدًا للمستهلكين (مسح)
- إدارة معلومات الطاقة تخفّض توقعات الطلب على النفط خلال 2024 و2025
- إنتاج النفط في الجزائر يرتفع للشهر الثالث على التوالي